الوحدة 10-6-2020
هذه الحياة بمشاقها وصعوبة مسالكها دفعته كما غيره اليوم لأن يستثمر سطح منزله كحديقة صغيرة يقطف منها بعض الثمرات، وقد أطعم منها الجيران في بعض الأيام التي حصد فيها ما فاق حاجته واستفاض.
السيد مجد شاهين (أبو أحمد) اعتمد الزراعة المنزلية لقصر يده عن أرض زراعية وهو يسكن المدينة التي تحول عنه ذلك وليس في وجهه غير البلكون ومساحة سطح منزله ولابأس كما أشار يمكنه استثمارها في الزراعة ولا ينقصه غير التراب حدثنا عن تجربته فقال: في البداية كان الأمر يكاد يشبه اللهو والتسلية لتمضية وقت الفراغ، حيث زرعت البصل في كرتونة بيض ولم تكن تحتاج لأكثر من ذلك لتنمو وتطول وريقاتها التي طالت إعجاب كل من شاهدها فأثنى على العمل باندهاش، عندها فكرت بالأصيص لأزرع بعض الخضار من الورقيات مثل البقدونس والنعناع والخس والسلق، ولم أكن أحسب أني سأحظى بكامل خضار اليوم من تلك الأصص الصغيرة التي بدأت بها ثم ازدادت حجماً وعدداً لنكتفي من إنتاجها و ليكون لجاري بعض منها دون سؤال، وقررت أن أتوسع بزراعتي فزرعت الديس والعنب المهجن الذي لا يحتاج لاتساع المكان، ويكفيه التراب والماء وبعض من السماد، حتى أني صنعت السماد العضوي من بعض نفايات البيت التي ساعدت في نموها دون عناء، ولم يكن ليكتمل جمال حديقتي بغير أن أزرع الزهور بألوان تضج بعطرها وبهائها.
أجد في حديقتي هذه واحتي وراحتي النفسية ففي كل صباح أتنفس هواءها مع فنجان قهوة أحمله من البيت لأكون في أحضان ربوتي قريباً منها أتأملها وهي تفرع وتزهر وتثمر وأراها تشاركني فرحي وحزني وكل اللحظات دون تعليق أو ضجيج بعيداً عن الأولاد، وتغنيني عن زيارة الأصحاب وأحاديث بلا جدوى بل ثرثرات، وقد تكون بعض الأحيان كمشوار فيه الشواء استضيف فيه عائلتي وزوجتي التي تشكرني كلما أحمل إليها حصاداً من الخضار.
واليوم أفكر بتطوير زراعتي وزيادتها بتقنيات توفر الكثير من الجهد ولا وقت للهدر، حيث سأضع (مواسير) من الحديد والخيطان لأزرع الخضار الصيفية التي تحتاج للكثير من مساحة ومكان علها تؤمن حاجتنا في البيت، ولن أكل أو أمل من العمل وأفضل من زيارة الأسواق وعجقتها.
اليوم الحال بالنسبة لنا جميعاً غير ميسورة وفيها قلة الحيلة التي لم أجد مصرفاً لها غير هذه الزراعة ولو كانت بسيطة فلها مردود لابأس به على البيت ويفعل فعله في مطبخنا وهذا من تجربة، لهذا أوصي كل من لديه الوقت وبضع بلاطات خارج خيطان بيته مثل بلكون أن يبدأ زراعته ولن تكلفه شيئاً وهو غذاء صحي وطبيعي ليس بمثل ما في الأسواق التي تعج بالسيئ والمحمل بالكيماويات من السماد ورش المبيدات.
معينة جرعة