وقفة….

الوحدة : 4-5-2020

 مع أننا نعيش الأجواء الروحانية لشهر رمضان المبارك إلا أن بعض الفضائيات مصرة على جرح صيام الصائمين بما تبثه من مواد بعيدة كل البعد عن هوية هذا الشهر الكريم دون مراعاة لمشاعر الصائمين ودون خجل، وكأنها تؤدي المهمة التي تغلّ من أجلها مرده الشياطين فنقول لهم لا تخشوا شيئاً فنحن سنقوم مقامكم دون أن يقترب منّا أحد فنحن في زمن الفضاء المفتوح على مصراعيه والحرية المطلقة في جوانب القيم والأخلاق والفئة المستهدفة طبعاً هي فئة الشباب ولذلك ظهر ما يعرف بالأغنية الشبابية والحوارات وهلمّ صبراً في كل ممنوع مسكوت عنه ومع أنّه من الخطأ بمكان عدا الاستماع لصوت الشباب أو الجيل الجديد وعدم إعطائهم الحق في التعبير عن مكنونات أنفسهم ورغباتهم فإنه من الخطيئة أيضاً أن تكون هذه الحرية مطلقة إلى درجة تخدش الحياء العام وتجافي ذوق المجتمع الشرقي، ولعل دور الأجيال الأكبر سناً في أي مجتمع منه المجتمعات هو نقل الثقافة من جيل إلى آخر للاحتفاظ بالخصوصية المجتمعية وصيانة الهوية الثقافية وذلك ليست فيه وصايا أخلاقية على عقول ناشئة، وإنما هو واجب التوصية والتربية ولكن ما يحدث الآن من خلال الفضائيات التي تقترب إلى حد كبير من الإباحية هو تشويه القيم وهدفها إلغاؤها وخلق مفاهيم جديدة وللأسف فإن تلك الفضائيات لا هم لها سوى جمع أكبر قدر من الأموال فهل من وقفة نراجع فيها أنفسنا، وهل من تقنين يضبط سلوك هذه الفضائيات التي لا تخدم أحداً سوى جيوب أصحابها ولا تقدم إلا رسالة إعلامية أو ثقافية أو مجتمعية وإنما جلّ ما تقدمه هو الإسفاف والإضرار بالمجتمع وسوف تكون عواقبها على الجيل القادم كارثية.

 وإن لم تظهر الآن فسوف يلمس الجميع نتائجها الضارة خلال الثلاث أو الأربع سنوات المقبلة.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار