الوحدة : 13-5-2020
اسمها اللوزية حالياً، وقديما كانت تدعى (اللويدقية) وهو اسم تركي، اللوزية التي تتبع لبلدة القطيلبية وتبعد عنها 3كم، يقطنها حوالى 1700 نسمة، يعمل العديد منهم بوظائف حكومية، وفيها نسبة عالية من المتعلمين وحاملي الشهادات العليا (أطباء، مهندسون ومدرسون…)، كما ويعمل جزء كبير منهم بالزراعة (دخان وزعتر وزيتون وأشجار مثمرة على نطاق واسع) وسنتحدث في سياق التقرير عن تفردهم دون غيرهم بأنواع معينة من الزراعات.
اللوزية تحدها قرى البويتات من الشمال والربوة من الشرق والبراعم من الجنوب، وبحزييت – الحرية – من الغرب، قرية وادعة جميلة تتميز بطبيعتها الخلابة، وأرضها الخصبة، وجوها المعتدل والدافئ، ما يميزها عن جوارها، وعن كل مناطق المحافظة بوصول موسم اللوز (العوجا) الباكورية بفترة زمنية قياسية يمكّن مزارعو هذه الشجرة سنوياً من تحصيل أسعار منافسة لثمرة (العوجا) خلاف هذا العام الذي حطت كورونا والاجراءات الاحترازية بوطأتها عليهم وانقطاع وسائل النقل بين الريف والمدينة، فلم يحصّلوا نفس الأسعار التي كانوا يحصّلونها كل عام، ما فرض عليهم ترك الثمار على الأشجار لتنضج لوزاً.
وقبل أن نغوص في خضم الخدمات الموجودة والمفقودة التي بحاجتها القرية آثرنا الاستماع إلى السيد نزار سليمان لنستوضح منه حول زراعة نبتة الزعتر بنوعيه وبمساحات كبيرة إلى حد ما حيث قال: نحن في القرية، ومنذ مدة طويلة تمتد لعشر سنوات، نزرع الزعتر بنوعيه البري المعروف بالخليلي و (الجوي – الإبري) وهي زراعة ذات ريعية جيدة، كون الأراضي والتربة في القرية مناسبة لهذه الزراعة، وتوسعت حتى في القرى المجاورة، وفي القرية حوالى 20 دونماً مزروعة بالزعتر، والبعض ممن لديه القدرة المالية وتوفر مياه الري وضع شبكات ري وتنقيط، وهذا بدوره يضاعف الإنتاج، بالنسبة لنا زراعتنا بعلية، نقوم بـ (حش الزعتر الإبري) مرة واحدة في السنة، أما الخليلي فيعطي أكثر ويمكن قطفه أكثر من مرة، وفي حال سقايته يمكن قطفه ثلاث مرات، والزعتر بنوعيه عليه طلب وإقبال كبيران لكنه خفّ خلال السنتين الماضيتين.
وحول كيفية جنيه وتحضيره أضاف السيد نزار: يحصد ويقطف بواسطة مقص الشجر، وينشر لمدة يومين إلى ثلاثة أيام ليجف، بعدها يدق وينظف من العيدان، وتبقى فقط الأوراق، ويباع لتجار من محافظات حلب وطرطوس، يجمعونه من القرية والقرى المجاورة، وكانت أسعاره جيدة حتى العام الماضي تراجعت، لكن هذا العام موعودون بأسعار مقبولة، هذا بالنسبة للزعتر الجوي (الإبري) أما الزعتر البري كذلك الأمر يقطف ويجفف لكن يحضر إما كأوراق فقط، وهذا سعره خاص وأغلى، وإما نقوم بفرمه مع الساق (أضلاع) وهذا طبعاً سعره أقل.
أما فيما يخص الواقع الخدمي في القرية ومن خلال التواصل مع السيد لؤي سعيد مختار القرية، فقد أكد أن الخدمات في القرية تتفاوت من حيث الجودة إن توفرت،
فالكهرباء من حيث الشبكة والمحولة فهي مقبولة، ونخضع كغيرنا للتقنين، أما الهاتف، فنحن نخدم من مركز هاتف القطيلبية، ولحسن الحظ فإن من يقوم بإصلاح الخطوط إن تعطلت من سكان القرية لذلك لا تطول فترة العطل إن حصل، فقط نعاني من قلة البوابات وسو تغطية شبكة الأنترنت، أما الصرف الصحي فهو مشكلة المشاكل التي تعاني منها القرية لأنه سيء، والموجود منه منفذ منذ فترة طويلة وببواري البيتون المكشوفة في بعض الأماكن وغير المطمورة كما يجب، وبالتالي معرضة للتهشم والكسر بأي لحظة، إضافة لوجود نسبة 15% من المنازل غير مخدمة بالصرف الصحي، وحسب السيد شاهر يوسف فإن الأهالي يعانون من تسريبات الشبكة والروائح في عدة أمكنة.
وأضاف: هناك بعض التعديات على الطريق العام من قبل بعض الأهالي، ولا يتقيدون بحرم الطريق، وقد طرحت هذه المشكلة في المجلس البلدي، وتم اتخاذ قرار بإزالة التعديات، وهناك طريق فرعي ضمن القرية فيه حوالى خمسين متراً محفرة، وتشكل خطراً على السيارات والمارة وهي بحاجة للتزفيت والصيانة،
أما مياه الشرب فتتغذى القرية من محطة الرصيف وحسب السيد شاهر فقد أكد أنه ومنذ الثمانينات في القرن الماضي تم تزويد القرية مع قرى تل حويري والكرامة بخط واحد وللآن نتيجة ذلك لا نحصل على نصف حاجتنا من المياه لأن الخط قديم جداً، والمطلوب فصل تغذية خزان قريتنا عن خط القريتين المذكورتين، إضافة للتوسع الكبير للقرية وتزايد عدد العائدين إلى القرية في العشر سنوات الأخيرة، كما ويتم ضخ الماء للقرية كل أسبوع ولمدة ساعتين، وهذا لا يكفي، وهناك ضمن الشبكة التي نفذت منذ عام 1976 ما طوله حوالى 150 متراً مسطوماً، وبحاجة للصيانة والتبديل، لأنه والحال هكذا بحاجة لضغط الماء كثيراً لتصل لخزانات المواطنين، على الأسطحة وحتى الضغط لن يلبي الحاجة بوجود الجزء المهترئ من الشبكة.
في مدرسة القرية هناك سور آيل للسقوط ويشكل خطراً على الطلاب، ولحسن الحظ انتهى العام الدراسي مبكراً، كما أن خزانات الماء الخاصة بالمدرسة تآكلت وتفتت من الصدأ والمقاعد سيئة ومكسرة وبحسب السيد لؤي سعيد فقد تم التواصل مع تربية اللاذقية ووعدوهم بصيانة السور وتزويدهم بخزانات جديدة للمدرسة وهم إلى الآن بالانتظار.
آمنة يوسف