الوحدة: 6-5-2020
سياسة الحجر الصحي الكلي التي تتبعها بلدان العالم للحد من انتشار فيروس كورونا، كان لها أثر إيجابي على الحياة الإنسانية، لأنها تسببت في انخفاض النشاط الصناعي مما أسفر الحد من تلوث الهواء، وبالتالي إنقاذ آلاف الأرواح التي كانت تموت سنوياً بفعل تلوث الهواء.
حسب ما يرى الاختصاصيون في مديرية البيئة باللاذقية أن انخفاض التلوث البيئي في العدد من المدن الاقتصادية العالمية، وربط هذا الانخفاض بالحجر الصحي، وأن غيمة التلوث انخفضت مستوياتها في العديد من الدول الأوروبية بشكل ملحوظ في مستويات ثاني أوكسيد النتروجين وبشكل تدريجي بعد دخول المدينة في حجر صحي شل حركة كل القطاعات الاقتصادية.
انخفاض مفاجئ في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري تزامناً مع إغلاق المصانع وشبكات النقل والشركات.
ويحذر العلماء من عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل ظهور الفيروس مما قد يؤدي إلى ارتفاع نسب التلوث إلى مستوى أعلى، مما كانت عليه من قبل، وذلك بسبب السعي لتعويض الخسائر التي تراكمت بسبب الإغلاق.
إن ثمة عوامل عديدة ساهمت في تخفيض الانبعاثات، على رأسها القيود المفروضة على حركة المواطنين لمنع انتشار الفيروس إذ تسهم وسائل النقل وحدها بما يصل إلى 23% من الانبعاثات العالمية للكربون.
توقعات إيجابية
انخفاض الانبعاثات العالمية في عام 2020 بنسبة 0.3%، وقد لا تعود إلى معدلاتها السابقة في حال ركزت جهود دفع عجلة النمو الاقتصادي على قطاعات الطاقة النظيفة، كما أن تغيرات سلوكيات الناس بسبب جائحة كورونا قد تساهم أيضاً في الحد من انبعاثات الكربون.
في دراسة لخبير الموارد البيئية مارشل بورك حول انخفاض التلوث في الصين قدر عدد الأرواح التي نجت نتيجة شهرين من الحد من التلوث بـ 4000 طفل دون سن الخامسة، و73 ألف بالغ فوق سن الـ 70 عاماً.
مقارنة بذلك بالطبع فإن هذا العدد أكبر بكثير من عدد الوفيات العالمي الحالي من الفيروس نسبه، وخلصت الدراسة أن هذا الانخفاض في معدل تلوث الهواء سينقذ حياة أشخاص بمقدار يعادل 20 ضعفاً من عدد الوفيات الناتج عن كورونا.
هواء المدينة بات أنظف
يمكن القول إنه ليس هناك أهمية لهذا الانخفاض على المدى الطويل، ومع ذلك إن هذه التغييرات مفيدة على المدى القصير، وبشكل عام يؤثر مستوى تلوث الهواء على صحة القلب والرئة، مثلاً في البندقية، المياه في القنوات أصبحت أنقى وشهدت زيادة في جود الأسماك والطيور المائية ويعود السبب إلى زيادة ترسيب الرواسب التي تعطلها القوارب وذكر انخفاض تلوث الهواء على طول الممرات المائية.
دراسات عالمية
تراقب وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية كيفية انخفاض غازات ثاني أوكسيد النيتروجين بشكل ملحوظ خلال المراحل الأولى من الجائحة للفيروس في الصين.
وقد أدى التباطؤ الاقتصادي الناجم عن الفيروس إلى انخفاض مستويات التلوث بشكل كبير، خاصة في مدن مثل ووهان في الصين بنسبة 25% وتستخدم وكالة ناسا أداة رصد الأوزون لتحليل ومراقبة طبقة الأوزون والملوثات مثل: ثاني أكسيد النتيروجين NO2 والهباء الجوي وغيرها.
على الرغم من الانخفاض المؤقت في انبعاثات الكربون العالمية، حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن الاضطراب الاقتصادي الناجم عن تفشي كورونا قد يمنع أو يؤخر الشركات من الاستثمار في الطاقة الخضراء.
ومع ذلك عززت فترات الحجر الصحي الممتدة الاعتماد على سياسات العمل عن بعد. ونتيجة الاستخدام غير المسبوق لأقنعة الوجه التي يمكن التخلص منها، يتم رمي أعداداً كبيرة منها في البيئة، مما يزيد العبء العالمي للنفايات.
وكشفت أبحاث مختصين وراصدين لتطورات البيئة في الكوكب أن تفشي الفيروس الذي أرعب العالم له وجه إيجابي، إذ حصلت تغييرات إيجابية على البيئة من ضمنها انخفاض التلوث في الهواء وتعاف في طبقة الأوزون، انخفاض مستوى التلوث الهوائي ووفقاً للتقارير التي نشرت قال باحثون في مدينة نيويورك الأمريكية إن الدراسات المبكرة شهدت انخفاضاً حاداً بنسبة أول أكسيد الكربون، الذي تنتجه بشكل رئيسي السيارات، وصلت إلى 50% مقارنة بالعام الماضي.
مريم صالحة