الصيدليات العمالية.. كيف تحقق الهدف المأمول منها؟

الوحدة: 8- 6- 2020

 

يعتبر قطاع الصيدليات مفصلاً هاماً في حياتنا اليومية الذي يدخل ضمن التنمية الصحية, فكلما اتسعت دائرة الخدمات الصحية في الدولة بمختلف مناطقها لابد من أن يقابله اتساع موازٍ في انتشار الخدمات الصيدلانية, وهذا ما يقتضيه ارتباط تلك الخدمات ببعضها البعض صحياً واجتماعياً, لذلك فإن تطوير الخدمات الصحية وتقديم الرعاية لكافة أفراد المجتمع ومن بينها  تطوير آلية عمل الصيدليات بشكل عام والصيدليات العمالية بشكل خاص والتي تعتبر هدفاً من أهداف التقدم الاجتماعي فهي اليوم تعتبر ضرورة من ضروريات التنمية, التي من شأنها أن تلعب دوراً أساسياً في وقاية المجتمع وعلاجه من بعض الأمراض.

في مادتنا اليوم نتطرق إلى واقع الحال بالنسبة إلى صيدليات العمال المنتشرة في المحافظة, وهل يمكن لهذه المعادلة الصحية أن توضح النهضة التي يشهدها هذا القطاع الهام من ناحية الكم وخاصة أن هناك توسعاً كبيراً في الخدمات العمالية؟ وهل الصيدليات العمالية تتوافق مع تلك الخدمات الصحية وهل يمكن لهذا القطاع أن يقوم بتغطية كاملة في إعطاء الأدوية لكافة المراجعين أو مواكبتها للصيدليات  الخاصة المنتشرة في كافة أنحاء وأرجاء المدينة؟

آلية عملها

وفي هذا المجال فإن الصيدليات العمالية المتوزعة في المدينة وعددها (2) هل تغطي كافة الاحتياجات للدوائر العامة ومتطلبات شريحة واسعة من العمال والموظفين في الجهات العامة وحول الواقع العام للصيدليات العمالية، في المدينة وآليات العمل ضمنها كان لنا حديث مع بعض الموظفين لمعرفة رأيهم بهذه الصيدليات ومدى أهميتها بالنسبة لهم..

سوزان موسى: للصيدليات العمالية دور هام بالنسبة لنا نحن العمال لذلك لابد لهذه الأماكن أن تكون جزءاً لا يتجزأ من العناية الصحية فلا يمكن الاستغناء عنها وهي تقدم الدواء لكافة المراجعين من الدوائر الحكومية عن طريق وصفات الطبيب المختص لكن للأسف فإن واقع هذه الصيدليات مزرٍ، لا توجد في المدينة سوى صيدلتين، فهل يعقل أن يأتي الشخص من مسافات بعيدة حتى يستطيع صرف الوصفة فمنذ عهود لم نلحظ أي اهتمام أو تطوير لواقع الصيدليات العمالية.

وبدوره يقول فائز داؤود: اليوم وفي ظل التوسع الطبي والصحي لابد من الانتشار الواسع لفروع  الصيدلية العمالية ويأتي ذلك من أهمية دورها في حياتنا والذي يكمن في صرف الأدوية بالوصفات التي نأتي بها من  دوائرنا الحكومية حيث لا يحق لنا صرف هذه الوصفة إلا من صيدلية العمال وهناك نقطة في غاية الأهمية لابد من دراسات وخطط للنهوض بواقع الصيدليات العمالية في المحافظة وزيادة عددها, فلماذا لا يتم فتح صيدلية عمالية في كل حي من أحياء المدينة لتسهيل صرف الوصفات الطبية للعاملين في الدولة كما أنها تكون تدخلاً إيجابياً للمواطنين عن طريق البيع المباشر لهم, فمثلاً هناك صالات حكومية مثل السورية للتجارة في كثير من الأحياء والمناطق فلماذا لا يتم تخصيص مكان معين تحت مسمى الصيدلية العمالية ضمن الصالة ليتوفر فيها كافة أنواع الأدوية والتي تباع بالأسعار النظامية والمحددة لأنه في الوقت الحالي الكثير من الصيدليات لا تتقيد بالأسعار.

كما يقول نضال كفا: لابد أن تلعب تلك الصيدليات العمالية دوراً هاماً في حياتنا اليومية وذلك بتوسع فروعها بكافة الأحياء والشوارع والصالات الحكومية وغيرها ضمن إطار النظام الصحي , لأن الصيدليات العمالية تعتبر العمود الفقري لدى شريحة واسعة من الموظفين والعمال ولا بد من تطوير الصيدليات والارتقاء بها لتواكب ركب التطور الذي يجري في باقي قطاع الصيدليات العامة, ولا بد لهذه الصيدليات من الانتقال من مفهوم  الخدمات الصيدلانية إلى الرعاية الصيدلانية لأنها أشمل من تحمل المسؤولية وذلك من أجل الوصول إلى رعاية صحية شاملة لكافة أفراد العاملين.

خطط ودراسات للنهوض بها

في ضوء ما تقدم حول واقع الصيدليات  العمالية وفي ضوء ما ورد من آراء متفرقة رغبنا أن نتقصى واقع عمل الصيدليات ولرسم الخطوط الصحيحة حول ذلك كان لنا وقفة مع السيد منعم عثمان رئيس اتحاد نقابات العمال الذي أفاد حول ذلك:

إن واقع  عمل صيدليات العمال في المحافظة يقوم وفق الخطط المدروسة والقوانين حيث يقوم الكادر المعني بالعمل على أكمل وجه في صرف كافة الأدوية إلى مستحقيه عن طريق الوصفات الطبية من قبل الجهات العامة, وهناك خطة حول توسيع تلك الصيدليات لتشمل فروع متعددة في كافة أنحاء المدينة والمحافظة وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تطوير هذا القطاع الهام وهذا التطوير سيشمل أيضاً إقامة عيادات مخبرية تخصصية وتطوير بعض المشاريع الصحية ذات الشأن  واليوم نقوم بالعمل عليها.

وحول الرقابة الميدانية على عمل الصيدليات حدثنا عثمان بأن هناك رقابة كاملة على الصيدليات العمالية من حيث عملية البيع وصرف الوصفات حيث يقع على عاتق العناصر الرقابية التأكد من أسعار الأدوية وقيمة صرف الوصفات بشكل دوري ومستمر ولا يوجد حتى تاريخه أي أشكال وشكوى من قبل  الإخوة العاملين حول آلية عمل الصيدليات ونوه بأن قلة من الدوائر الحكومية تقوم بصرف الوصفات حصراً عن طريق الصيدليات العمالية كون التأمين الصحي  يغطي كافة أنحاء المحافظة عن طريق الصيدليات الخاصة والمتعاقدين مع التأمين ولا يوجد أي نقص في الأدوية وإن وجد نقص يتم توفير ذلك بكافة المصادر المتاحة والغاية من هذه الصيدليات توفير الأدوية وتخديم العمال.

وحول الصعوبات والمعوقات التي تعترض سير وآلية عمل الصيدليات العمالية أكد عثمان بأنه بشكل عام لا يوجد صعوبات والعمل يسير على أكمل وجه لكن المعوقات تكمن في ارتفاع سعر الصرف بما يؤدي إلى رفع سعر الأدوية والموضوع هو عرض وطلب, وأي شكوى مهما كانت كبيرة أو صغيرة تتعلق بالأدوية أو بالكادر العمالي في الصيدلية نقوم بمعالجتها على أكمل وجه وحلها بالطرق القانونية، ونحن كمنظمة نقوم بمتابعة الشكوى ومعالجتها بالتعاون مع نقابة الصيادلة للوصول إلى حلول نهائية في أي شكوى كانت.

 بثينة منى

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار