يوم حقلي للزراعة الحافظة في قرية رأس العين في جبلة

الوحدة 14-6-2020

 

نفذت مديرية زراعة اللاذقية بالتعاون مع مشروع دعم سبل المعيشة الريفية المستدامة من خلال تطوير نموذج جديد للزراعة الحافظة (أكساد)  وUNDP يوماً حقلياً  للمزارعين الذين اتبعوا أسلوب الزراعة الحافظة في منطقتي جبلة والقرداحة  وذلك في قرية رأس العين في جبلة تحدث خلاله المزارعين في البداية عن تجربتهم الجديدة في زراعة القمح وما رافقها من سلبيات وإيجابيات.

الوحدة حضرت اليوم الحقلي وأجرت بعض اللقاءات مع المعنيين بالزراعة الحافظة واستطلعت بعض آراء المزارعين الذين قاموا بزراعة القمح بنظام الزراعة الحافظة.

– الدكتور حسين المحاسنة رئيس  برنامج المعاملات الزراعية والزراعة الحافظة في أكساد  قال: يقوم المركز العربي أكساد بتنفيذ مشروع الزراعات الحافظة بدعم من البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة undp وبمساعدة وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في سورية ويطبق هذا المشروع في محافظتي درعا واللاذقية باستهداف مائة مزارع في كل منهما، وبالنسبة للاذقية تم تطبيق الزراعة الحافظة في منطقتي القرداحة وجبلة واستهداف مائة مزارع، خمسون منهم في القرداحة وخمسون في جبلة ولفت بأنه يتم تزويد المزارعين بمستلزمات الإنتاج الزراعي مثل آلة الزراعة الحافظة والبذار والأسمدة ومبيدات الأعشاب بالإضافة إلى القيام بدورات تدريبية لتدريب المهندسين الزراعيين في محافظة اللاذقية ليكونوا نواة كادر فني متخصص لدعم المزارعين أثناء تنفيذ المشروع، إضافة إلى الأيام الحقلية وذلك لمشاهدة نتائج تطبيق الزراعة الحافظة في حقول المزارعين، واليوم نحن في اليوم الحقلي الأول في منطقة جبلة ليطلع المزارعون على نتائج تطبيق الزراعة الحافظة في محافظة اللاذقية مؤكداً أن المشروع مازال في مراحله الأولى ويتوقع تمديد المشروع لأكثر من موسم لأن نظام الزراعة الحافظة نظام زراعي مستدام وهو على المدى الطويل مضيفاً بأن أهمية هذا المشروع تأتي خاصة أن محافظة اللاذقية فيها العديد من المناطق المنحدرة  فهو يقلل من انجراف التربة ويحمي الأراضي الزراعية من الانجراف سواء كان مائياً أو ريحياً إضافة لذلك فإنه بتطبيق نظام الزراعة الحافظة يتم الإبقاء على البقايا النباتية وعدم فلاحة التربة يؤدي إلى زيادة محتوى التربة من المادة العضوية وزيادة المياه  وبالتالي تأمين إنتاجية المحاصيل على المدى الطويل،

 

ومن ناحية الحكم على نتائج هذه الزراعة وخاصة أننا في مواسم الحصاد، وأكد المحاسنة بأنه يتم توزيع استمارة على المهندسين الفنيين الميدانيين في حقول المزارعين تتضمن ذكر كافة الخدمات المقدمة لمحصول القمح وكمية الأسمدة والبذار التي تمت إضافتها ليتم بالنهاية الحصول على الإنتاجية مشيراً بأنه يتم إعطاء النتائج عندما يتم تحليل هذه الاستمارة وتحديد أيهما حصد نجاحاً أكثر إن كان نظام الزراعة التقليدية أو الحافظة وللحقيقة يمكن ألا نتوقع في المرحلة الأولى زيادة كبيرة في نظام الزراعة الحافظة لأن الأرض منهكة وفيها أعشاب ضارة بالإضافة إلى مشكلة الغدق لكن على الأقل عندما نبدأ بتطبيق نظام الزراعة الحافظة مع المواسم وعلى المدى الطويل نتوقع تحسين في صفات التربة وفي نمو المحصول وبالتالي إعطاء غلة ممتازة.

– وذكر الدكتور محمد العبد الله رئيس قسم الإرشاد الزراعي في أكساد بأن النتائج في معظم الحقول ما بين الجيدة والجيدة جداً باستثناء قلة من الحقول التي عانت من مشاكل لها علاقة بالموقع وطبيعة التربة كالغدق نتيجة عدم وجود مصارف مياه لهذه الحقول ما أدى إلى تجمع مياه الأمطار والتي كانت غزيرة وغير معتادة وهذا بدوره ضاعف من نمو الأعشاب الضارة التي أثرت سلبياً على المحصول وأكد بأن نوعية بذار شام 5 جيد ومعروف بإنتاجيته العالية ومتوفر لدى مؤسسة إكثار البذار في اللاذقية.

– وبدوره المهندس أحمد محمد رئيس دائرة زراعة جبلة قال: طبقت الزراعة الحافظة في جبلة في أربع وحدات إرشادية ذات تضاريس طبيعية مختلفة حيث طبقت في البرجان والأشرفية وهما ذات طبيعية ساحلية بالإضافة الى وحدة رأس العين الهضبية قليلة الارتفاع ووحدة دوير بعبده الجبلية حيث تمت الزراعة لخمسين مزارعاً ضمن هذه الوحدات وتبين لدينا أنه في الأراضي الغدقة يكون المحصول أقل نجاحاً بينما التجربة أكثر نجاحاً في المناطق الهضبية قليلة الارتفاع مؤكداً أن تجربة واحدة لا تكفي بل نحتاج للمتابعة ليكون التقييم أدق وأضاف: نحن اليوم نقوم بدراسة هذه النتائج لهذه التجربة بعد إتمام دورة تدريبية للمهندسين على آلية واتباع نظم الزراعة الحافظة بخصوصيتها المختلفة ونقوم بالنهاية بالمقارنة ما بين الزراعة التقليدية والزراعة الحافظة  وملاحظة النتائج بإيجابياتها وسلبياتها  ونأمل أن تعم هذه التجربة بما لها من فوائد على الزراعة في منطقة جبلة.

– المهندس نزيه  سلطان رئيس دائرة زراعة القرداحة ايضاً شجع على اتباع نظام الزراعة الحافظة لما لها من فوائد متعددة على المزارع من حيث توفير الوقت والجهد والتكلفة بالإضافة إلى فوائدها على الحقل من خلال حماية التربة من الانجراف لأن الزراعة الحافظة تعتمد على عدم فلاحة الأر  والمحافظة على تغطية التربة بالبقايا النباتية والمكافحة الفعالة للأعشاب الضارة وتطبيق الدورة الزراعية المناسبة لافتاً أن الزراعة الحافظة عبارة عن نظام زراعة منخفضة التكاليف وهي بحاجة إلى آلة واحدة فقط تقوم بعملية البذار والتسميد بآن واحد وبدون حراثة التربة وإنما من خلال فتح شق ضيق بعرض وعمق كافيين لوضع الأسمدة والبذار وتغطيتهما بشكل ملائم لتبقى التربة مغطاة ببقايا المحصول السابق سواء من البقايا النباتية الميتة أو محاصيل التغطية الخضراء السابقة حيث تبقى بقايا المحصول السابق فوق سطح التربة كما هي بعد الزراعة.

– المهندس أيمن خضور منسق البرنامج من قبل UNDP  قال: نحن جهة ممولة للمشروع وهدفنا في هذه التجربة أن نوصل فكرة الزراعة الحافظة بكل تفاصيلها  للمزارع  ودورنا أن نبين له سلبياتها وإيجابياتها  ليطبقها بنفسه وعندما يلمس بنفسه أن الإيجابيات أكثر من السلبيات وأن النتائج جيدة سيلجأ إليها حتماً.

– المزارع علي سليمان يوسف والذي طبق اليوم الحقلي في حقله قال:

بناء على توجيهات الوحدة الإرشادية في رأس العين قمنا بتجربة الزراعة الحافظة ولأول مرة بين أشجار الزيتون وأضاف بأن للزراعة الحافظة بين أشجار الزيتون لها فوائد كثيرة على أشجار الزيتون وعلى الأرض معاً حيث تمنع تقطع الشعيرات الماصة لأشجار الزيتون وتحافظ عليها وهي زراعة بسيطة ونجحت في حقلي بنسبة تفوق ٧٠٪  أيضاً تمنع تشققات التربة وبقاياها تتحول لأسمدة للأرض وأكد أن الفرق شاسع بينها وبين الزراعة التقليدية من حيث الأريحية وتوفير المصاريف وقلة التكلفة على المزارع وسرعة العمل، نتمنى دعمها وتوسيعها بكل المنطقة الساحلية ونتمنى أن يتم استبدال الأسمدة التي تم توزيعها بأسمدة مصرفية لأن السماد الذواب الذي قدموه لم يعط الفاعلية المطلوبة كون الزراعة طبقت لدينا متأخرة بعض الوقت.

– وقال المزارع ياسين يوسف: نأمل بان تكون الزراعة الحافظة زراعة واعدة وليست مجرد تجربة لأنها اعطت نسبة نجاح جيدة، نتمنى في الموسم اللاحق دعمنا بالأسمدة أكثر لأن الأرض فقيرة وتحتاج للدعم.

– المزارع عيد أحمد قال: لم نتعود في منطقتنا على زراعة هذا النوع من البذار، نتمنى أن يستبدلوه بنوعية أفضل وأن يضاعفوا الدعم بالأسمدة والمبيدات العشبية.

– المزارع زين العابدين عبدالله قال: كانت تجربة جيدة فيها توفير بالبذار والتكلفة المادية والأسمدة وتمنى أن تكون الزراعة في المواسم اللاحقة (أبكر) من هذا الموسم  وأن تدعم الحقول بكمية أسمدة أكبر بسبب طبيعة الأراضي وفقرها وأن تتم عملية رش الأعشاب قبل البدء بالزراعة.

وفي الختام لفت المهندس علي صبوح رئيس الوحدة الإرشادية في رأس العين على أهمية اختيار الحقل المناسب للزراعة بحيث لا تكون تضاريسه صعبة وخالياً نوعاً ما من الحجارة وألا تكون الأرض غدقة ليحصل المزارع على نتائج ممتازة من حيث العمل والمردود.

 

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار