الاهتمام بمشاعر الأطفال

الوحدة – 3-6-2020

مشاعر الأطفال هي فسحة للتعبير عما يجول في داخلهم فلا ينبغي أن نعمل على إخمادها، إنها بريق يحتاج إلى دعم واستقبال إيجابي من الأطراف المحيطة، فعلى سبيل المثال حين يبكي الطفل لا يجوز أن نقول له: (أنت رجل والرجل لا يبكي)، فهذه العبارة تزرع في نفسه أن البكاء حالة معيبة، وغير لائقة، إن البكاء في حقيقته هو تعبير صادق عن مكنونات النفس، وهو تعبير إنساني يشير إلى إحساس ممتلئ بالرهافة والحساسية تجاه ما يحدث، فقوة الإنسان في قلبه ومشاعره وعواطفه وليس في عقله وأفكاره، لأن العقل كما يقول الباحثون قابل أن يكون عرضة للتشويش بسهولة، إذ إن حالات الغضب التي لم يتم التعامل معها بصورة صحيحة من شأنها أن تؤدي إلى تدمير الفكر والعقل، ومن هنا يجب علينا ألا نمنع الأطفال من التعبير عن أي شعور، لأن التطور العاطفي لديهم يرتبط بالنمو الدماغي والحركي والمعرفي، هذا بالإضافة إلى ارتباطه الوثيق بالتفاعل مع الأشخاص المحيطين من خلال التعابير اللغوية، ومن الضروري أن يتنبه الأبوان إلى أن مشاعر الطفل وحواسه تكون خاضعة للتطور والنمو شيئاً فشيئاً، كما هو الأمر بالنسبة لجسده، وتشير الدراسات إلى أن الطفل يكون أكثر توتراً حين ينظر والداه إليه بنظرات خالية من الإيماءات التعبيرية للوجه، وعلى هذا الأساس ينبغي أن يقوم الأب أو الأم بالنظر إلى وجه طفلهما بنظرات واضحة معبرة خلال محادثته، كي يتمكن من الوصول إلى فهم مشاعرهما بصورة جلية بعيدة عن الغموض.

د. رفيف هلال

تصفح المزيد..
آخر الأخبار