معانٍ رمضانية…

الوحدة : 29-4-2020

مازلنا نعيش في بداية أيام الرحمة وقد بلغنا رمضان بعباءة سحرية نلهب الوجدان مع تسليمنا بما أصاب هذا الوجدان من تشوهات تؤلم المشاعر، فالكثير من الناس لم يأخذ من الشهر الفضيل معانيه السامية من تضحية وإيثار وتسامح وصفح..

ويأتي العلم الحديث ليثبت ما لهذه المعاني من آثار بالغة على الصحة النفسية للفرد، والتي تنعكس إيجاباً على الصحة الجسمية ويؤكد العلماء أن التسامح ذلك الخلق النبيل من أهم ما يعزز نظام المناعة الذي يعد من أهم أجهزة الجسم كما أنه يحقق الرضا عن النفس وعن الأخر.

ولو نظرنا إلى رمضان لوجدناه حزمة توبة من الأخلاق العالية فلو كان رمضان رجلاً لجاء رجلاً حسن الهيئة والخلق فلماذا نعكر لياليه الصافية بالغيبة والنميمة وتمني زوال نعمة الغير, بدل أن نقضيها في التسبيح والصلاة وزيارة الأقارب ومساعدة المحتاجين؟

ومن يتفكر في المعاني السامية لهذا الشهر يجدها تزكي النفس البشرية وترتقي بها إلى ملكوت أعلى من الأرض بكثير..

ولعل المعنى الظاهر للناس من الصيام هو الامتناع الحسي عن ملذات الدنيا ولكن هناك ممنوعات كثيرة يغفلها الناس فيصومون عما أحل الله ويفطرون على ما حرمه وهناك من يقضي الليالي الطوال ساهراً مع الأصدقاء في لعب الورق والتدخين حتى إذا ما طلع النهار نام ولم يستيقظ إلا على آذان المغرب ليبدأ من جديد فكيف يكون هذا صائماً؟

وهناك من يمضي نهاره مشدود الأعصاب لا يستطيع أحد أن يكلمه إلا ويرد عليه غاضباً وكأنه يخضع لعقاب قاس اسمه الصيام فأين منه أخلاق الصائم؟

وهناك من يقضي الليل والنهار في متابعة الأفلام والمسلسلات التي يسمونها رمضانية ولا أدري من أين جاؤوا لها بهذه التسمية مع أنه من الممكن عرضها في أي وقت من السنة ولكنهم يخصصون لهذا الشهر الفضيل وكأنهم يعدونه شهر الأفلام والمسلسلات فيعرضون فيه منها مالو تم توزيعه على جميع شهور العام لكان كافياً لتغطية جميع دورات السنية ولكننا للأسف لا ندرك حقيقة هذا الشهر فنفسد جماله بتصرفاتنا الفردية ونحو معانيه على ثكل لم نسبق إليه فهل سيغادرنا الشهر الفضيل من دون أن نأخذ من معانيه السامية شيئاً.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار