الوحدة 16-5-2020
بيّن المهندس نزيه سلطان رئيس دائرة زراعة القرداحة خلال مرافقتنا لهم أثناء عملهم في مشروع زراعة الإصبعيات السمكية وتوزيعها على المزارعين أنه وفي إطار التعاون ما بين مديرية الزراعة في اللاذقية والهيئة العامة للثروة السمكية يتم حالياً العمل في مشروع مزارع للأسماك الأسرية وذلك لدعم الأسر الريفية حيث تمت زراعة إصبعيات الأسماك ضمن نطاق عمل إرشاديات: بني عيسى، رويسة البساتنة، مرج معيربان، الدبيقة، اسطامو، وأضاف إنه تم رفع أسماء الأسر الفقيرة أو أصحاب ذوي الدخل المحدود من قبل الوحدات الإرشادية الذين يملكون بركة ماء تستخدم للسقاية ولتربية الأسماك في آن واحد، ويشترط أن تتراوح مساحة البركة ما بين ٢٥ و٢٥٠ متراً مع توفر مصدر مائي دائم، لافتاً أنه تم منح ٢٧ مزرعة أسرية للإصبعيات السمكية ممن تتوافر لديهم هذه الشروط.
وأشار المهندس نزير شيخ أحمد مدير التنمية في الإدارة العامة للثروة السمكية بأن مشروع مزارع الأسماك الأسرية ضمن الهيئة العامة للثروة السمكية انطلق عام ٢٠١٨ بتجربة صغيرة شملت تسعة مزارع في ريف جبلة، وفي العام ٢٠١٩ تم استكمال المشروع إلى٢٩٢ مزرعة منها ٩٣ مزرعة في محافظة اللاذقية وتم توسيع المشروع ليشمل هذا العام ثماني محافظات في القطر، وأضاف أنه وبتاريخ ١٤-٥ تم تنفيذ المرحلة الثانية من هذا المشروع في محافظة اللاذقية في ريف القرداحة حيث نفذت المرحلة الأولى في عين شقاق في ريف جبلة.
وأشار شيخ أحمد أنه تم استزراع ٢٧ حوض سقاية بالإصبعيات السمكية المنتجة في مواقع الهيئة مجانا للإخوة المزارعين لدعم مزارع الأسماك الأسرية الصغيرة.
وحول سؤالنا عن أهداف هذا المشروع أجابنا بأن للمشروع عدة غايات أهمها تشجيع تربية الأسماك من قبل الإخوة المزارعين وتأمين لحوم الأسماك لهم ولعائلاتهم والاستفادة من المياه التي تتم تربية الأسماك ضمنها في عملية السقاية كونها تحتوي على فضلات الأسماك التي تحتوي بدورها على مواد عضوية مفيدة للتربة وللمزروعات، بالإضافة أيضاً إلى زيادة إنتاج الأسماك على مستوى القطر وتأمين دخل مادي إضافي للمزارعين الذين يعملون بتربية الأسماك حيث يبيعون ما يزيد عن حاجتهم.
وأشار الدكتور علي عثمان مدير بحوث الأحياء المائية في الهيئة العامة للثروة السمكية بأن هذا المشروع يأتي في إطار التعاون بين الهيئة العامة للثروة السمكية ومديرية زراعة اللاذقية لدعم الأسر الريفية، لافتاً أنه تتم زراعة الإصبعيات بوزن وسطي ٥٠ غرام لتصل إلى وزن ٥٠٠ غرام عند المزارع في نهاية موسم التربية.
وعن آلية زراعة الإصبعيات أجابنا عثمان بأنه يتم وضع إصبعيات الأسماك من نوع (كارب عام ) ضمن عبوات نقل خاصة بمياه نقية وحقنها بالأوكسجين من قبل فنيي الهيئة ويتم نقلها من المزارع في مركز أبحاث الهيئة في مصب السن ضمن درجة حرارة ١٨ درجة مئوية، ويقوم الفنيون في الهيئة العامة للثروة السمكية بإعطاء التوجيهات اللازمة للمربين حول كل العمليات المتعلقة بتربية الأسماك فيما يخص قياس درجة الحرارة والأوكسجين والتغذية وتبديل المياه ومراقبة الأحواض بشكل يومي، لافتاً أنه بإمكان المربين التواصل مع القائمين على المشروع في حال الحاجة إلى أي استشارة صحية أو فنية، وحول استفسارنا لماذا يتم التركيز على نوعية الكارب تحديداً أجابنا عثمان لأن أسماك الكارب تتحمل درجات الحرارة وتغيرات البيئة المائية ومقاومة للأمراض.
وأشار المهندس أحمد غريب مدير مركز اللاذقية للثروة السمكية بأنه تم الكشف مسبقاً على أحواض السقاية وتحديدها وفق النموذج الفني المعتمد لدى الهيئة ولفت إلى أن المشروع متكامل من حيث الفائدة على المزارع لأنه بالإضافة إلى الاستفادة من لحوم الأسماك ومردودها المادي على عائلته، فإن تغذية الأسماك تتم من بقايا الأطعمة الموجودة في البيت بالإضافة للاستفادة من مخلفات وبراز الأسماك في سقاية المزروعات كون كل مخلفات الأسماك يوريا وسماد آزوتي.
وخلال لقائنا بعض المزارعين الذين حصلوا على الإصبعيات واستقصاء آرائهم حول هذا المشروع كانت إيجابية ومتشجعة للعمل والإنتاج حيث أكد المزارعان سليمان عثمان ويوسف عثمان من إرشادية اسطامو واللذان يملك كل منهما بركة ماء ترابية للسقاية بمساحة ٢٠٠ متر بأن هذا المشروع جيد وذي مردودية اقتصادية جيدة للمزارع بالقياس إلى العمل البسيط به باستثناء الشتاء فالعمل قاس بعض الشيء وأضافا بأن كل طن سمك يحتاج إلى ٥٠٠ كيلو علف باليوم وبأن الموسم النظامي في حال توفر العلف والأكل النظامي يكون كل ستة أشهر.
وأشار المزارع سليمان الخطيب من وحدة إرشادية رويسة البساتنة بأنه يملك بركة ماء للسقاية منذ نحو عشرين عاماً و يقوم بتربية الأسماك ضمنها ولكنه عمل على توسيع مشروعه ليصل إلى ثلاث برك وخاصة بعد اهتمام مديرية الزراعة والهيئة العامة للثروة السمكية وتشجيع المزارع على هذا العمل وتقديم الدعم له.
أما المزارع صادق تجور من وحدة الدبيقة فقد أشار بأنها المرة الأولى التي يقوم بها بتربية الأسماك في بركته الصغيرة وبأنه سيقوم بهذه التجربة بشكل بسيط في البداية وبأنه سيعمل على تكبيرها والاهتمام بها فيما إذا نجحت تجربته الأولى.
سناء ديب