أمل يورق على غصون الزراعة المنزلية

الوحدة : 17-5-2020

بين طرق الحياة الضيقة وعتمة طرقاتها يجد البعض شعاع نور، لينير به درب العيش، خاصة في ظل ظروف الغلاء الذي نعيشه، ولعل هذا الشعاع هو فصل الصيف، الذي يحمل بين أيامه الدافئة بعض الخضار المنزلية، فقد لاحظ العديد من أصحاب الصيدليات الزراعية إقبال الناس الشديد على الزراعة واستثمار أي قطعة أرض موجودة قرب المنزل، وفي جولة لـ (لوحدة) على بعض الصيدليات الزراعية وكان سؤالنا ماهي الشروط الواجب اتباعها لنجاح الزراعة المنزلية وطرق العناية بها، قال المهندس محمد شدود (صاحب صيدلية زراعية): لاحظت في هذه الفترة إقبال الناس على الزراعة، واستثمار الأراضي، أو أي مكان يصلح لزراعة بعض خضار الصيف، كالكوسا والخيار والبقدونس والذرة وغيرها، وبالطبع لكل نوع شروط لنجاحه، فمثلاً البقدونس يجب أن ترش بذوره بمساكب مساحتها متر ونصف بمتر، وتغطيتها بـ (الخيش) لضمان تهويتها، وكذلك الأمر بالنسبة للملوخية، أما الخيار والكوسا فلا توجد ضرورة لتغطية البذور، ولكن يجب ترك مسافة بينها تقدر بحوالي متر، لأنها تمتد، كما يجب وضع البذور بمسافة مناسبة في التربة (أي عدم غرسها داخل التربة بشكل كبير) فيما يبتعد الكثير عن زراعة البندورة لأن أمراضها كثيرة وتصاب بآفات حشرية، وتابع عن الإجراءات التي تضمن نجاح هذه الزراعة مؤكداً على ضرورة استعمال الأدوية الوقائية والعلاجية مثل (الريدوميل)، فهو دواء عام لكل الأمراض الفطرية والبياض الدقيقي والبياض الزغبي، بالإضافة للفحة المتأخرة والمبكرة، وكذلك الصدأ، أيضاً هناك المبيد النحاسي وهو دواء وقائي فقط، ولا يفيد في حال وجود مرض، وأشار إلى أهمية السماد، ومعرفة كيفية استخدامه، حيث يجب وضع الفوسفور في المراحل الأولى لتكوين الجذور والإزهار، ثم يوضع السماد المتوازن في المرحلة الثانية لعقد الأزهار، وبعدها البوتاس بهدف التحجيم وزيادة حجم الثمرة، وعند سؤاله عن وجود أي ضرر عند استخدام الأدوية السامة قال: لكل دواء فترة أمان بعد انقضائها لا يوجد أي ضرر، وفي نهاية الحديث شجع كل من لديه قطعة أرض على القيام بزراعتها لأنها قادرة على تخفيف بعض الأعباء المادية.

أيضاً التقينا السيد غيث حسن (أيضاً لديه صيدلية زراعية) وقال: لنجاح الزراعة المنزلية لابد من تعقيم الأرض وحراثتها، بالإضافة للسماد والسماد العضوي، ولكن الأمراض الكثيرة التي يصاب بها النبات، وعدم فعالية الأدوية حالياً لابد أنها عائق كبير، وحالياً ننصح أغلب المزارعين بزيادة كمية الدواء لتعطي الفعالية المطلوبة، ومن وجهة نظره أن ارتفاع أسعار الدواء لن تكون حلاً للتخفيف من ضغط المصروف.

وللخوض في تفاصيل الموضوع التقينا بعض المواطنين الذين يلجؤون للزراعة بهدف التوفير، فقال السيد أبو يحيى أنه يقوم منذ سنوات بزراعة العديد من الخضراوات كالبندورة والخيار والفليفلة، ويتابعها بعناية، ويحقق من خلالها توفيراً كبيراً، فمثلاً الفليفلة تؤمن ما يلزم للمكدوس ولدبس الفليفلة، حتى أنه يبيع أحياناً منها عند توفر فائض، كذلك الأمر بالنسبة للبندورة يقوم بقطاف كمية لا بأس بها لتقوم زوجته بغليها وتعبئتها لأيام الشتاء، وأكد أن كل شخص لديه قطعة أرض قادر على سد حاجة المنزل ولو بشكل جزئي.

وتقول أم عمار: أغلب الأحيان تكون زراعتي ناجحة، فمنذ سنوات لم أقم بشراء الباذنجان للمكدوس، بل أقطفه من أرضي، وكذلك الأمر بالنسبة للفليفلة والبندورة التي أقوم بتخزينها بعد عصرها وغليها، لكن العام الماضي لم تنجح زراعة البندورة حيث أصيبت بمرض و لم يفدها أي دواء، فدفعنا الكثير ثمن الشتول والأدوية لنحصد التعب فقط، هي مسألة حظ.

يخالفهم الرأي السيد مازن، ويؤكد: إذا وضعنا معادلة بسيطة نجد أن ما ندفعه ثمن الشتول والأدوية والسماد يكفي لشراء ما نحتاجه ناهيك عن التعب والجهد الذي نبذله.

أخيراً قال عماد: صراحة أنا أقوم بالزراعة لأنني أحب هذا العمل وأجد متعة بمراقبة النباتات وهي تنمو وتثمر والمتعة الكبرى عند قطاف المحصول ومع هذا لن أنكر أنها قادرة على تأمين كمية لا بأس بها من حاجة المنزل وخاصة بالنسبة للبقدونس والنعنع فهي من الأشياء التي أرفض شرائها من السوق.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار