الوحدة 10-6-2020
يتنفّس العالم من فتحتي أنف ترامب، كلما تجشأ الديناصور ضاق صدر العالم، وتقيأ خراباً.
جورج فلويد نكز العالم بمهماز العنصرية، (لا أستطيع أن أتنفّس) فانقبضت عروق عولمة غاصت بالوحل حتى طمت الخطيئة في مستنقع الوهم!.
وحدهما جوستين شميت عالم الحشرات الأمريكي وترامب عالم الحشرات السياسية، يعلمان أياً الأكثر إيلاماً وطنيناً، لدغ الحشرة أم صوت مدفع.
الأوّل حصل على (جائزة نوبل للحماقة العلمية)، والثاني مرشّحاً لجائزة الحماقة السياسية، (شميت) عرّض نفسه عمداً لـلدغات ١٥٠ نوعاً من الحشرات السامة، الدبابير والنحل والنمل!، أما معتوه السياسة فيلدغ نفسه من فم تويتر، كلما نعق (غراباً) على غصن يابس فرّ من صوته الدوري والحسون، أكثر لدغات الحشرات إيلاماً كانت النملة الرصاصة، شعر (شميت) بألمها كسير على فحم ملتهب!، نيرون أمريكا الماشي حافياً على لهيب حرائق القمح السوري جمح برغبة الاشتهاء عن نيرون روما، واستحال (نيروداً) أمام ذبابة بعوض تنخر رأسه فلا تهدأ حتى يضربه بحذائه، علّه العقاب السماوي.
الذباب الالكتروني ينخر رأس الفيس بوك،The Simpsons، مسلسل (سيمبسونس) هواجس المخابرات العالمية، الخفية، تظهر ترامب فيه ميتاً، ربما مقتولاً، تأخذنا النبوءة إلى وكر الثعلب، ومكر الخبثاء في حكم الدهماء.
يدغدغ مهرّج السياسة العالمية نفسه فيضحك من سنه الذهبي، وتسير (ميلانيا) في قصر الشوق فوق جثث القتلى إلى مخدعها في ليالي أمريكا الحمراء.
تتغوّل رأسمالية الغرب المتوحشة، فتدخل البشرية بطابور طويل من سم الإبرة إلى مدافن الجوع و وطاعون الحروب.
حجَر ثقيل يعانقني، يسحبني للقاع، لا أستطيع أن أتنفّس، حشرجة المارد ريحاً تهدج ممشاي، تلف الحبال كأفاع حول خاصرة حاضري، ترهن مستقبلي، وطبّاخ سيزر لا بد من سمه يترع.
كل شيء يضغط على قفصي الصدري، كل شيء موحش، كل شيء خانق، كل الملمات تؤدي إلى الطاحون، حيث تعلو جعجعة الساسة على قرقعة البطون الخاوية، من دون أن نرى طحناً، سوى بقايا عظام من مخلفات حرب الملاعق والسكاكين، المفخخة بألغام الموت تحت شرفات الناجين، نهاية النفق يبصّ نور، تقرع أجراس الصبح، ثمة أفق يمد يده، فلنلق التحية على أبطال الجيش العربي السوري.
خديجة معلا