الوحدة : 28-4-2020
(أرى أن المعقمات تقضي على فيروس كورونا في دقيقة، دقيقة واحدة، هل من طريقة للقيام بشيء مماثل مع حقنه في الجسم؟) هذا ما تشدق به رئيس أقوى دولة في العالم خلال اعتلائه منبراً لمؤتمر صحفي أقيم يوم الخميس الواقع في 23-4-2020
ترامب خرج إلى العالم بعد أن مسح غرته الشقراء (بالبريانطين) وأخرج من فِيهِ خطيئةً تؤكد قول السيد المسيح فيها بأنها في ما يخرج من الفم لا في ما يدخل إليه. مليونير متمرس في إدارة الاقتصاديات يعتلي هرم أعتى دولة في العالم يقترح حقن المرضى بالمطهرات علّ ذلك يقضي على الفيروس في الأجسام كما يقضي عليه في حواف المدارج وقبضات الأبواب! تعرض حالب الأموال وفارس ميادين الانتخابات إلى انتقاداتٍ طالته من وسائل الإعلام المحلية والعالمية واضطرت الشركات المصنعة لمنتجات التنظيف والتطهير (لايسول، ديتول) إلى إصدار تنبيهات تحذر من استهلاك منتجاتها شرباً أو حقناً! كما أصدرت وكالات الصحة العامة تحذيرات بهذا الخصوص.
الكثيرون وصفوا ترامب قبل هذا التصريح بالمعتوه والكثيرون يؤكدون اليوم صحة هذا الوصف بعد هذا التصريح، لكن استحقاقات هذا الوصف وتداعيات هذا النقد لم تتعد بضع سطور كتبت على الورق هنا أو نُضّدت على الصفحات الالكترونية هناك، وكأن لسان حال البشر يُحدث بالمثل الشعبي القائل:(فرفور ذنبه مغفور).
هذا المعتوه وقف أمام من انتخبوه يوماً وقال: لقد استقدمت إلى خزينة الولايات المتحدة أربعمائة مليار دولار باتصال هاتفي واحد مع ملك السعودية.
هذا المعتوه رقص مع حكماء ممالك الرمال بالسيف وهز جيوبهم قبل أن يهز فنجان القهوة العربية المطعم بالهال معلناً عن نهاية جولة الرقص وبدء جولة الحلب.
هذا المعتوه منح الحكماء زوجته الشقراء مئة مليون دولار على هامش رقصة السيوف كمساعدة لمكتب تشغيل النساء في الولايات المتحدة الفقيرة!
هذا المعتوه جلس أمامه يوماً كبير حكماء مجاهل النفط والرمال يناظر قطعاً كرتونية طبعت عليها صور الأسلحة التي يتوجب عليه شراؤها، قال له المعتوه: هذه لا تساوي بالنسبة لك إلا قروشاً! قهقه يومها كبير الحكماء بحكمته المعهودة.
هذا المعتوه أحاطه حكماء الأعراب يوماً عندما أعلن مع صديق عتهه القديم نتنياهو صفقة القرن وصفقوا لهما حتى كادت الأذرع تفارق أكتافها.
إلى مكتب هذا المعتوه يتراكض بعض الأعراب مشمرين عن السيقان جلابيبهم أو عاقدين لربطات أعناقهم علهم يصيبون من العته نصيباً فيزدادون فوق حكمتهم حكمةً ويسجل لهم التاريخ فوق مآثرهم في الفروسية مآثراً.
إلى هذا المعتوه يتقاطر أشاوس الربيع العربي يطلبون منه مجداً دون أن يدركوا (بحكمتهم الوفيرة) أن العسل لا يطلب من وكر الدبور.
ليس العته في قول حقن الجسم بالمعقمات لكن العته في فعل الرقص مع المعتوه.
شروق ديب ضاهر