ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج ومشاكل التسويق ترهق المزارعين في طرطوس

الوحدة 8-6-2020

 

يعد النشاط  الزراعي من أهم أوجه النشاط الاقتصادي في محافظة طرطوس وذلك نظراً لكونه يشكل مصدر الرزق لشريحة واسعة من سكان المحافظة التي تعمل في مختلف مجالات العمل الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي.

  366 جمعية فلاحية

ويسهم اتحاد فلاحي المحافظة من خلال 366 جمعية فلاحية تضم تحت لوائها حوالي 74 ألف عضو بجزء مهم من العمل  الزراعي وذلك وفقاً لما صرح لنا به مضر أسعد رئيس اتحاد فلاحي طرطوس الذي أشار إلى تعدد أنواع المحاصيل الزراعية التي تنتج في المحافظة والتي تشمل منتجات الزراعات المحمية والحمضيات والزيتون والتبغ واللوزيات والتفاح وغيرها  من المحاصيل الأخرى التي تنتشر زراعتها على امتداد مناطق طرطوس وقراها بشكل يتناسب والطبيعة الجغرافية والمناخية لكل منطقة حيث تنتشر الزراعات  المحمية بمختلف منتجاتها في سهل عكار وبانياس والرمان والزيتون في صافيتا والجوز والتبغ في القدموس واللوزيات والزيتون والتبغ في الشيخ بدر وذات الأمر بالنسبة للدريكيش التي تجود بها جملة من الزراعات أيضاً.

ويضيف رئيس الاتحاد بأن المنظمة الفلاحية ومن خلالها تسهم بقسط وافر من العملية الإنتاجية الزراعية من خلال جمعياتها الفلاحية وبالتنسيق والتعاون مع الوحدات الإرشادية الزراعية مبيناً أن  الواقع الزراعي في المحافظة يعاني كما باقي المحافظات من العديد من المصاعب والمعوقات والتي تتمثل بشكل أساسي بارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج وعدم توفرها أحياناً في الوقت المناسب كحال الأسمدة في هذا الموسم وناهيك عن بعض الصعوبات التسويقية التي تحصل في بعض الأحيان ولا سيما بالنسبة لمحصول الحمضيات الذي يعتبر من المحاصيل الهامة في طرطوس وهي جملة الأمور التي تركت آثارها السلبية على الفلاح ولا سيما في هذه الظروف التي نمر بها والتي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في أغلب مستلزمات الإنتاج الزراعي النايلون وصل سعر لفته إلى نحو 450 ألف ليرة بعد أن كان هذا السعر قبل فترة لا يزيد عن 380 ألف ليرة وقبلها عن 100 ألف ليرة وذات الأمر بالنسبة للبذار ومنها بذار  البندورة والخيار وغيرها التي ارتفعت كثيراً وأيضاً العبوات الفارغة التي وصل سعر الواحدة منها إلى 400 ليرة سورية عداك عن تكاليف النقل والمحروقات والحراثة وأجور العمال في بعض المحاصيل وما يتقاضاه التاجر في سوق  الهال من عمولة وغير ذلك  من تكاليف  إضافية  أرهقت الفلاح الذي عانى أيضاً من عدم توفر بعض المستلزمات اللازمة لعمله مثل المازوت الزراعي اللازم لتدوير المحركات وللعديد من الأعمال الزراعية وأيضاً سماد اليوريا الذي أثر نقصه على العملية الإنتاجية بعد  التنويه بالقرار الحكومي القاضي بدعم الأسمدة الزراعية لهذا الموسم والتأكيد على ضرورة توفير الأسمدة في أوقات الحاجة الفعلية لها وذات الأمر بالنسبة للتراخيص الزراعية التي لا يمكن الحصول عليها في أراضي  الإصلاح الزراعي والأوقاف وأيضاً للحاجة للتعويض عن الأضرار الزراعية عند وقوع الكوارث وزيادة المساحات المسموح بزراعتها بالتبغ والسماح بأصناف ملائمة لمناطق المحافظة مثل صنف شك البنت في القدموس مع الحاجة لزيادة أسعار مبيع المادة لصالح المؤسسة العامة للتبغ وذلك إضافة لجملة من المطالب الأخرى التي شدد رئيس الاتحاد على ضرورة إيلاء الاهتمام الكافي لها وذلك خدمة للفلاح وللعملية الزراعية .

– عقدة التسويق :

أما في الجانب التسويقي فاستعرض رئيس الاتحاد بعض المصاعب التسويقية التي يعاني منها الفلاح في طرطوس مبيناً أن السعي لتجاوز الآثار السلبية لهذه المشكلة دفع اتحاد فلاحي المحافظة وبتوجيه من قيادته الفلاحية لتفعيل عملية التسويق من خلال استلام المادة من الفلاح ( البطاطا) ومن ثم العديد من المحاصيل الأخرى / كوسا باذنجان خيار/ بأسعار تحقق هامش ربح مقبول للفلاح ونقلها إلى المستهلك سواء داخل المحافظة أو إلى المحافظات الأخرى بالتعاون مع الاتحادات الفلاحية فيها لبيعها بأسعار مقبولة دون إضافة سوى التكاليف عليها وهي التجربة التي لاقت ارتياحاً من الفلاح لجهة تخليصه من الاستغلال الذي كان يمارس بحقه من قبل السماسرة وتخفيض تكاليف التسويق عليه وأيضاً من المستهلك لجهة إيصال المادة إليه بجودة عالية وبأسعار منافسة مؤكداً أن هذه التجربة يمكن أن تتطور من خلال توريد بعض المواد الزراعية من المحافظات الأخرى مثل الثوم من ريف دمشق والبطاطا من حماة والعنب من السويداء إلى طرطوس لتوفير هذه المواد للمستهلك في المحافظة بأسعار مقبولة لافتاً في هذا الإطار بتجربة الأسواق الشعبية على صعيد تحقيق أهداف التسويق الفلاحي من المنتج إلى المستهلك مباشرة.

وللشق الحيواني همومه أيضاً

وكما في الشق النباتي فإن الجانب الحيواني  له شجونه وهمومه في محافظة طرطوس كما في باقي المحافظات وفي هذا الإطار قال أسعد بأن ارتفاع أسعار الأعلاف زاد من تكاليف التربية على المربين الذين طالبوا بتوفير المادة إما عن طريق المؤسسة العامة للأعلاف أو الدواجن محذرين من خسارة هذا القطاع ومنتجاته في حال استمر الأمر على حاله وهو ما لمسناه منهم من خلال الجولة التي قمنا بها عليهم  في مواقع عملهم  والتي أشاروا فيها إلى أن تكلفة إنتاج كيلو الفروج تصل إلى / 1600/ ليرة سورية تقريباً.

ولا يختلف الوضع بالنسبة للأعلاف الخاصة بالأبقار والتي يتم تأمينها إما من خلال معمل أعلاف طرطوس التابع للمؤسسة العامة للأعلاف أو عن طريق معامل وجهات القطاع الخاص علماً بأن أسعار هذه المادة قد شهدت ارتفاعاً كبيراً في الآونة الأخيرة وهو الأمر الذي انعكس على أسعار  منتجات الحليب والألبان واللحوم بعد الإشارة إلى ارتفاع كبير في أسعار الأدوية البيطرية التي أثرت أيضاً على المربين.

وأخيراً

دعا رئيس الاتحاد في ختام حديثه لنا بلحظ المطالب المحقة لفلاحي الإنتاج الحيواني والنباتي على حد سواء وذلك دعماً وتشجيعاً لهم على الاستمرار في العملية الإنتاجية التي توفر لنا مقومات الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي في الكثير من المنتجات التي يدخل  الفائض منها أيضاً على قائمة صادراتنا الزراعية بما لذلك من أهمية على صعيد دعم خزينة الدولة من خلال القطع الأجنبي الناجم عن هذه الصادرات أو توفير بدائل المستوردات التي كانت تكلف خزينتنا المبالغ الضخمة أيضاً.

نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار