الوحدة 10-6-2020
يواجه قطاع الدواجن في هذه الفترة صعوبات جمة الأمر الذي انعكس على هذه التربية والعاملين فيها للإطلاع على واقع التربية والمشكلات التي تواجه مربي الفروج والصوص والأسباب التي تقف وراء التراجع الفعلي لها وانعكاساتها على المستهلك قمنا بزيارة مدجنة في قرية ضوماط للسيد وسام بيطار رئيس لجنة المداجن في غرفة زراعة طرطوس وبالحديث معه قال: نعمل في المدجنة على تربية أمهات الفروج ويوجد لدينا في الوقت الحالي ٩٠٠٠ فروج أم ينتج باليوم ٧٠٠٠ بيضة وتفقس حوالي ٦٠٠٠ صوص و يقوم العاملون بالمدجنة بالإشراف عليها ومتابعتهم بشكل دائم من ناحية التغذية والتعقيم وتقديم اللقاحات والأدوية اللازمة مشيراً إلى أن هذه التربية تعد من الأعمال المربحة بشكل عام إذا كان المربي صاحب خبرة ورأس مال كبير يستطيع تحمل الخسائر في بعض الأفواج وبالنسبة للصوص لا يمكن الاحتفاظ به في المدجنة بعد مضي 40 يوماً على تربيته حتى لو كان السعر قليلاً وكل يوم زيادة هو زيادة في كمية العلف التي يأكلها ما يعني زيادة في الخسارة.
تراجع التربية
أشار وسام إلى أن هناك عدة أسباب أدت إلى تراجع التربية ويأتي في مقدمتها ارتفاع أسعار مستلزمات التربية من الأدوية واللقاحات وغيرها وانخفاض عدد العاملين لأكثر من النصف بسبب عدم استقرار أسعار مستلزمات التربية وارتفاع أجور اليد العاملة إضافة إلى الارتفاع الكبير في المواد العلفية خاصة الذرة الصفراء وفول الصويا والبريمكس بسبب ارتفاع سعر الصرف وعدم تمويل التجار المستوردين بالقطع الأجنبي والبيع بأقل من سعر التكلفة لعب الدور الأكبر بتراجع التربية وكذلك ارتفاع أسعار مازوت التدفئة وصعوبة تأمينه وعدم إعطائنا كمية 800 لتر من المازوت للتدفئة علماً أن هذه الكمية من مستحقاتنا ويجب أن توزع على المدجنة شهرياً حيث يتم توزيع 75 لتر منها فقط كل شهرين وعند المطالبة بزيادة الكمية أسوة بالمحافظات الأخرى التي تحصل على كامل الكمية يكون جواب أصحاب الشأن هذا المتوفر لدينا وفي السابق كنا نعتمد على الفحم الحجري في التدفئة وكان متوفراً بكميات كبيرة أما الآن فهو متوفر ولكن بكميات قليلة وبأسعار عالية وسيئ الصنع كل هذه الأمور أثرت وبشكل سلبي على المنتجين والمستهلكين معاً
عزوف عن التربية
لفت وسام إلى أن السبب في ذلك لعدم التناسب بين أسعار البيع وأسعار التكاليف إضافة إلى الخسائر المتلاحقة والمشكلات التسويقية وفرق السعر بين المنتج والمستهلك، وعند سؤالنا عن الأسعار ومن يحددها أجاب أن التاجر هو الذي يحدد سعر بيع الفروج ويخضع لسوق العرض والطلب الذي تحدده مجموعة من التجار يتحكمون بأسواق بيع الفروج وشدد على ضرورة تدخل الدولة بتحديد تسعيرة الفروج بناءً على التكلفة الحقيقية حفاظاً على التربية والمربين ومن أجل تأمينه للمستهلك بأسعار مقبولة وإلغاء دور الوسيط وتأمين مستلزمات التربية بأسعار مقبولة توازي سعر بيع المنتج في السوق واستلام المنتج وفتح باب التصدير للخارج كحل للمشكلة التسويقية وتأمين الأعلاف اللازمة عن طريق مؤسسة الأعلاف.
الدعم الحكومي
بين أنه لا يوجد دعم مباشر وإنما توجد قروض بسيطة يمنحها المصرف الزراعي في طرطوس لفترة ستة أشهر فقط و تحتاج هذه القروض إلى التسديد لكن عند خسارة رأس المال نقف عاجزين عن التسديد فهذا القطاع بعيد عن الدعم والحماية لأن المنتج خاضع للعرض والطلب وليس مدروساً حسب سعر التكلفة وبخصوص دعم مديرية الزراعة أشار إلى أن مديرية الزراعة لا تقدم أي دعم إلا الإحصائية لأعداد الفروج في المدجنة وذلك عن طريق الوحدة الإرشادية في المنطقة التي تقوم بأخذها عبر الهاتف دون القيام بجولات ميدانية.
كما قمنا بجولة على مربي الدواجن في منطقة الخراب والتقينا عدداً منهم واستمعنا إلى معاناتهم والمشكلات التي تواجه تربيتهم المربي حسن سليمان يملك أكثر من مدجنة قال: عملت في تربية الدواجن لأن دورة رأس المال فيها قصيرة لا تتعدى 45 يوماً ما يحقق دخلاً شبه شهري ولا يحتاج إلى كم كبير من التعب حيث أن الإنتاج مضمون 100% ولكن الأرباح متفاوتة وغير مضمونة لأن تقلبات سعر السوق تلعب دوراً رئيسياً في نسبة الربح والخسارة وأضاف: في السنوات السابقة لم تكن هناك مشكلة تذكر في عملنا ولكن الآن ظهرت المشكلة بسبب الارتفاع الكبير في مستلزمات التربية التي ترتبط بسعر الصرف لافتاً إلى أن استمرار الأسعار على هذا الحال سيلحق خسائر فادحة بالمربين ويؤدي إلى خروج الصغار منهم من العملية الإنتاجية.
وبدوره السيد عبدوش عبدوش حدثنا عن تجربته التي كانت في السابق ناجحة نوعاً ما ولكن ارتفاع سعر الصرف رفع معه سعر التكلفة وبالتالي أصبحت التربية خاسرة لأن سعر الفروج في أرض المدجنة هذه الفترة بحدود ١٤٠٠ ليرة سورية وكلفة الكيلو غرام الواحد أكثر من ١٥٠٠ ليرة سورية وكذلك ارتفاع سعر الصرف أضعف القوة الشرائية عند المواطن فخف الطلب عليه وعاد سعر الفروج إلى الانخفاض مرة أخرى لذلك قررت ترك هذه التربية وبشكل نهائي.
أما المربي غسان أشار إلى أن القطاع يعيش أزمة كبيرة وخانقة اليوم بسبب غلاء التكلفة وصعوبة تأمين مادتي المازوت والكهرباء اللتان تعدان الأهم في عملية التربية ما يضاعف التكاليف على المربين إضافة إلى وجود الدجاج المهرب رغم وفرة الإنتاج المحلي الذي يلبي حاجة السوق مبيناً أن المربي القوي هو الذي يستطيع الصمود في السوق فقط.
رأي المواطنين
وأشار عدد كبير من المواطنين الذين التقيناهم إلى أنه بسبب الإرتفاع غير المسبوق للأسعار لم يعد بمقدورنا شراء لحم الفروج علما اننا نعلم بأنه اقل من سعر التكلفة ولكن يصل للمستهلك بسعر مرتفع و نطلب من الجهات المختصة العمل على تكثيف الرقابة داخل السوق وضبط الأسعار بشكل يتناسب مع دخلنا وبأسعار مقبولة.
نهاد أبو عيسى