مهنة التمديدات الصحية.. فرصة للباحثين عن العمل!

الوحدة: 16- 6- 2020

 

تعد مهنة التمديدات الصحية من المهن الشاقة، وهي تشمل تركيب وتثبيت وصيانة  تمديدات مياه الشرب، وأنابيب التهوية، والتدفئة، والصرف الصحي في جميع أنواع الأبنية التي تشمل المنازل والمحلات التجارية والمدارس والجامعات والمصانع والمستشفيات والمنشآت الصناعية, وتكمن المهمة الأساسية لفنيي التمديدات الصحية في تركيب أو إصلاح الأنابيب والمعدات التي لها علاقة بالمستلزمات الصحية, لذلك تعد هذه المهنة جزءاً أساسياً لاقتصاد متطور نظراً للحاجة إليها في كل منزل ومحل ومعمل, فما هي الخدمات المقدمة للنهوض بواقع المهنة والأسس والضوابط التي تراعيها وكيف يمكن ممارستها؟

علي محرز، رئيس نقابة عمال البناء والإسمنت في اتحاد عمال اللاذقية، حدثنا حول أهمية وواقع مهنة التمديدات الصحية حيث قال: هذه المهنة من المهن الشائعة، ويوجد بها عدد لا بأس به من الفنيين وأصحاب الورش يمارسون هذه المهنة عن خبرة وتدريبات طويلة, وكافة هؤلاء العمال منتسبون إلى نقابة عمال البناء والإسمنت، وأيضاً إلى صندوق المساعدة الاجتماعية وصندوق التكامل المركزي لاتحاد عمال المحافظة, ونحن نقوم بتقديم كل ما من شأنه الوقوف لمساندة العمال بعملهم وذلك بتقديم المساعدات المادية من إعانات زواج وولادة.

كما نقوم بتقديم إعانة وفاة للعامل أو لذوي العامل أو أحد أفراد العائلة بالإضافة إلى نهاية الخدمة 25% من  الراتب المقطوع مضروباً بسنوات الانتساب، كما يقوم صندوق التكامل المركزي بتقديم  نهاية خدمة بحدود 30 %  مضروباً بسنوات الانتساب.

ولفت محرز إلى أن العامل إذا كان منتسباً إلى النقابة لفترة شهر وما دون وحدث طارئ ما كالوفاة تقوم النقابة بتقديم إعانة مالية وقدرها 100 ألف ليرة سورية لعائلته, وأيضاً توجد لدينا منافذ البيع المقنن تابعة للجمعية التعاونية الاستهلاكية تقدم المقنن عن طريق البطاقة الذكية وتأمين مادة الخبز بالسعر النظامي, بالإضافة إلى تأمين أدوات كهربائية ومنزلية بالتقسيط وبدون دفعة أولى.

كما ويتم توزيع الألبسة الخاصة للعمال المنتسبين للنقابة حيث تم التعاقد مع محل في الرمل الشمالي، يتم إرسال العمال إليه وذلك وفق قسيمة مقدارها 100 ألف ليرة سورية وبالتقسيط لمدة 12 شهراً.

وعن عدم وجود أسواق خاصة لهذه المهنة أفاد محرز بأنه حتى تاريخه لا توجد مساحات أو أراضٍ لإقامة هذه الأسواق ضمنها.

 

وعن واقع المهنة في ظل الأحداث الجارية لفت محرز بأنه تأثر عمال المهنة بظل الظروف الاستثنائية الحالية فقد توقفت أعمال الكثير من أصحاب الورش والمهنيين والفنيين وأكد بأن غالبية هؤلاء العمال يعيشون على أجر يومي.

وحول الأسس والضوابط التي تراعي  المهنة أشار محرز: أن يكون العامل حاصلاً على شهادة مهنية من النقابة تحدد خبرته بهذه المهنة (ممتازة- وسط – عامل مهني) وفقاً لذلك كنقابة مهتمين جداً بهذه المهنة والمهنيين ونتمنى من الشبان الراغبين بالعمل في هذه المهنة مراجعة مركز التدريب والتأهيل المهني الموجود في محافظة اللاذقية عند قرية العربية التابعة لوزارة الأشغال العامة, حيث يقوم المهني بتسجيل الاسم من أجل تحضيره لإقامة دورات تدريبية لمدة سنة تخوله القيام بأعمال التمديدات الصحية ثم إصدار شهادات عمل, وفي نهاية الدورة يحصل المتدرب على شهادة تمكنه من الدخول في الوظائف العامة أو العمل الخاص به.

وعن الصعوبات والمعوقات التي تواجه النقابة والفنيين أوضح محرز:

لا يوجد تجمع خاص لهذه المهن الهامة سواء تمديدات صحية أو مرجعية واحدة تشمل كافة العاملين بهذه المهنة أو وجود جمعية خاصة لهذه المهنة يتم فيها تأمين فرص عمل بشكل متساوٍ, ومما لاشك به بأن  قيام الجمعية من شأنها أن تنظم كافة الخدمات التي تتعلق بهذه المهنة سواء من ناحية المستلزمات والخدمات والحالة الاجتماعية, لأن الجمعية من أحد أهدافها العامة تسجيل العمال في التأمينات الاجتماعية لنيل حقوقهم كاملة, لأنه يوجد قسم كبير منهم غير مسجلين أو مؤمن عليه في التأمينات الاجتماعية.

مع العمال

ومع العاملين في  هذه المهنة التي انتشرت وتنتشر بشكل واسع في الوسط العام، حيث  قال جابر مرهج، صاحب ورشة: في ظل الأحداث الجارية نعاني من معوقات وصعوبات في هذه المهنة نتيجة غلاء الأسعار بشكل عام وقلة العمل الذي ما عهدناه سابقاً حيث كانت الورشات تعمل ليل نهار، علماً أن الأسعار كانت متدنية لكن العمل كثيراً على عكس الأيام الحالية، وهذه المهنة هي عبارة عن التغذية الشاملة للمباني والمنشآت والمدارس وكل ما يحتاجه الإنسان في حياته اليومية من تمديد المبنى بالقساطل ومواسير المياه ومد خزانات المياه من الداخل والخارج وكذلك شبكة الصرف الصحي الخاصة والعامة, فكافة الأجهزة الصحية داخل المباني وغيرها نتناولها في عمليات التركيب وتوصيلها بشبكتي التغذية بمياه الشرب والصرف الصحي كالبانيو والمراحيض والمغاسل ومجالي المطابخ وعملنا يتطلب الدقة والخبرة والممارسة لأن هناك شروطاً فنية لاختيار موقع  التوصيلات الصحية وتتمثل في الطول والميول والتخطيط للمجاري على المسقط الأفقي له.

وأشارمرهج إلى أن التمديدات الصحية هي معادلة لها أبعادها ومسقطها الأفقي فمثلاً تمديدات غرفة المطبخ الذي لا بد أن يراعى فيها ما يلي: ألا تقل الأبعاد في المسقط الأفقي عن (1.60- 1.20م) وارتفاع السقف لا يقل عن (2.70 م) وذلك بحالة الوحدات السكنية الصغيرة أو الشاليهات, ويمكن أن تزيد هذه الأبعاد حسب الطلب وأيضاً تخصص مسافة مناسبة لغسيل الملابس بغرفة المطبخ ويركب بالمطبخ حوض لغسيل الأواني من الموزاييك أو الرخام أو أحواض الستانلس, هذه لمحة عامة عن عملنا ويتبعها الحمام ودورات المياه, وهناك أنواع للمواسير والقساطل وطرق توصيلها في التمديدات الصحية لأي مبنى أو منشأة ,نهاية إن أنابيب التغذية لمياه الشرب والصرف الصحي تعتبر شرايين المباني والمنشآت وأدواته, واليوم في ظل الأحداث الجارية هناك جمود نوعاً ما في تجهيز المشاريع والأبنية, ويقتصر عملنا في الكثير من الأحيان على الصيانات المنزلية وغيرها.

يحيى زيدان، عامل لدى صاحب ورشة للتمديدات الصحية قال: تتطلب مهنتنا مهارة ومعرفة خاصة بالعمل وليس بمقدور أي شخص أن يقوم بمهنة التمديدات الصحية إلا إذا خضع لاختبارات مستمرة وعمل دؤوب بها والخضوع لتدريبات خاصة بهذه المهنة ليصبح الشخص المتدرب ذي قدرة تسمح له بممارسة هذه المهنة ونحن كغيرنا لنا عمر وباع طويل في ممارسة هذه المهنة التي تلقيناها منذ الصغر حتى أصبحنا مهنيين متمكنين من عملنا  بشكل سليم, وآلية عملنا هي عبارة عن مجموعة من الأدوات التي تساعدنا في ممارسة هذه المهنة للقيام بعملنا بشكل أسهل وأسرع وأن تكون المواد المستخدمة ذات معايير ومقاييس مناسبة لتحمل المدة الزمنية وتأثير العوامل الطبيعية والبشرية عليها.

وعند البدء في أعمال التمديدات الصحية الحديثة في المنزل أو المباني أو المنشآت العامة والخاصة فإن هناك عدة أنظمة يجب أن تتبع بذلك لذلك على المتخصصين في هذه المهنة أن يكونوا على دراية  تامة بمعرفة أفضل المواد والطرق المناسبة للعمل, وهناك أنواع مختلفة لأنظمة التمديدات الصحية التي يتم العمل بها حسب رغبة صاحب المنزل فهناك مواد رخيصة الثمن لا يوجد لها قدرة على مقاومة الصدأ والعوامل الطبيعية والبشرية وهناك مواد جيدة مقاومة لما ذكرناه سابقاً.

ميسم أحمد، مهندس معماري قال: تعتبر مهنة التمديدات الصحية من المهن التقليدية بشكل عام فالكثير من أصحاب الورش اليوم يقومون بعملية الصيانة ومنهم من يقوم بأخذ بعض الورشات الصغيرة ولكن فيما يتعلق بالأبنية والمنشآت الصناعية والتجارية والمستشفيات هناك مكاتب هندسية متخصصة بذلك حيث توجد دراسات ومخططات ويمكن الاستعانة بهؤلاء المهنيين بعد وضع المخططات الكاملة والمباشرة بها على أرض الواقع حيث يقوم عمال التمديدات الصحية بتركيب الأنابيب والقساطل حسب الدراسات والمعايير المقررة, بما في ذلك الصرف الصحي  وتصريف المياه ونظام تمديد الشوفاجات ضمن المنازل والمؤسسات والمعامل حيث تقوم لجان إشراف على تركيب تلك الأنابيب والقساطل فلا بد  لهؤلاء العمال أن يتمتعوا بمهارات فائقة, حيث يجب أن يكون عامل التمديدات الصحية قادراً على العمل ضمن أماكن ضيقة أو على مرتفعات معينة وأن يتحلى بقدرة جسدية تمكنه من العمل في وضعيات مزعجة لبعض الوقت, ومما لاشك به فإن العمال يعملون في ظروف صعبة حيثما وجدت الأنابيب أو شبكات الصرف الصحي حيث يحمل المعدات الثقيلة ويتسلق السلالم والأسطحة ويعمل في أماكن ضيقة ويقع على عاتق هؤلاء تركيب الأدوات  الصحية كأحواض الاستحمام ووحدات الدوش والمغاسل والمراحيض والأدوات المنزلية كالغسالات ووحدات تصريف النفايات فضلاً عن ذلك يتولى هؤلاء إصلاح الأعطال التي تطرأ عند انسداد الأنابيب أو تسرب المياه منها.

بثينة منى

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار