الذبول والتعب…

الوحدة : 27-4-2020

 هبات ساخنة من الذبول والكسل تجتاح الجسد والعقل أحياناً, تكبح همتك على العطاء والابتكار وتعيدك  إلى مقاعد الاحتياط في لعبة الزمان التي يتنافس فيها الوقت مع البشر، ذبول  وتعب مفاجئان لا تفسير لهما يقتحمان عالمك ليبعداك عن كل مخططاتك المستقبلية القريبة منها والبعيدة فتتكدس المشروعات الصغيرة في ذهنك ويتأجل تنفيذها إلى بعد حين، لكن  الخوف من انتهاء الوقت قبل الأوان يزيد من مأساتك الفريدة إذ تود لو تعمل بجهد مضاعف ولكنك لا تسطيع بسبب ذلك الذبول الذي يفقدك نضارة التفكير والقدرة على العمل ما يعني ازدياد حدة القلق والتوتر من سيف الوقت المسلط على عنقك المتيبس، هذه الحالة بدأت تتزايد في الفترة الأخيرة، وراحت الفترات بينها تتناقص شيئاً فشيئاً حتى باتت متقاربة جداً ما جعل خوفك من تلاصقها يلازمك في حلك وترحالك في ليلك ونهارك إلى أن بات الأمر يسرق النوم من عينيك ويزيدك تعباً فوق تعب فتدخل في دائرة مغلقة تثير الزوابع في نفسك وتشتت قدرتك على التركيز والاختيار الصائب.

 مشكلتك المتصاعدة سوءاً التي اعتقدت أنها مشكلة شخصية وفردية بدأت تلمسها لدى عدد ليس قليلاً  من زملائك  أو  أصدقائك الأمر الذي خفف من روعك وأثبت أن الحالة شبه عامة لها أسبابها ودوافعها وإن اختلفت نسبة انعكاساتها السلبية على حياة هذا الفرد أو ذاك بحسب درجة الإحباط والقنوط اللذين يعانيهما وبحسب التفاصيل الأخرى الخاصة بشخصية كل واحد منا.

 ولكن على الرغم من ذلك انبثق وجل من نوع آخر راح يتسلل إلى نفسك من مصير المكان  الذي تعيشون فيه لو استمر ذلك الذبول والكسل الجماعي فترة طويلة هذا الوجل حفر ذاكرتك فاستعدت ما قاله لقمان لابنه (يا بني إياك والكسل والضجر فإنك إذا كسلت لم تؤد حقاً وإذا ضجرت لم تصبر على حق) وقد  قيل من (نظر في عواقب الأمور سلم من آفاق الدهور) وهنا بدأت  تتذمر  من وضعك المزعج وتبحث عن بريق ضوء ينير دربك ويخلصك من حالة الهمود الغريبة فشحذت قوتك وأغلقت جعبة همومك وأعدت توجيه بوصلتك إلى الطريق  الصحيحة نحو بوابة الشمس  لتوصلك إلى ذاك المكان البهي الذي يرفل بالحرية والسعادة والطمأنينة والحب والجمال.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار