الوحدة 8-6-2020
لو أحصينا عدد التصريحات الواردة من القطاع التمويني عن تحسين جودة الرغيف، لاحتجنا الى مركز إحصاء احترافي، فلا يخلو بيان لأي موظف في هذا القطاع إلا ونجد فيه عبارة تخص الرغيف المسكين، إلى حد بتنا فيه نظن أن الرغيف سيحسن نفسه بنفسه من كثر ماذكر في البيانات الرسمية.
ليس الحديث المكرر عن المشكلة ذاتها هواية، أو صف كلام لإشغال حيز فارغ، بل التكرار مرده إلى عدم وجود نتيجة جيدة يطالب بها المتضررون، ويعد بحلها المسؤولون.
لو سألت أي مواطن في محافظة اللاذقية عن جودة رغيف الخبز، لسمعت أجوبة متطابقة بنسبة ٩٥ بالمئة، ولوجدنا أن السعيد من يحظى بربطة خبز جيدة لمرتين متتاليتين، وهذا الكلام ليس فيه تجنياً على أحد، بل واقع ملموس يعرفه أصحاب الشأن أنفسهم.
مايهمنا دائماً هو الخروج من الواقع المتردي، وتحسينه إلى ما يرضي أمنياتنا (إلى حد ما)، فنحن قبلنا بنصف الخدمة من مبدأ أن الإمكانيات لا تسمح بأكثر من ذلك، ولكننا لا نستطيع القبول برغيف خبز لا يصلح للاستهلاك البشري (أحياناً)، ولا نستطيع اللجوء إلى خبز آخر بعدما جن جنون الخبز السياحي، وبات الاعتماد عليه يحتاج إلى راتب موظف كامل.
ما يبحث عنه الجميع هو إيجاد آلية لتحسين وضع الرغيف، فكل شعارات المجموعة الشمسية لن تحسنه إن لم تُتخذ إجراءات حقيقية على الأرض، وإن لم توضع معايير واضحة تمكن صاحب الفرن، وتجبره، على إنتاج خبز حقيقي يرقى إلى مستوى الطموح .
غيث حسن