السورية للحبوب.. دمج لشركات تسويق وتصنيع وتخزين أقماحنا ينتظر استكمال هيكلته الإدارية

الوحدة: 15-6-2020

 

تعد المؤسسة العامة السورية للحبوب من المؤسسات الوطنية الرائدة التي لها دور هام وبارز في تحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير احتياجات المواطنين، فبعد دمج كل من المطاحن والصوامع والحبوب إليها سارت بخطوات مدروسة ومراحل متتابعة من العمل المخطط لتحقيق أبرز أهدافها في تكوين آلية عمل متكاملة لتخزين الحبوب وإنتاج الدقيق وشراء القمح وإيجاد مخزون احتياطي مناسب لمواجهة الظروف الطارئة، حيث ترتكز رؤية السورية للحبوب على وضع المؤسسة كأحد أهم القطاعات في مجال تحقيق الأمن الغذائي والعمل على اتباع أفضل السبل للارتقاء بأنشطتها.

وللاطلاع على واقع العمل في السورية للحبوب وأهمية هذه المؤسسة وآلية عملها كان لنا وقفة مع المهندس عبدو شعبان معاون مدير السورية للحبوب الذي أفاد:

جاء دمج ثلاث مؤسسات وهي الصوامع والحبوب والمطاحن فقبل الدمج كان لكل منها اختصاصها وآلية عملها حتى أصدر السيد الرئيس بشار الأسد القانون رقم (11) القاضي بإحداث مؤسسة ذات طابع اقتصادي تسمى المؤسسة العامة لتجارة وتخزين وتصنيع الحبوب واختصاراً (السورية للحبوب) حيث تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري وتمارس هذه المؤسسة كل ما يتعلق بالحبوب والمطاحن والمعامل والآلات والمعدات والتجهيزات وجميع المواد اللازمة لتحقيق أغراضها وفق القوانين والأنظمة النافذة.

ولفت شعبان بأن لدى السورية للحبوب ثلاث مطاحن موزعة في كل من اللاذقية وجبلة والمنطقة الصناعية، وحول آلية العمل في الظرف الراهن ترتكز على تشغيل الصوامع والمطاحن وكذلك إنتاج الدقيق وتوزيعه وفقاً للأنظمة والقوانين إذ أن المؤسسة تقوم بدورها من خلال تحويل القمح بعد أخذه من المصادر المتاحة وتحويله إلى دقيق تمويني ويتم توزيعه على كافة أفران المحافظة.

وحول آلية استلام الحبوب أكد شعبان بأنه بعد تحديد الموعد لبدء عملية تسويق محصول القمح تستعد المؤسسة لاستقبال كامل الكميات المنتجة خلال الموسم الحالي حتى يتسنى لجميع المزارعين والمنتجين تسويق محصولهم بعد تحديد المراكز التسويقية واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لاستلام محصول الحبوب من الفلاحين للموسم الحالي بانسيابية حيث تم تقديم التسهيلات الفنية من آليات النقل ومراكز الاستلام وصوامع تخزين وصولاً إلى المطاحن، كما يتم التجهيزات الخاصة بتحليل العينات ليتم التأكد من سلامة المحصول من جميع النواحي ومطابقته للمواصفات المعتمدة.

وأوضح شعبان بأن الموسم الحالي مبشر والحكومة تعمل لتوفير إجراءات استلام كامل المحصول من جميع أنحاء سورية من أجل الحفاظ على المحاصيل الاستراتيجية ودعمها لما يصب في مصلحة الفلاحين وتحفيزهم على الاستمرار في نشاطاتهم الزراعية، فالحكومة جاهزة لاستلام كامل المحصول ودفع ثمنه للمزارعين والفلاحين والمنتجين من خلال تجهيز كافة المراكز في سورية وتأمين جميع المستلزمات المطلوبة لهذه المراكز.

وحول المحفزات التي من شأنها مواصلة العمل بشكل إيجابي أفاد بأنه وفقاً للتعليمات والقرارات الصادرة يتم تأمين كافة المستلزمات واتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية في المؤسسة والمراكز وأن هناك تعليمات لجميع فروع المصارف بصرف المبالغ المستحقة للفلاحين، موضحاً بأن السيولة المالية جاهزة مهما بلغت كمية الحبوب المستلمة وأن المؤسسة استكملت جميع الإجراءات لتسويق مادة القمح كما تم حل مشكلة الأكياس بتوفير كميات كبيرة وتوزيعها على الفلاحين بقيمة سعرية مناسبة.

وعن الصعوبات والمعوقات تحدث بأن أسطول النقل قديم جداً وإصلاحه أو تعميره يكلف الخزينة مبالغاً مالية كبيرة فهذه الآليات بحاجة إلى الاستبدال وأن الحوافز الإنتاجية بالنسبة للعمال قليلة جداً، بالإضافة إلى أنه لا يوجد نقص في مادة القمح فهناك كميات فائضة يتم توزيعها إلى باقي المحافظات.

وأوضح شعبان بأن الكادر الفني والإداري والإنتاجي جيد يعمل بالطاقة القصوى ولا يوجد منغصات أو معاناة ويوجد مهندسون لكافة الإنتاج ومراكز العمل وكل منهم يعمل حسب اختصاصه وطبيعة عمله.

ولفت شعبان إلى وجود دراسات وخطط من شأنها تطوير وتحديث مطحنة اللاذقية بما يتناسب مع الإنتاج وتحسينه حيث تم إعلان مناقصة في الإدارة العامة للمؤسسة لهذه الغاية.

ومن أهم الآراء التي استقصيناها حول أهمية هذه المؤسسة ودورها في الحياة الاقتصادية والاجتماعية حدثنا هيثم رجب مهندس زراعي: إن هذه المؤسسة لها دور رائد وبارز في تحقيق التنمية الاقتصادية من خلال توفير احتياجات المواطنين لأهم السلع الغذائية في الحياة اليومية لذلك لابد من زيادة الاهتمام في تكوين صناعات متكاملة لتخزين القمح وإنتاج الدقيق وتصنيع العلف الحيواني كما لابد من توسيع مهامها في إدخال صناعات غذائية أخرى مرتبطة أو مكملة للحياة اليومية الغذائية مثل العمل على صناعة بعض المواد الغذائية كالمعكرونة والبرغل والكثير من مشتقات القمح وتسويق هذه المنتجات داخلياً وخارجياً لما له من دور هام في الزيادة المالية للدخل الوطني وزيادة المخزون العام للأحوال الطارئة حتى تكون لدى هذه المؤسسة هيكلية مدروسة ومخططة في تكوين صناعات متكاملة في ظل الظروف الحالية التي نمر بها.

وأضاف رجب لابد من الأخذ بعين الاعتبار أهداف الدمج من أجل مواجهة الظروف الطارئة ووجود رؤية آنية ومستقبلية لهذه المؤسسة كونها تعد كأحد أهم القطاعات في مجال تحقيق الأمن الغذائي والعمل على اتباع أفضل السبل للارتقاء بأنشطتها كونها رسالة وطنية تصب لخدمة المستهلك وتحقيقاً للمصلحة العامة من خلال توفير أرقى معايير الجودة والكفاءة وتطوير المنتجات الجديدة، وبما يندرج على عاتق المعنيين في هذه المؤسسة الخدمية أيضاً رفع الكفاءة والخبرة والعمل الدؤوب في الإنتاج إضافة إلى تحسين بيئة العمل المتمثلة في عملية شراء القمح وتخزينه وطحنه وتوزيع الدقيق المدعوم ومشتقات القمح والمنتجات من الأعلاف الحيوانية بشكل مدروس وخاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي نتعرض لها، وشراءه في مواسمه بطرق قانونية على أن لا يكون ذلك على أسس تجارية بل على أسس خدمية تأخذ في الاعتبار إدارة الأخطار والطوارئ بتجميع مخزون احتياطي من القمح يكفي لاحتياجات المواطنين بشكل عام.

بثينة منى

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار