الوحدة: 9- 6- 2020
التهابات اللوزات، من الأمراض الأكثر شيوعاً وانتشاراً لدى مختلف المراحل العمرية لمعظم الناس، وبخاصة لدى الأطفال، وهي من أكثر أجزاء الجسم عرضة لنزلات البرد والالتهابات على اختلاف أنواعها، فضلاً عن أن اللوزات هي خط الدفاع الأول عن صحة الجسم.
وللحديث عن أسبابها، و أنواعها، والحالات الالتهابية المزمنة، التي يتوجب عندها إجراء عمل جراحي لإزالتها، والطرائق التوعوية للوقاية والتخفيف من حدة مضاعفاتها المؤلمة، (الوحدة ) التقت الدكتور محمود قطاع – اختصاصي جراحة الأنف والأذن والحنجرة.. وكان معه الحوار التالي:
– بداية، هل لنا أن نتعرف عن ماهية وأهمية دور اللوزات في الجسم، وأنواعها؟
اللوزات، هي عبارة عن نسيج لمفاوي، وظيفته حماية جوف الفم والبلعوم من العوامل الممرضة كالجراثيم والفيروسات والفطور، وتوجد أكثر من لوزة في جوف الفم:
اللوزتان الحنكيتان: وهما معروفتان لدى جميع الناس باللوزات، وهنالك اللوزة البلعومية المعروفة باسم الناميات الموجودة في البلعوم الأنفي، كما توجد أيضاً اللوزات اللسانية، التي تقع في قاعدة اللسان.
أما اللوزات النفيرية، فتوجد قرب حفرة (روزن موللر) في البلعوم الأنفي.
وعادةً ، ما تكون اللوزات الحنكية والناميات، أكثر عرضة للإصابة بالمرض، وبالتالي تكون عرضة للضخامة، وربما تستدعي الضرورة استئصالها.
– متى تزداد اللوزات في تفاوت أحجام تضخمها، وماهي الأعمار والفئات التي تصاب بها؟
تزداد اللوزات في حجومها بين السنة الأولى والثالثة، وتصل إلى ذروة كبر حجمها بين ٣ – ٧ سنوات، ثم تدخل في طور التراجع بعد سن البلوغ.
وتجدر الإشارة، أن التهابات اللوزات من الأمراض الأكثر شيوعاً وانتشاراً لدى الأطفال، ولكنه قد يصيب الأعمار كافة، سواء الذكور أو الإناث.
– ماذا عن أسباب التهابات اللوزات، وتصنيفات حالاتها الالتهابية؟
لعل أبرز أسباب التهابات اللوزات، هي الفيروسات والجراثيم، وتصنف حالاتها الالتهابية إلى نوعين، وهما: التهاب حاد، والتهاب مزمن.
فالالتهاب الحاد: تظهر مؤشراته بالعوارض التالية: الحمى، ألم الحلق، العرواءات، ألم أثناء البلع، الضزز (هو حالة تشنج العضلة الماضغة، التي تقع بين الفك العلوي والسفلي)، ضخامة العقد اللمفاوية، نفس كريه الرائحة، ألم بطني عند الأطفال.
ومن الممكن، أن نجد نتحات قيحية على اللوزتين مع احمرار على السويقات اللوزية.
أما الالتهاب المزمن، فتظهر أعراضه من خلال علامات التعب العام، وألم في الحلق، وظهور إصابة لوزات جريبية أو متليفة، فضلاً عن ضخامة عقد لمفاوية، ورائحة نفس كريهة، وفي حال ضخامة الناميات الأنفية تترافق الأعراض مع انسداد الأنف، وسيلان أنفي قيحي.
– كيف يمكن تشخيص حالات الإصابة المتنوعة بهذا المرض، وهل هناك أية مضاعفات خطيرة ناتجة عن شدة ألم الإصابة به؟
يعتمد التشخيص على التظاهرات السريرية والفحص الطبي وبالتأكيد، توجد هناك مضاعفات عديدة لالتهابات اللوزات المتكررة، ومنها:
× ضيق التنفس، ولاسيما في حال وجود ضخامة شديدة، مترافقة مع ضخامة الناميات.
× خراج حول اللوزة، أو خراج جانب البلعوم.
× تجرثم الدم.
× الحمى الرثوية، و هي عبارة عن التهاب المفاصل، و إصابة صمامات القلب، وظهور طفح جلدي مع عقيدات تحت الجلد، و قد تصيب الجملة العصبية، وهي تكون عادة نتيجة لذيفانات التهابات اللوزات المتكررة.
× التهاب الكبب والكلية.
× الحمى القرمزية، وتتظاهر باحمرار جلدي مع التهابات اللوزات، ولسان الفريز مع احمرار وتوسف الجلد حول الفم.
– إذاً، ما الحالات التي تستدعي ضرورة استئصال اللوزتين، ولاسيما لدى الأطفال؟
ثمة حالات عديدة يتوجب عند حدوثها استئصال اللوزتين، ومنها:
× في حال وجود ضخامة في اللوزتين، تؤدي إلى اضطرابات في أثناء النوم، أو توقف التنفس خلال فترة النوم.
× وعند وجود شك بورم خبيث، و خاصة في حال ضخامة لوزة في طرف واحد لدى المسنين.
× عند حدوث التهابات في اللوزتين، يؤدي إلى اختلاجات متكررة نتيجة ارتفاع الحرارة.
× خراج حول اللوزة متكرر.
× نزف متكرر من اللوزة .
× تأخر وفشل النمو بسبب التهابات اللوزات المتكررة.
× تكرار التهابات اللوزات أكثر من خمس مرات في السنة ولسنتين متتاليتين.
× التهابات اللوزات المزمن المترافق مع اضطرابات البلع، وخاصة مع وجود حصيات اللوزة، أو التهاب أذن وسطى متكرر.
الجدير بالذكر، إنه دائماً في حال استئصال اللوزات عند الأطفال، يجب تحري الناميات، واستئصالها أيضاً عند استئصال اللوزات.
– هل تحدث تغيرات في الصوت، بعد عملية استئصال اللوزتين، و بالتالي.. ما الحالة الحرجة التي ينبغي عدم إجراء استئصال فيها؟
غالباً، بعد عملية استئصال اللوزات والناميات، يلاحظ حدوث تغير مؤقت في لحن الصوت (خنخنة صوتية)، ولكن تتراجع الخنخنة، ويتحسن الصوت خلال أشهر، بعد أن يتأقلم الطفل مع الوضع الجديد.
ويمكن أن يتحسن الصوت، ويصبح أفضل مما كان عليه، قبل العمل الجراحي، وخاصة في حالة وجود ضخامة لوزات وناميات شديدة سابقة، إلا في حالة واحدة فقد تزداد الخنخنة الصوتية، بعد استئصال اللوزات، فيما إذا كانت هنالك حالة انشقاق، أو تحت انشقاق قبة الحنك، وفي مثل هذه الحالة لا يفضل إجراء عملية استئصال اللوزات أو الناميات.
– هناك مرضى يفضلون تحمل الأوجاع الناجمة عن التهابات اللوزات، دون الرغبة بإزالتها، كونها خط الدفاع الأول عن صحة الجسم، فهل إزالتها توثر على ضعف المناعة لديهم؟
في الالتهابات المتكررة والمزمنة للوزات، يتم إفراز ذيفانات عن طريق اللوزات المريضة، قد تصيب المفاصل، وصمامات القلب، كما تصيب الجملة العصبية، وفي هذه الحالة تكون الإصابة خطيرة، أما في حال كانت اللوزات سليمة فيجب المحافظة عليها، نظراً لدورها المناعي الهام في حماية جوف الفم، ومدخل الحنجرة من الفيروسات والجراثيم والفطور، علماً أن استئصال اللوزات المريضة لا تضعف المناعة، لأن هناك أعداداً كبيرة من العقد اللمفاوية، التي تقوم بالمعاوضة عنها، وتعمل عمل اللوزات المستأصلة.
– أخيراً، ما الإجراءات الوقائية، التي ينبغي اتباعها لتفادي مخاطر الألم، جراء الإصابة بإحدى حالات هذا المرض؟
هناك طرائق عديدة يتوجب اتباعها للوقاية والتخفيف من شدة الألم الناجمة عن التهابات اللوزات، ونوجزها بالنقاط التالية:
× التغذية الجيدة والمتوازنة، هي السبيل الوحيد لتقوية المناعة.
× التعرض لأشعة الشمس والتهوية الجيدة للغرف.
× تجنب المشروبات شديدة الحرارة، أو شديدة البرودة.
× الاعتناء بنظافة الفم والأسنان، ويفضل الغرغرة بالماء والملح بعد كل وجبة طعام، وخاصةً لمن لديهم معاناة من إحدى مشكلات التهابات لوزات متكررة، أو التهابات نتيجة عامل وراثي.
× النظافة العامة والشخصية كغسل اليدين وعدم مشاركة الأدوات الشخصية مع الأخرين، والاعتناء بنظافة سجاد الغرف.
× عزل المرضى، والابتعاد عنهم، وخاصة المصابين منهم بالإنتان التنفسي العلوي.
الحسن سلطانة