الوحدة : 26-4-2020
تتابع دائرة زراعة جبلة الواقع الزراعي وذلك من خلال جملة الأنشطة التي تنفذ ضمن إطار الخطة الزراعية الخاصة بهذه المنطقة التي تعد من المناطق الزراعية التي يشكل القطاع الزراعي المصدر الرئيسي لمعيشة شريحة واسعة من السكان وفي حديث مع المهندس أحمد المحمد رئيس دائرة زراعة جبلة أخذنا لمحة عن واقع أهم المحاصيل التي تجود بها المنطقة اهمها الحمضيات والزيتون والزراعات المحمية والتبغ التي تعد المحاصيل الاساسية لجبلة وريفها.
خدمة لمحصول الزيتون
في الجانب المتعلق بالزيتون أشار رئيس الدائرة إلى وصول المساحة المزروعة بها إلى ١٤٩ ألف دونم وعدد الأشجار المثمرة منه إلى ٣٢١٩٣٢٧ شجرة التي قدر متوسط إنتاج الواحدة منها في الموسم الماضي ١٧ كغ علماً بأن أهم الأصناف المزروعة من هذه المزروعة في جبلة هي الخضيري والدرملي وغيرها، أما أسعار زيتها فقد تراوح ما بين ٣٠ ألف ليرة للأخضر و٤٠ ألف ليرة لزيت الخريج المعروف في جبلة بعد الإشارة إلى وجود مشكلة تسويقية ترتبط بالتكاليف العالية للإنتاج إن كان للحراثة والنقل والمبيدات والعصر والقطاف وغيرها من العمليات الخاصة بإنتاج هذه المادة التي تعتبر من المواد الضرورية للمستهلك، أما بالنسبة لواقع المحصول لهذا الموسم فقال م. المحمد بأن المرحلة الحالية هي مرحلة إزهار الزيتون وبداية تشكل العنقود الزهري والتي تتسم بالجودة حتى الآن وذلك نظراً للعمليات التي تمت لخدمة أشجار الزيتون التي تمت من خلال الوحدات الإرشادية وبالتنسيق مع الوحدات الإرشادية والفلاحين والتي شملت مكافحة مرض عين الطاووس في الفترة الخريفية وحاليا للفترة الربيعية والتي تتم من خلال المرشات التابعة لمديرية زراعة اللاذقية والمبيدات المقدمة من الفلاحين والتي تهدف لمكافحة بعض الإصابات الموجودة لهذا المرض في بعض مناطق جبلة وريفها.
أما بالنسبة للأمراض الأخرى الموجودة في جبلة فقال بأنها تشمل مرض البسيلا الذي سجل وجوده على نطاق ضيق والذي يتابع من قبل دائرة الزرعة بغية مكافحتها على نطاق أوسع في حال بلوغه العتبة الاقتصادية بعد الإشارة إلى أن خدمات المحصول من قبل الزراعة والفلاحين خلال الفترة الماضية قد شملت تقليم الأشجار وتسميدها وحراثتها وإنجاز مختلف العمليات القاسية عليها التي تصح رئيس الدائرة بعدم أجراء أي منها في المرحلة الراهنة مرحلة الإزهار لكون إجراء مثل هذه الأعمال يمكن أن يؤثر على الشجرة وعلى حملها من خلال التأثير السلبي على عقد الأزهار.
الزراعة الأنسب لساحلنا
أما بالنسبة للمحصول الأكثر أهمية بالنسبة لفلاحي المنطقة المتمثل بالحمضيات فقال رئيس الدائرة بأن المساحة المزروعة به تصل إلى ٧٤ ألف دونم والإنتاج منه إلى نحو ٦٢ ألف طن مبيناً أن المرحلة التي وصل إليها إنتاجياً هي مرحلة الأزهار التي تتم بشكل جيد أما تسويقياً فقد لفت رئيس الدائرة إلى التحسن الكبير بأسعار المادة التي وصل تسويقها إلى المرحلة الأخيرة، مرجعاً هذا التحسن الى التسويق الخارجي إلى أسواق العراق والخليج ناهيك عن تحسن التسويق الداخلي منه إلى باقي المحافظات مشيراً إلى أن الأسعار الحالية للمادة تصل إلى ما بين 1300و1800 للحامض و600-800 ليرة للبلانسيا وبين 300-400 ليرة للكريفون وقال رئيس الدائرة بأن هذا التحسن جاء بعد الوضع التسويقي السيئ الذي عانى منه المحصول في بداية الموسم والذي تلا سنوات من الخسائر التي وقع بها الفلاح وذلك لغياب التسويق الجيد وارتفاع تكاليف الإنتاج (مبيدات، حراثة، نقل، عمل، عمال وعبوات) والتي ألحقت خسائر بالفلاحين الذي لجأ بعضهم إلى قلع أشجار الحمضيات وزراعة أنواع أكثر جدوى منها وهو الأمر الذي قلل رئيس الدائرة من حجمه كون القلع تم لأشجار غير منتجة وتحتاج للتجديد ولكون الزراعات البديلة كانت أقل جدوى اقتصادية ولم تثبت نجاحها كشجرة الحمضيات الملائمة بيئياً للساحل ومناخه وظروفه الجوية علما بأن معظم هذه الأنواع لا تدخل في خطط الزراعة ودخلت تهريباً وتعرض الفلاح للابتزاز للحصول عليها بأسعار غالية (النباتات الاستوائية) ناهيك عن كونها بحاجة لدراسة لمعرفة تناسبها مع بيئية المنطقة ومدى جدواها الاقتصادية مقارنة بالمحاصيل الأخرى.
ارتفاع تكاليف
وحول واقع الزراعات المحمية في جبلة والتي يصل عدد البيوت البلاستيكية الموجودة فيها إلى نحو ١٠٥٠٠ بيت، فأشار م. المحمد إلى وصولها الى المراحل الأخيرة من الموسم الطويل لافتاً إلى أن ٧٥ بالمائة من هذه البيوت مزروعة بالبندورة وبالكوسا بالدرجة الثانية مؤكداً تحسن أسعار منتجات هذه البيوت ولاسيما البندورة التي يصل متوسط أسعارها حالياً إلى ما بين 600-800 ليرة سورية للكيلو يليها الباذنجان البلاستيكي الذي يتراوح سعره ما بين 200-300 ليرة فالخيار البلدي بواقع 375-400 فالكوسا بما يصل إلى ما بين 175-250 ليرة وذلك وفقاً لأسعار سوق الجملة في رأس العين بعد الإشارة إلى أن أسعار الكوسا تراجعت نتيجة لوصول الزراعات منه في البيوت المكشوفة إلى مرحلة الإنتاج أما الارتفاع في الأسعار فقال رئيس الدائرة بأنه يعود إلى زيادة الطلب في الأسواق ووصول الزراعة إلى نهايات الموسم علماً بأن تصدير منتجات البيوت البلاستيكية متوقف رسمياً، معتبراً الأسعار الأخيرة ذات جدوى جيدة بالنسبة للمزارعين في هذا الموسم ولو أن هذه الجدوى كانت أقل من تلك التي كانت في الموسم السابق إذا ما أخذنا في الاعتبار زيادة التكاليف وسعر صرف الدولار حيث وصل سعر ربطة النايلون إلى ٢٥٠ ألف ليرة مقارنة ب ١٤٠ ألف ليرة في الموسم الماضي وذات الأمر بالنسبة إلى البذار وباقي الأمور المتعلقة بالمحصول الذي تأثر ببعض الحوادث الناجمة عن الظروف الجوية التي يتم العمل للتعويض عن أصحابها ٤٣ بيتاً في منطقة سهل الراهبية ومن المحاصيل الجيدة في جبلة التفاح التي يصل عدد أشجاره إلى ٧٦٣٤٧شجرة مثمرة والذي يعاني من التراجع نتيجة ظروف بيئة المنطقة وإضافة لمحصول التبغ الذي اتسعت.
نعمان أصلان