الوحدة : 11-5-2020
تتميز مهنة النجارة بأنها مهنة احترافية وذات إبداع شخصي وفني، فهي تحتاج لمزيد من القدرة على التصميم بالإضافة إلى الابتكار، خصوصاً أن هذه المهنة تدخل في الكثير من الصناعات وأهمها صناعة الأثاث المنزلي والمشغولات الخشبية المختلفة، وهي بلا شك لها الكثير من المتطلبات لإتقان العمل فيها، فالكثير من النجارين يستخدمون قدراتهم العقلية أو الخيالية الخصبة لتنفيذ الرسومات على قطع النجارة المختلفة، وهذه المهنة قديمة جداً، إذ فرضت طبيعة الحياة على الكثير من الأشخاص أن يجدوا طريقة ملائمة لصنع ما يحتاجونه من قطع وأساس وأدوات ومشغولات، فهي من الأنشطة الصناعية باستخدام أخشاب الأشجار في صناعة المنازل والأدوات التي نحتاجها في حياتنا اليومية.
ولرسم الخطوط الصحيحة لواقع مهنة النجارة وما يندرج على عاتق الجهات المعنية والعاملين بها حاولنا معرفة رأي بعض أصحاب تلك المهن، فقد قال فهد عزام صاحب ورشة موبيليا: النجارة فن وهواية بالنسبة لي قبل أن تكون حرفة، وحتى يصبح الشخص نجاراً يجب عليه الإلمام بهذا الفن وفهم قواعده الأساسية، فجميع من يقوم بممارسة هذه المهنة يجد متعة في رؤية ما يصنعه من فرش منزلي متمثل بالكنبايات وغرف النوم وغرف الأطفال وأبواب خارجية وداخلية للمنازل بالإضافة إلى بعض البراويظ واللوحات الجدرانية والكراسي وتختص بكل ما يتعلق بالأخشاب على مختلف أنواعها وأشكالها سواء كانت طبيعية أو مصنعة، حيث يوجد في المحافظة عدد لا بأس به من الأشخاص الذين يزاولون هذه المهنة لكن القليل منهم وصل إلى الاحترافية في هذا المجال ويعود ذلك لغياب تعليم المبادئ والأساسيات في التطبيق العملي بتنفيذ التصميمات الذي يؤدي إلى الاحترافية في تنفيذ الأعمال وذلك باستخدام الأدوات المختلفة، ولكن أسعار الأخشاب بمختلف أنواعها مرتفعة، كما أن مستلزمات الصناعة كذلك مرتفعة أيضاً، فسابقاً كان الكثير من الناس يلجؤون إلى تفصيل الأثاث المنزلي وبأسعار مقبولة على عكس هذه الأيام التي تشهد ارتفاعاً مبالغاً فيه فقل الطلب على هذه الصناعة.
سعد وسوف صاحب ورشة نجارة عربية قال: إن حرفة النجارة لها عدة تخصصات فقد نجد نجاراً لديه ورشة مخصصة بكافة أعمال النجارة تضم فنيين يعملون بكافة المجالات كما وهناك ورشات مخصصة في صناعة الأثاث المنزلي والمكتبي وهي تقوم بصناعة غرف النوم والطعام والكراسي وغيرها وهناك ورشات مهنتها الأثاث الخارجي التي تهتم بصناعة طاولات البامبو وهي بشكل عام توجد في النوادي والحدائق، وتوجد ورشات تقوم بصناعة الأبواب والشبابيك وعمل البراويظ الخشبية وغيرها من الديكورات الخشبية وهذا النوع يحتاج إلى دقة في التصميم والتنفيذ، وفيما يخص هذه المسألة هناك ورشات تهتم في وضع أثاث للأبنية كالأسقف والسلالم الخشبية التي تصنع من الأخشاب، فالكثير من المواطنين يقومون بتلبيس جدران المنازل بطبقة خشبية التي تعتبر من إحدى الديكورات الرائجة وهي بلا شك تحتاج إلى خبرة وفن في التعامل مع الأخشاب من حيث النوع المناسب لتحمل الرطوبة وبخها بمواد مقاومة للتغيرات البيئية.
توفر المواد الأولية ونقص في الأيدي العاملة
السيد جهاد برو رئيس اتحاد الحرفيين قال: تعتبر مهنة النجارة من المهن الهامة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية لما لها من دور هام في تلبية الاحتياجات المنزلية للمواطن ولكن في ظل الأحداث الجارية هناك تقلص خفيف في عمل هذه المهنة المتعلق بأسباب وظروف عديدة، وحول آلية عمل هذه المهنة في المحافظة بشكل عام فإن أصحاب هذه المهن لا يزالون على رأس عملهم ويقومون بالعمل على أكمل وجه حيث يوجد ما يقارب ال ١٥٠٠ حرفي مع ورشاتهم في مدينة اللاذقية وحوالي الـ ٢٠٠٠ حرفي في المحافظة ككل أي مع الأرياف الذين يعملون بالنجارة العربية والإفرنجية والموبيليا وتنجيد الكنبايات وجميع ما تم ذكره في هذه المهنة والحرفة تابعة لجمعية النجارين، وما يندرج على عاتق اتحاد الحرفيين حول تصحيح مسارات العمل في ورش النجارين بالمدينة طالبنا في الكثير من الاجتماعات والمؤتمرات التي كانت تعقد في هذا الشأن حول أهمية تحديد آلية إيجابية مناسبة لهذه المهنة الهامة، ومن خلال ذلك اجتماعنا مع السيد محافظ اللاذقية فقد تم تخصيص مقاسم بالمنطقة الخضراء من أجل تبديل الصفة التنظيمية لتصبح مقاسم للإخوة الحرفيين وتمت دراستها في مجلس مدينة اللاذقية وتحويلها إلى مديرية الخدمات الفنية لعرضها على اللجنة الإقليمية ليتم بالنهاية توزيعها على كافة الإخوة الحرفيين والمهنيين، وعليه تم تأمين موقع في المنطقة الصناعية لـ ٣٠٠ حرفي من عام ٢٠٠٠حتى اليوم، وبعد الدراسة المستفيضة سيتم تأمين ١٢٠٠مقسم لـ ١٥٠٠ حرفي حتى تنتقل المهنة بشكل كامل من المدينة إلى المنطقة الصناعية وهي شبه مخدمة تقريباً وتم التعاقد بشكل نهائي مع مديرية الإنشاءات لمشروع التمديدات الكهربائية، وبتوجيه من السيد المحافظ إلى مجلس المدينة من أجل تأمين المقاسم إلى باقي الحرفيين الذين لم يتم تخصيصهم حتى الأن.
وأكد برو بأن صناعة الموبيليا صناعة عريقة جداً فهي تشهد تطوراً مستمراً مع وجود الكثير من المختصين في صناعة هذا الفن العريق، فقبل الأزمة كانت تصدر إلى إيطاليا وفرنسا ومن خلال الورشات الموجودة في سقبا وحمورية كانت تصدر إلى كافة أنحاء العالم وتستورد فقط جاهزة.
وحول الصعوبات والمعوقات التي تعترض سير صناعة الأخشاب والموبيليا أوضح برو بأنه لا توجد صعوبات تذكر حيث أن كافة المواد الأولية ومستلزمات الإنتاج في هذه الصناعة متوفرة في الأسواق بشكل جيد ولكن هناك معاناة في نقص الأيدي العاملة فقط.
بثينة منى