تفريز وتموين الخضار الطازجة للمواسم اللاحقة

الوحدة: 1-6-2020

 

من عادة معظم ربات البيوت والأمهات في مجتمعنا في مثل هذه الأوقات من كل عام الانهماك بتموين وتفريز العديد من الخضروات، للاستفادة منها في غير موسمها، أو لتوفير الجهد والوقت والمال، علماً أن عادة تموين الخضار ليست عادة جديدة، بل هي عادة قديمة متوارثة عن الأمهات والجدات مع بعض الاختلاف بالطرق وبعض التفاصيل الصغيرة في طرق التخزين، ولمعرفة طرق تخزين وتموين هذه المواد التقينا بعض السيدات اللاتي أخبرننا عن تجربتهن وآرائهن في هذا المجال.

السيدة رجاء داؤود قالت: حالياً أقوم بتفريز الفول والبازلاء كون هذه أيام قطافها للاستفادة منها في فصل الشتاء ولكننا نعاني من ارتفاع أسعارها، وأضافت: عادة ما تكون في مواسم قطافها رخيصة، ولكن أسعارها في هذا العام مرتفعة كما كل شيء بحيث أني لن أستطيع أن أخزن منها سوى بضع طبخات قليلة، وعن طريقة تخزين هذه المواد قالت بأنها تقوم بفرط البازلاء أو الفول وتجمع كل الحبات الجيدة وتغسلها وتضعها في وعاء مع ملعقة من الملح وملعقة من السكر للحفاظ على لونها أخضر جميلاً، ثم تقوم بغليها غلوة واحدة وتصفيها من الماء وتتركها حتى تبرد ثم تضعها في أكياس المونة المخصصة وتغلقها جيداً بعد أن تخرج الهواء منها ومن ثم تضعها في الثلاجة لتبقى وقتاً طويلاً بحيث تخرجها للطبخ وقت الحاجة.

 

السيدة منى محمد قالت: لابد لنا من الاحتيال على هذه الظروف الصعبة، وعلى هذا الغلاء، ولذلك ألجأ إلى تموين كل شيء لأجده أمامي حين لا أستطيع شراء الخضار وخاصة أن عائلتي كبيرة والراتب لا يكفينا أكثر من أسبوع رغم كل الاحتياطات والتدبيرات المتخذة، وأضافت: أزرع في أرضي بعض الخضروات، وأخزن كل ما يفيض عن حاجتي اليومية، وها أنا حالياً أقوم بترتيب ورق الدوالي لأخزنه للأيام القادمة وأستخدم عدة طرق في تخزينه، إما أن أرتبه وأضعه في أكياس المونة وأضعه في الثلاجة او أصمده في الماء والملح، أو أضعه في برطمانات زجاجية، وأضغطه جيداً فيها، ومن ثم أغلقه وأضع اللاصق بشكل محكم حول الغطاء. وأضافت: أيضاً أقوم بتخزين البندورة بعد أن أقطفها وأنظفها جيداً أقوم بتقشيرها وطحنها في الخلاط ومن ثم غليها مع ملعقة من الملح وملعقة من السكر، وأقوم بغليها ومن ثم تعبئتها بالبرطمانات الزجاجية وهي تغلي وإغلاقها جيداً، وأضعها جانباً للاستخدام عند الحاجة، وأضافت بأنها لم تشترِ من السوق أي كمية بندورة للطبخ خلال ارتفاع أسعارها في الفترة السابقة لأنها احتفظت بكمية جيدة منها إلى مثل هذه الأيام، وقالت: أيضاً فرزت الفاصولياء الخضراء والفول الأخضر بقشره بالإضافة إلى حبات الفول والبازلاء وأنها في الأيام القليلة القادمة ستقوم بتخزين الكوسا والباذنجان للمحاشي بالإضافة إلى تخزين الملوخية عبر تجفيفها أو وضعها في الفريزة.

السيدة فريال مهنا قالت: نحتاج في حياتنا اليومية للتفكير وحسن التدبير في كل خطوة نخطوها، وعادة تموين الخضار عادة قديمة، فقد كنا سابقاً نلجأ إلى التجفيف والتيبيس، مثلاً كنا نقمّع البامياء ونشكها بالإبرة والخيط لتصبح على شكل طوق ونعلقها في مكان لا تحكمه الشمس إلى أن تجف وتيبس وعند استعمالها نقوم بفرط طوق البامياء اليابس وننقعها بالماء الساخن حتى تصبح طرية ونصفيها من الماء ونقليها، أما الآن ومع تطور الحياة أصبحنا نضعها في الثلاجة وعندما نطهيها نشعر وكأنها طازجة وطرية وغير مخزنة، ولذلك أصبحت جميع السيدات تستغني عن فكرة التجفيف واللجوء إلى التفريز رغم جمال منظر الخضروات المجففة أيام زمان، وأضافت: لا أنسى أبداً منظر (البرندة) في بيت جدي كيف كانت جدتي تقوم بتيبيس الفول والبازلاء واليقطين والنعنع وتعلق البامياء والباذنجان في خيوط في ظل شجرة التوت وكذلك كانت تقوم بقسم حبة البندورة إلى قسمين ورش الملح عليها ووضعها في الشمس لتجف تماماً ومن ثم تضعها في أكياس وتستخدمها عند الحاجة.

 

السيدة مديحة ديب قالت: بحكم أني موظفة ودوامي طويل فإني ألجأ إلى تفريز كل شيء خلال أوقات فراغي أو خلال إجازتي لأن التفريز يساعدني في الإسراع في تجهيز الطعام لأطفالي بحيث أجد كل شيء جاهزاً أمامي، وما علي سوى سحب الأكياس من الفريزة وطبخها، وقالت: لا أستثني شيئاً من التخزين حتى الجزر أقطعه وأضعه في الفريزة والذرة والفاصولياء الخضراء وأيضاً أشوي الباذنجان وأضعه فيها، والبندورة أفرمها وأضع كل طبخة في كيس لأجد كل شيء جاهزاً أمامي عند عودتي من الدوام، وأضافت: صحيح الخضروات المفرزة ليست بجودة وقيمة الخضروات الطازجة ولكنها أفضل من الحرمان منها وخاصة أننا لا نستطيع شراء الخضار في غير موسمها لأن أسعارها غالية جداً ولذلك نقوم بتخزين كل مادة من الخضروات في موسمها الأصلي.

وشرحت لنا السيدة ندى درويش عن فوائد تفريز الخضار لربة المنزل وخاصة أنها اتبعت هذه العادة منذ زمن طويل وحولتها إلى مشروع تجاري في حياتها يعود بالفائدة عليها وعلى عائلتها بحيث تقوم بتفريز كل المواد وبيعها للسيدات كلن حسب طلبها ورغبتها وفي كل المواسم أو حسب توصية كل سيدة للمواد التي تريدها وقالت: من فوائد التفريز إنه يوفر الوقت اللازم لتجهيز الطهي وخاصة أن أغلب النساء موظفات ويحتجن للسرعة في إعداد طعام عائلاتهن، كما أن العائلة تستطيع الحصول على الخضار في غير موسمها  وخاصة إذا كانت الثلاجة جيدة فإنها تحافظ على أكبر قدر من القيمة الغذائية للأطعمة وتحارب الغلاء لأنها تقوم بشرائها في موسمها الرئيسي حيث تكون الخضروات بأسعار رخيصة كما أن تفريز الخضار يساعد الأم في جعل عائلتها تتناول الخضار  في مختلف المواسم طوال العام.

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار