الوحدة 10-6-2020
مبادرة تعتمد مهارات تعليمية وترفيهية بمفردات قريبة من لغة الطفل بهدف استثمار أوقات الفراغ بشكل إيجابي، إلى جانب إظهار قدرة الأطفال على تطويع فترة الحجر الصحي بشكل متميز وإبداعي، بادر العديد من مراكز تعليم الأطفال منذ فرض الحجر المنزلي الصحي إلى اعتماد مهارات تعليمية وترفيهية من خلال صفحاتها الالكترونية لاستثمار وقت الأطفال وتنمية مواهبهم وقدراتهم في مختلف المجالات. وفي سطورنا هذه (جريدة الوحدة) تلقي الضوء على مبادرة إيجابية تعليمياً استهدفت الأطفال من خلال تفعيل ملكة اللغة واستثمارها في ترجمة مجموعة من القصص الهادفة والموجهة لتكون دليلاً توعوياً للأطفال يتضمن شرحاً عن أهمية النظافة واتباع قواعد الصحة لتجنب الإصابة والحفاظ على السلامة العامة ومساعدة الأطفال بأن يمضوا وقتهم بطريقة ممتعة ومفيدة.
د. هند حيدر، مديرة مجموعة (احكيلي – احكيلي) التطوعية لقصص الأطفال وصفت المبادرة في حديثها إلى جريدة الوحدة بأنها (برنامج تفاعلي حمل أهدافاً تربوية وهدف إلى استثمار أوقات فراغ الأطفال، وصقل مواهبهم ورفدهم ببعض المهارات الحياتية).
وعن نوع المبادرة وأهميتها في الظروف الراهنة أضافت د. هند حيدر: مع بداية الفصل الثاني في المدارس خيّم علينا ضيف ثقيل فرض على الأطفال الالتزام بالمنزل وفرض إغلاق المدارس، هذا الضيف اسمه كورونا وقد طالت زيارته… فحاربناه بالكثير من الوسائل ومنها هذه المبادرة الأولى من نوعها، بدأت المبادرة منذ بداية الحجر الصحي حيث قام طلاب معهد اللغة الانكليزية بإشراف المعلمة رندا عمران بترجمة (30) قصّة وقد تم اختيار قصص تلامس الواقع وأغلبها عن الحجر الصحي والكورونا وكانت المفردات والموضوعات قريبة من واقع الطفل مما ساعدهم على الترجمة . وتراوحت الأعمار بين 10/ 14 عاماً حيث قاموا بترجمة القصص وتقديمها للمعلمة لتصححها وتقوم بتسجيلها بصوتها ومن ثم يتم التدريب عليها مع الطلبة وتسجيلها بطريقة الفيديو. الطالب يوسف ميهوب – الصف السادس قال : هذا النشاط المتميز كان تحدًّياً كبيراً لكنني قبلته لسببين: أن الكاتبة من أكثر الناس خبرة بالطفولة، كونها تتعامل مع واقعهم وأفكارهم يومياً والسبب الآخر أن ثقتي بمعهد الـ ABC كبيرة ومبادراتهم المستمرة التي لطالما كانت مثمرة وإيجابية وبعد أن اطّلعت على القصص وجدتها قريبة من حياتنا و تعلمنا قيم مجتمعنا الإيجابية بمفردات بسيطة سهلة الترجمة، وصور أجمل لذلك سارعت إلى المشاركة… علّني أكن سبّاقاً في نيل لقب (مترجم صغير) وأصبح عضواً في أروع فريق، يبدع في بناء الطفولة قيماً ومثلاً عليا. أساسها قصص بسيطة، لكنها تستحق أن تترجم إلى كل لغات العالم وتصل لكل طفل.
الطالبة مايا سليمان الصف الخامس عن رأيها في مشروع ترجمة القصص قالت : خطوة جيدة جداً لفهم وترجمة القصص إلى اللغة الانكليزية وقد استغرقت ثلاث ساعات لترجمة القصة ، واستفدت من هذا المشروع بترجمة مفردات جديدة وتعلمت السرعة في البحث بالقاموس . الطالب سليمان ديب، الصف السابع قال : أنا بالعادة أشارك وأستمتع بكل نشاطات معهد ABC ولكن هذه المرة كان التحدي أكبر لأنني حاولت بترجمتي لقصة الدكتورة هند عن ” الصدق” الحفاظ على أسلوبها الجميل والبسيط الموجه للأطفال وقد استغرقت حوالي ساعتين لإعادة صياغة القصة باللغة الانكليزية كانت تجربة مفيدة جداً وأعتقد أنها شجعت العديد من الأطفال الأكبر سناً لقراءة القصة و الاستفادة منها بتمثل الصدق في حياتهم ولإغناء مفرداتهم الانكليزية .
الطالب مجد سعود – الصف السادس قال : قصة جميلة وهادفة شعرت بأنها تصف ذهابي إلى البحر أنا وعائلتي العام الماضي استغرقت ترجمتي نصف يوم أعدت قراءتها عدة مرات حتى حفظتها ورويتها للأصدقاء، وكانت تجربة مفيدة في فترة الحجر المنزلي حيث استعدت ما تعلمته من مفرادات اللغة وملأت وقت فراغي بشي مفيد وغني الطالب صالح علي – الصف السادس قالت : ” زيارة الجدة ” ، ترجمة القصص كانت تجربة رائعة ممتعة ومفيدة ، أغنت مفرداتي وزادتني مهارة الخبرة والتعبير ، وكانت دهشتي كبيرة حيث أني قمت بترجمتها خلال / 3 / ساعات فقط . السيدة رندا عمران – مدرسة لغة انكليزية قالت : بما أننا نمثل مركزاً لتعليم اللغة الانكليزية ،فنحن نحاول السعي دوماً لكل ماهو مميز لجذب طلابنا لتطوير مهاراتهم والتواصل بكل الطرق الممكنة مع اللغة الانكليزية وخصوصاً في فترة الحجر الصحي كنا حريصين على التواصل مع طلابنا الكترونياً .فكانت لنا تجربة رائعة مع الدكتورة هند حيدر عن طريق ترجمة طلابنا لبعض قصصها وتصوير كل طالب للقصة بعد ترجمتها كانت التجربة جديدة لنا لأننا نتعامل مع الكاتب نفسه ولكن الجميل أن قصصها كانت تشمل عدة نواحي حياتية ولكن بطريقة محببة وقريبة لعقول الأطفال. واتفقنا أن نترك الطالب يعيش هذه التجربة الجميلة بأسلوبه الخاص وبمفرداته المناسبة لعمره طبعاً مع متابعة وتدقيق قواعدي ولفظي ، ترحيب الطلاب بالفكرة وحماسهم جعلنا نترجم اكثر من / ٣٠ / قصة بمشاركة / ٣٥ / طالباً وفعلاً كانت النتيجة رائعة كي لا يشعر أطفالنا بالملل خلال هذه الفترة العصيبة وأن بيقوا على تواصل مع اللغة، وكان لتشجيع الأهالي الدور الفعال في إتمام هذه المبادرة بنجاح . الجدير بالذكر أن الطلاب قد قاموا بترجمة هذه القصص للكاتبة د. هند حيدر والتي تحمل موضوعات مختلفة في مضمونها وتتحدث عن كل ما يلامس واقع أطفالنا وتحمل في طياتها قيماً وسلوكيات تربوية جميلة وتنقدم لهم النصيحة بطريقة محببة بعيدة عن المباشرة والخطابية ومن هذه القصص ” ثلاثية الكورونا” ونوردها في سورنا هذه لمن يود من أصدقاء واحة الطفولة ليقوم بترجمتها ويختبر ملكاته اللغوية وهي ” القصة الأولى: ” لولو والكورونا” انا فلة بالروضة وأختي لولو أصغر مني، ننام معاً في سريرين متجاورين استيقظت باكراً لأستعد من أجل الذهاب الى الروضة، فتحت والدتي النافذة وأزاحت الستارة وقالت لي: حبيبتي فوفو تحدثت معي مديرة الروضة، لايوجد دوام فقلت: لها لماذا؟ قالت هناك عطلة طويلة لحماية الأطفال من فيروس كورونا، يجب أن نبقى في المنزل حتى لانمرض. ذهبت إلى الحمام وغسلت وجهي ونظفت أسناني وعدت إلى الغرفة وجدت الباب مغلقاً، دخلت، الغرفة مظلمة، النافذة مغلقة والستائر مسدلة، نظرت لم أجد لولو ناديتها، ثمّ فتحت الستارة فخرجت لولو بسرعة من الخزانة وهي تصرخ لاتفتحي النافذة سيدخل كورونا، وعادت إلى الخزانة، ناديت أمي، فجاءت مسرعة، قلت لها لولو في الخزانة تختبئ من كورونا، وأنا سوف أختبئ أيضاً، ابتسمت والدتي، فتحت باب الخزانة وحملت لولو الصغيرة وهي تقول :تعالي فوفو فيروس كورونا لا يدخل من النافذة، علينا أن نغسل أيدينا بالماء والصابون ، وأن نلازم المنزل، حتى ينتهي المرض ثم نعود إلى عملنا ومدارسنا … بعد قليل ابتسمت وأنا أسمع لولو تتحدث إلى لعبتها وهي تقول: يجب أن تغسلي يديك دائماً بالماء، والصابون، وسوف نلعب على الشرفة كعادتنا. القصّة الثانية: ” لعبتي والكورونا ” بعد مرور عدة أيام من العطلة أخذ الملل يتسلل شيئاً فشيئاً إلى حياتنا…في بداية العطلة أحسسنا بالسعادة ولكن مع مرور الوقت- رغم أنّ معلماتنا ابتكرن طريقة لمتابعة الدروس عبر مواقع التواصل الاجتماعي-.فقد اشتقنا للدوام ولمدرستنا ومعلماتنا ورفاقنا.. ذات صباح وبعد أن تناولنا فطورنا، قالت أمي ونحن نغسل أيدينا، هناك مفاجأة بانتظاركم! تعالوا إلى غرفة الضيوف، ركضنا جميعاً، فتحنا الباب وجدنا الغرفة مقسمة بالإملاءات إلى ثلاثة أقسام، وقالت والدتي لكل واحد منكم قسم فقالت أختي الصغيرة: والضيوف؟ فقلت لها: لا يوجد ضيوف كل هذه الفترة. قالت أمي من يريد أن يفتح دكاناً؟ فقال أخي الذي يصغرني: أنا، وقالت أمي المشفى لك يا حسام كما تحب، والمنزل ل سارة الصغيرة، والآن كل واحد منكم سوف يقوم بعمله ويرتب مكانه، أحضرت أدواتي الطبية من سماعة وروب وكمامات وكراتين فاضية للأدوية وورق لكتابة الوصفات الطبية……وباشرت عملي بهمة عالية، أما أخي علاء فقد ذهب مع والدتي وأعطته مخزونات من طعام ومعلب محارم وغيرها، وأما سارة فقد أحضرت الألعاب وأدوات المطبخ، وهكذا بدأنا اللعب، سارة لديها الكثير من الأطفال وكلهم ملتزمون لا يخرجون من المنزل .هي فقط تحضر الحاجيات وتغسل يديها باستمرار، وقد طلبت من لعبتها سوسو والدبدوب والقطة والجميع الاهتمام بغسل اليدين، لكن سوسو غير ملتزمة لاتغسل يديها ، جاءت السيدة سارة إلى صيدلية المشفى تطلب كمامات وأدوية التهابات وخافض حرارة….. لابنتها سوسو، فهي تشكو من ارتفاع حرارتها ..فقلت لها: حسناً سوف آتي لأراها، لبست ملابس واقية وكفوفاً طبية ووضعت كمامة وأخذت حقيبتي الإسعافي وذهبت لمعاينة سوسو، بعد قياس الحرارة وفحصها أعطيتها خافض حرارة، وقلت ل والدتها: لا داعي لأدوية الالتهاب فهي لاتفيد، أشتبه بأن سوسو لديها فيروس كورونا، سوف أنقلها إلى المشفى، لكي تبقى في الحجر الصحي مدة اسبوعين، ويجب تعقيم المنزل بالكلور، ومسح الأسطح بالكحول، وغسل الملابس، وغسيل الأيدي بشكل متكرر، ثم وضعنا سوسو في الحجر الصحي وكانت والدتها تزورها وتراها من خلف الزجاج، وسألتي هل يجب علينا أنا وأولادي ارتداء الكمامات دائماً، فقلت لا داعي لارتداء الكمامات إلا اذا كان هناك شخص مريض، ويجب تجنب ملامسة العين والأنف والفم ، ويجب غسل الأيدي بالماء والصابون. بعد فترة تماثلت سوسو للشفاء، وانتهى الحظر، وأصبحت فوفو وأولادها يأتون إلى الدكان، ويشترون ما يحتاجونه، ويلعبون في الحديقة، وبعد فترة انتهى الفيروس الحقيقي …وعدنا إلى ممارسة حياتنا الطبيعية وأغلقنا المشفى والدكان…وعاد الضيوف يزورونا ،وما زلنا نحنّ إلى تلك الأيام . القصّة الثالثة: ” الأخبار والكورونا ” جلست أكتب وظائفي، وكان سامي أخي الكبير يتناقش مع صديقه في حل مسألة رياضيات عبر الانترنيت، بسبب فيروس الكورونا لم نعد نذهب إلى المدرسة، بل تتابعنا معلماتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبمساعدة أمي نحاول أن ندرس ونعوض ما فاتنا، لكنني خفت عندما سمعت عمار يقول لأخي: نعم في الحي المجاور لحينا هناك إصابات كثيرة والأشخاص المرضى في الشوارع حرارتهم مرتفعة لايوجد من يأخذهم إلى المشفى … يجب أن نغلق النوافذ، ونرتدي كمامات ،جميعنا سنموت لامحالة. أسرع أخي وأغلق النافذة وأحضر الكمامات، ونمنا في السرير، وقد أحسسنا بالمرض …ها نحن نسعل ونحس بضيق التنفس، ارتفعت حرارتنا، وخفنا كثيراً. سمعنا صوت والدتي وهي تدعونا لتناول الطعام، ثمّ دخلت وعندما شاهدتنا في السرير، جاءت إليّ بسرعة وقالت: ماذا هناك ياحبيبي فقلت لها وأنا أبكي : أنا مريض بفيروس كورونا، لقد دخل من النافذة ثمّ سعلت كثيراً. قال أخي وهو يسعل سوف نموت جميعاً، نحن نحبك يا أمي. أحضرت لنا الماء ، وسقتنا قليلاً ثمّ قالت: لا تخافوا سوف نقيس الحرارة،…. حرارتي طبيعية وكذلك حرارة سامي، لايوجد حرارة ،،قالت والدتي وهي تضحك. نهضنا وأخذنا نقفز على السرير فرحاً، فتحت والدتي النافذة فخرج الخوف منها ودخلت أشعة الشمس الذهبية، قالت أمي وهي تضمنا: يا أبنائي يجب ألا نصدق كل الأخبار التي نسمعها يجب أن نتأكد من مصدر الخبر، قال سامي كيف نتأكد؟ أجابت أمي: هناك الكثير من الطرق العلمية للتأكد، سوف نتعلمها معاً- ويجب أن نأخذ الأخبار من مصادر موثوقة، منظمة الصحة العالمية مثلاً، ويجب أن نعلم أنّ هناك أشخاص أذكياء جداُ يعملون لمصلحتنا يجب أن نثق بهم، يعطوننا نصائح علينا الالتزام بها مثل البقاء في المنزل لتجنب العدوى. وهناك الأطباء هم ملائكة الله على الأرض، يسهرون لراحتنا. بقي للقول : تواصل مجموعة احكيلي – احكيلي التطوعية تنفيذ المبادرات التي تستهدف الفئات العمرية المختلفة للأطفال ، ويأتي تنفيذ فكرة ترجمة قصص الأطفال في ظل الأوضاع الراهنة التي يعيشها العالم جراء جائحة انتشار فيروس كورونا فرصة لاستثمار أوقات الأطفال وتنمية مهاراتهم واكتسابهم للمعارف المتنوعة وصقل مواهبهم في الجوانب التوعوية والتعليمية والترفيهية ، بما يعود بالنفع لهم وللمجتمع واستخدام أساليب تواكب عصر التقنيات بمختلف مجالاتها الحديثة التي تساهم في تسهيل عملية التعليم.
فدوى مقوص