حملة نظافة على الأقبية (وين كنتوا من زمان)؟

الوحدة : 27-4-2020

سبحان مغيّر الأحوال من (لوية بوز) وتحجج بضعف الإمكانات (آليات ومحروقات) إلى تباهٍ أمام  كاميرات كورونا (شوفونا عم نظّف).

مجلسا مدينة اللاذقية وجبلة يتباريان في مضمار السباق أيهما يغطس أعمق في مستنقع إهماله وينتشل أكثر من تلال تقاعسه، حملة (صورني وأنا عم نظّف)، (مستمرون، إنت بس خليك بالبيت) وأهم ممن قام بالتنظيف هو من أشرف عليه! (تمت الأعمال بحضور أمين سر المجلس وعضو مكتب تنفيذي) بعد دخول فترة الحظر يستعرضان صورهما أمام تلال القمامة، المخلفات، الأنقاض، وسواها، ولا تكتمل الحملات إلا بسماع الموشح (المشروخ) عن تعنيف مواطنٍ خرّب الطبخة، يرمي القمامة ويقعد على تلها، سيارة لمجلس المدينة سرحت مكبراتها في شوارع اللاذقية (نهيب بالمواطنين رمي القمامة بالحاويات)، وكتّاب السيناريست عن القمامة طعموا منشوراتهم بالعبارات الملغمة (وجيبة، قبو، مليء بالأوساخ الناتجة عن الرمي العشوائي من شرفات المنازل).

تشبه عملية التنظيف الفتح المزاجي لملفات بعض الفاسدين بمناسبة ومن دون مناسبة، حلاقة (عالزيرو).

التصدي لكورونا هنا تمشيط (عالناعم)، يذهب عمال النظافة وعيونهم مغمضة، لبؤر قمامة قرّبت كورونا أجلها، حفظوها عن ظهر قلب، لا يحتاجون من يدلهم على مكانها، بعد أن كانوا يشيحون بوجههم عنها كل يوم. 

يدان المجلسان من حيث يراد أن يمدحا، (وين كنتوا من زمان) عندما كانت النظافة في مؤخرة الاهتمامات ومقدمة الأولويات.

في اللاذقية يسوق مجلس المدينة لعمله بالشطف والتنظيف في  شوارع: الصناعة القديمة، سوق الغافقي، المغرب العربي، سوق الريجي القديم.

 مكافحة الحشرات في: الطابيات، بستان الصيداوي، حي القصور، بسنادا وضاحية بسنادا.

 رش حاويات القمامة في عين أم ابراهيم.

مغازلة المقص لأوراق أشجار النخيل على طريق الحرش، وجز العشب في الجزر الوسطية-  طريق الشاطئ الأزرق، وترحيل بقايا الأنقاض قرب المرديان ومطعم مانويلا.

في جبلة الحملة لتنظيف أقبية (مليئة بالأوساخ) وهذه العبارة وقود  خطاب تكرر كثيراً القصد من ورائه الإشارة إلى جسامة الجهود المبذولة في الترحيل، في حين أن تراكمها زمني، فهي لم تهبط بين يوم وليلة: خلف الرابطة الفلاحية في حي الجبيبات الشرقية، أمام بناء المحامين وخلف المحكمة، خلف شعبة الحزب، في حي سكن الصناعة، وفي حيي النقعة والفيض، وأقبية في شارع الملعب، و…

 أما التعقيم فيؤرخ القيام به ما بعد كورونا، وقبل لم يكن على أجندة الأعمال البلدية!، وهو المرحلة المستهدفة التالية للإزالة الفيزيائية للقمامة والأنقاض، تعقيم (ع نظافة)، لكنّ التصدي لكورونا خفَت وهجه، بعد فتور الحماس للإجراءات الاحترازية، وفك عقدة الخوف من شبح كورونا، ما لهذا من تبعات قد لا تحمد عقباها، فحذارِ عندما لا ينفع الندم!

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار