التقديم على مسابقة العدل… استنفار لموظفي مكتب التشغيل

الوحدة 7-6-2020

 

يتسابقون بالآلاف على 181 مقعداً وظيفياً في عدل اللاذقية، وعدد زائري مكتب التشغيل من الشبان والبنات منذ بدء التسجيل في 31/5/  يتزايد في كل يوم مثنى وثلاث ورباع ليكون النفير في باحة المديرية للحصول على ورقة قيد عمل بعد أن اشتروا الطلبات والطوابع وكافة أوراق الاستمارة من بائعين ترصدوا لهم على الباب، بعدها  انحشروا وتدافعوا على منافذ لموظفي المكتب القابعين في الداخل وهم في حالة تأهب واستنفار ليكون العمل جارياً على قدم وساق، فهم مرة في قعود وأخرى في قيام بما يستوجب الحالة والسؤال، بعد أن أعلنت وزارة العدل في الخميس الماضي (30 نيسان 2020) عن إجراء مسابقة لاستخدام عمال مؤقتين من الفئة الرابعة والخامسة بموجب عقود سنوية بوظيفة (مأمور هاتف، ناسخ، دهان، كهربائي، صحية، مكيفات، نجار، حداد) وأعمال أخرى مستخدم، بمؤهل علمي هو شهادة التعليم الأساسي أو ما يعادلها مع وثيقة مهنية بالاختصاص المطلوب، كما أعلنت وأضافت عليها إجراء اختبار لتعيين عمال دائمين من الفئة الثالثة وأيضاً أعلنت عن إجراء مسابقة لتعيين عمال دائمين  بوظيفة كاتب ضبط من الفئة الثانية من حملة شهادة /المعهد التقاني القانوني (وزارة العدل) والمعهد التقاني للحاسوب (وزارة التعليم العالي) ومعهد تقنيات الحاسوب (وزارة التربية) شهادة ثانوية (علمي وأدبي).

تلك المرأة اصطحبت صغيرها ليكون بقربها وعلى عينها ولا تتركه وحيداً في  الدار كما تقول، فقد تخرجت منذ سبع  سنوات ولم تحظ بوظيفة، فكان أن تزوجت وأنجبت إلى أن أتى اليوم الذي تستطيع فيه أن تقدم أوراقها وشهاداتها لأجل مسابقة العدل، وقد تقدمت بنفس الأوراق لمسابقة الجامعة التي ألغيت وأعيدت عدة مرات ولم تلق منهم جواب إيجاب، بل كان باب دخولها مقفلاً في وجهها، واليوم تجد منفذاً للتوصيات عل مكاناً لها في عدلية اللاذقية.

سامر تسرح من الخدمة العسكرية وجاء لوظيفة تحدد مستقبله فهو خريج كلية العلوم قسم رياضيات، وسيضطر للأسف أن يقدم أوراق شهادة البكالوريا إن لم يكن لاختصاصه مكان فهو يصر أن يكون من الناجحين في هذه المسابقة ولن يردعه مشهد اليوم من كثرة المتقدمين وقلة فرصه في نيل الوظيفة وفتاته تنتظر منه الأمر فلا يكون لوالديها حجة لرفضه، وبجانبه رفيقه هشام خريج نفس الكلية لكنّ اختصاصه علوم طبيعية، لقد فاتته مسابقة التربية فهو قد تخرج قريباً منذ عام فقط، والأمل يغفو بين أحضان فرحة تخرجه وما أجمله..

سهى تترك تدريس أبناء جاراتها لساعات طوال في حصص خصوصية باللغة الروسية لتلحق بركب حلمها بوظيفة حكومية كما جاراتها وقريباتها فهي الضمان وبنك التأمين على العيش والاستقرار وراحة البال، فقد اكتفت من الدروس الخصوصية ووجع (الراس) حيث ناسها باتوا يشكون الإفلاس ويؤجلون موعد سداد الأقساط إلى حين وهي صبية وأمامها المستقبل والحياة كما تقول وتود لو تنال ورقة مباشرة دوام بدائرة حكومية تغنيها وتعينها على المعاش فلا تحتاج أحداً يوفر لها مصروفها ولو كانت أمها أو أخوها خصوصاً بعد وفاة والدها الذي لم يكن يرضى لها غير جلوسها في البيت معززة مكرمة وطلباتها أوامر، لكن كل ذلك اضمحل وفتر وذهب بوجهه مع ريح الغلاء ليندثر رماداً، وأصبح من الواجب عليها تأمين وظيفة ومعاش.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار