الخضار.. شؤون وشجون

الوحدة : 7-5-2020

الوضع المعيشي الصعب يضيق الخناق على المواطن وينكد عيشه نهاره وليله، فمنذ بداية الحجر الصحي، مروراً بالشهر الفضيل  الذي يفرض على الناس شراء الكثير من السلع الغذائية وغيرها، وأسعار الخضار والفواكه ترتفع بشكل جنوني إلى درجة الغليان والفلتان وتحلق عالياً دونما رحمة أو رأفة بالناس الذين يقفون عاجزين عن تأمين مستلزماتهم وحاجاتهم.

الغلاء الشامل للخضار والفاكهة وخاصة البطاطا والبندورة والحمضيات مشهد متكرر يعيشه المواطن يومياً في تفاصيله الحياتية والمعيشية والاقتصادية والاجتماعية في ظل غياب الرقابة والمحاسبة الرادعة والقامعة لتجار الحروب والأزمات، وليست أسعار المواد الأخرى بأفضل حالاً منها، وصار المواطن يتأرجح على حبل الغلاء الذي يتلاعب به التجار والباعة على هواهم ودون حسيب أو رقيب ودون الرجوع إلى أحد  وبانتظار معجزة تنقذه منه.

الغلاء وتأزيم الحياة المعيشية للمواطن أبطاله التجار الجشعون وضحاياه الفقراء المساكين، يجب ضبط فوضى أسعار الفاكهة والخضار خاصة وأن الدخل الحقيقي للمواطن في تناقص مستمر وأسعار المواد والسلع الغذائية في ارتفاع متزايد وأكثر بكثير من قدرة الراتب أو الأجر الذي يتقاضاه على اللحاق بها في ظل تمادي التجار والموردين في جشعهم والتحكم بلقمة عيش المواطن والبحث دائما عن منافذ جانبية تحقق لهم مضاعفة الأرباح.

المطلوب كبح جماح التجار وضعاف النفوس من التلاعب بأسعار المواد الأساسية والسلع الضرورية للمواطنين ودعم العملية الإنتاجية الزراعية والتسويقية وإنتاج السلالات الرائجة من البندورة والبطاطا المرغوبة للمستهلكين والمقاومة للأمراض والمناسبة للبيئة المحلية في مختلف المحافظات، وعدم تفضيل شريحة قليلة من التجار الجشعين على حساب السواد الأعظم من بقية أبناء الشعب، وعدم استيراد منتج غذائي يضر اقتصادياً وإنتاجياً كالبطاطا مثلاً، ويخلق باباً واسعاً للمضاربة ومزاحمة الإنتاج الوطني ويؤدي إلى كساده وتكبيد الفلاحين خسائر فادحة، ورفض طلبات الاستيراد المقدمة لاستيراد للمحاصيل المشابهة للمنتجات الوطنية، وتوفير المبالغ الطائلة على خزينة الدولة.

علينا قراءة المشهد العام للإنتاج الحقلي الزراعي في القطر والطاقة التخزينية والاستيعابية للبرادات لضبط تحليق أسعار الخضار والفاكهة التي هي على تماس مباشر مع الاستهلاك اليومي للمواطن وتلبية طلبات المزارعين للتوسع في زراعة الخضار والمحاصيل الضرورية بعد أن صارت البطاطا المستوردة ضيفاً ثقيل الظل على مزارعنا وأسواقنا وجيوبنا، لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي وتحصين المواطن والوطن، وأن الغلة الإنتاجية هذا العام كانت وفيرة من الخضار والفاكهة ولا مكان للخضار المستوردة بينما أسواقنا تعاني التخمة والوفرة من الإنتاج المحلي.

المطلوب تكثيف الرقابة التموينية على الأسواق وضبط  المنافذ الحدودية غير الشرعية ومنع تهريب المحاصيل الوطنية إلى الدول المجاورة، وتعاون المواطنين مع مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك للإبلاغ عن المحال والبسطات التي تتقاضى أسعار زائدة للحد من الغلاء وقمع أساليب الاستغلال والذرائع التي يتلطى خلفها التجار وفرض العقوبات الصارمة الرادعة بحق المخالفين.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار