الوحدة : 12-5-2020
فنادق خالية، ومطاعم مغلقة، وحجوزات ملغاة وآﻻف من العمال تعطلت وظائفهم وبعدما اعتاد السوريون أزمتهم وتعايشوا معها، ونشطت السياحة الداخلية، أتت كورونا ودمرت ما أعيد تأسيسه، وقضت على آمال أصحاب المنشآت والعاملين فيها، وتوقفت أعمالهم، ففي الموسم الماضي عادت المنشآت السياحية رويداً إلى نشاطها ومزاولة عملها، وبدأت تعد عدتها ﻻنطلاقة جديدة، ومنذ انتشار الفيروس والواقع مؤسف إذ أن هذا الموسم موسم رحلات ومجموعات سياحية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة تأثرت على ما يبدو أكثر من غيرها ما يستدعي تدابير دعم وإنعاش لها.
وللوقوف عند حال هذه المنشآت كانت للوحدة وقفة مع بعض أصحابها حيث وضح مدير دور راحة عمال رأس البسيط باسل القصير أن اﻻتحاد أغلق أبوابه تماشياً مع الخطوة اﻻحترازية التي اتخذتها الحكومة للتصدي لفيروس كورونا مبيناً أن هذه الإجراءات أدت إلى تعطل الحركة السياحية بالكامل في المنطقة مع اﻻضطرار لتوقف بعض العاملين عن العمل إﻻ حسب ما تقتضيه الضرورة.
ومن ناحيته طالب صاحب منشأة رزوق السياحية سيبوه رزوق في كسب ضرورة تخفيض اﻷعباء المالية والضرائب المترتبة على أصحاب المنشآت وعدم تنفيذ حجز أو مخالفات ضدهم سيما أنهم كانوا متوقفين لفترة طويلة خلال فترة اﻷزمة السورية التي أرخت بظلالها على كل مواطن سوري وأضاف أنه تعرض للتهجير القسري من بلدته جراء هجوم المجموعات الإرهابية على البلدة ومع تأثر البلد بالفيروس تمخض عنه وضع ﻻ يحسد عليه، وذكر أن لديه 12 عاملاً دائماً، منهم 5 موسميين بحاجة للأجور التي كانوا يتلقونها من عملهم في المنشأة.
والحال من بعضه مع المقاصف والمقاهي المتوضعة على نهر زغرين فصاحب مطعمي النهر المهجور والمشهور أكرم زوباري لديه 40عاملاً منهم 8مصابي حرب يدفع أجورهم دون وجود إيرادات تسمح له باﻻستمرار في دفع أجورهم مبيناً أن هذه الفترة فترة ربيع ورحلات سياحية وأعياد دينية ونتيجة الوضع الطارئ وما فرضه وباء كورونا تم إلغاء جميع الحجوزات المسبقة التي كانت تشكل مردوداً مادياً مقبوﻻً يسعفه في تشغيل المطعمين والعاملين فيه.
مدير سياحة اللاذقية ياسر دواي بيّن أن قطاع السياحة من أكثر القطاعات تضرراً، مبيناً أن الموسم السياحي متوقف نهائياً في هذه الفترة بسبب تطورات فيروس كورونا، مضيفاً: حتى لو تم التحكم بالفيروس فإن انتعاش قطاع السياحة لن يكون متاحاً حالياً، ولأمد غير معروف وﻻ بد من تهيئة ظروف ملائمة لعودة النشاط إلى القطاع ومن الصعب اﻵن التكهن برقم معين لما فرضته هذه المحنة من تداعيات، وأضاف: في ظل المعطيات الحالية ﻻ يمكن توقع شيء بشأن القطاع وتضرره وإيراداته مشيراً أن الحكومة تسعى جاهدة ﻻتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي أزمة فيروس كورونا على القطاع السياحي وما نجم عنه من إغلاق معظم المنشآت السياحية وتوقف القطاع عن العمل نهائياً ونسبة الإشغال ضئيلة ولم يبق سوى ما تقتضيه الضرورة من العمال على رأس عملهم.
ومن جهتها قالت رئيس نقابة عمال سياحة اللاذقية فاطمة خليفة: من الطبيعي أن يتأثر القطاع السياحي جراء استمرار إغلاق المطاعم والمحال السياحية والفنادق ضمن اإجراءات اﻻحترازية للتصدي لفيروس كورونا مشيرة أن هذا كله انطلاقاً من حرص الحكومة على سلامة المواطن وصحته منوهة أنه تم وبتوجيه من رئيس اﻻتحاد العام لنقابة العمال في سورية جمال القادري ورئيس اﻻتحاد العام في اللاذقية منعم عثمان قامت النقابة برفع جداول بأسماء كافة العاملين الذين تعطلت أعمالهم للاتحاد المهني وأضافت أنهم متواجدون على رأس عملهم لتقديم خدماتهم للعمال الذين لم يتسن لهم تقديم بياناتهم عبر رابط الحملة الوطنية للاستجابة اﻻجتماعية الطارئة لمساعدتهم في استكمال بياناتهم.
الوباء عالمي حمل تأثيراً كبيراً على العالم كله وعلى كافة القطاعات ليس السياحة فقط حيث لم يعد هناك سياحة فأثر على أصحاب المنشآت بأن قل مرودهم وأثر على المواطنين بأن التزموا ببيوتهم ولكن (خليك ببيتك) أسلم حال وأضمن للصحة العامة للجميع واﻷمر مرحلي ﻷن بلدنا يمتلك مقومات سياحية تؤهله ﻷن ينتعش من جديد.
نجود سقور