الوحدة : 11-5-2020
جميعاً نعلم أن البالة ملجأ للفقراء ومتوسطي الدخل، حيث تؤمن لهم قطع الملابس اللازمة بأسعار مناسبة، وكثيراً منا كان يعتمد عليها في ظل الغلاء الفاحش في الأسواق، لكن في ليلة وضحاها استيقظنا على واقع صومالي وأسعار باريسية لمحلات البالة المنتشرة في طرطوس ومدنها، والحجج ذاتها في كل أزمة بالنسبة للتجار، ارتفاع الدولار، إغلاق الحدود، صعوبة تأمين البضائع، والمواطن دوماً في مقدمة من يدفع الضرائب.
في جولة لبعض محلات البالة رصدنا الأسعار التالية بحجة أنها بضاعة أوروبية وكريم و ما شابه…
قمصان نسائية ٦٠٠٠ آلاف
فساتين٧٠٠٠، ١٢٠٠٠ ألف
كنزات شبه عادية وقابلة لتكون ممسحة بين ٢٥٠٠و٣٠٠٠
وعلى واجهات المحلات اللافتة المعتادة (تنزيلات) لجذب المواطنين وما أن تدخل إليها لتجد نفسك في محل يضع تسعيرة ماركات عالمية جديدة.
فهل يعقل أن تصبح كسوة البالة مقصداً للأغنياء والفقراء وتتساوى مع الكسوة الجديدة، فيعود الفقراء لترقيع ما تبقى لديهم من ألبسة، مع الأخذ في الاعتبار أنه لا أحد منهم يلتفت لكون هذه القطعة ماركة عالمية أو صناعة وطنية ولا طاقة للمواطنين لكل هذه القشور، حيث أصبح همهم الوحيد تأمين الكسوة لأطفالهم وشبابهم بما يتناسب مع دخلهم الشهري.
رهف كمال عمّار