الوحدة 11-6-2020
تقع مدافن الجبيبات في الجهة الشمالية الغربية من مدينة جبلة القديمة على بعد (500) م شمال غرب مسرح جبلة الأثري الذي يعود للعصر الروماني وسميت المنطقة بهذا الاسم لأن أهالي المنطقة اعتبروا تلك المدافن آباراً حيث يسمى البئر محلياً (جب) ولهذا سميت بالجبيبات، لتسليط الضوء على أهمية أعمال التنقيب الأثري في تلك المدافن التقينا رئيس دائرة آثار جبلة الدكتور مسعود بدوي الذي أفادنا بالآتي:
تمتد المدافن من منطقة جب الطاحون جنوباً وحتى خليج الرملية شمالاً بطول (1600) م وعرض حوالي (200) م، وهي ظاهرة للعيان في الجهة الجنوبية الغربية بسبب الحت البحري خاصة ضمن المنطقة الممتدة من جب الطاحون حتى (500) م شمالاً.. وكان يكشف عن بعضها أثناء قيام أي مشروع حيوي في المنطقة (إنشاء أبنية سكنية، طرقات، صرف صحي).
أعمال التنقيب
وبيّن د. بدوي بأن أعمال التنقيب الأثري بدأت في المنطقة عام 1952 وبلغ عدد المدافن المنقب عنها حتى الآن حوالي (210) مدافن جماعية وقبور فردية، حيث أن جميع المدافن والقبور الفردية منقورة بالصخر الطبيعي وأشكالها بسيطة حيث أن لكل مدفن مخططاً مختلفاً عن الآخر بحسب عدد المعازب أو القبور أو اتجاه المدخل وكانت تغلق بواسطة بلاطات حجرية وهي خالية من العناصر الزخرفية وقد تم تحديد ثلاثة أنماط للمدافن:
– النمط الأول بشكل بئر – النمط الثاني بشكل درج – النمط الثالث بشكل قبر فردي ولكل نمط العديد من الأشكال والأبعاد، وتم العثور على مجموعة كبيرة من الأثاث الجنائزي أثناء أعمال التنقيب منها – مجموعة من القطع الفخارية والتوابيت والأغطية والسرج التي كان بعضها مستورداً من قبرص وبعض من مناطق بحر إيجة وشمال إفريقيا والأباريق بعضها مستورد من رودوس، صحون ودمى، مجموعة من القطع الزجاجية (قوارير، صحون قطع حجرية، رؤوس، مغازل، نقش كتابي، قوارير للعطور، خرز، أختام مسطحة عظمية وعاجية، مشابك، رؤوس مغازل، نرد وناي وقطع معدنية، ذهب، فضة، برونز، حديد، قلائد، أقراط، مسامير، قطع خشبية، أزرار من خشب الأبنوس، قطع من عجائن الزجاج، خرز وأختام) بالإضافة لمجموعة متفرقة من القطع الأثرية.
وتؤرخ مدافن وقبور هذه المنطقة بحسب الدكتور بدوي للنصف الأخير من القرن الرابع قبل الميلاد (بداية العصر الهلينستي) وحتى القرن الرابع الميلادي أي نهاية العصر الروماني بالرغم من العثور على بعض القطع التي تعود لعصر الحديد الثاني والثالث وبعض القطع الأخرى التي تعود للعصر البيزنطي.
هالة كاسو