الوحدة : 25-4-2020
المحميات الحراجية الطبيعية مساحة محددة من حراج الدولة أو أراضي أملاك الدولة تتميز بالغنى الواضح بالتراث، إضافة إلى المكونات الأخرى من الصخور والنباتات والحيوانات والأحياء الدقيقة التي تتفاعل وتتعايش فيما بينها وفق نظام بيئي معين بهدف حمايتها والحفاظ عليها، لمعرفة واقع المحميات الحراجية ووضعها الراهن، أهميتها والهدف منها التقينا المهندس باسم دوبا رئيس دائرة الحراج في مديرية زراعة اللاذقية قال: أولت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي اهتماماً كبيراً ببعض المواقع ذات الطابع الخاص من عدة نواحٍ كالأنواع النباتية والحيوانية النادرة حيث تم اعلان خمس محميات في المحافظة هي: الأرز، والشوح، الفرنلق، خربة سولاس، البسيط، أم الطيور.
محمية الأرز والشوح
تقع في ناحية صلنفة وأعلنت منطقة محمية بيئية حراجية ذات طابع علمي تدريبي مع استغلال سياحي ملموس في عام 1996 بهدف الحفاظ على الأنواع الرئيسية فيها، وهي أشجار الأرز اللبناني والشوح الكيليكي، بالإضافة إلى استغلالها لأغراض البحث العلمي والسياحة البيئية وتأمين مصادر دخل للسكان المحليين دون تعرض مكونات الموقع لخطر التدهور والانقراض.
وتغطي مساحة وقدرها 1350 هكتاراً وهناك اقتراح أول للتوسع بمساحتها إلى 8800 هكتار تحيط بالمساحة الأولية للمحمية تمهيداً للتوسع الثاني بمساحة وقدرها 20000 هكتار وهو المستوى الأعلى للحماية مما يوفر فرصة لربط محمية الأرز والشوح مع محمية أبو قبيس عن طريق ممر من المناطق الطبيعية.
خلال سنوات الأزمة تعرضت المحمية لعمليات تخريب للبنى التحتية من قبل العصابات الإرهابية المسلحة وهناك حالياً خطة مقترحة لإعادة تأهيل البنى التحتية فيها (مبنى الإدارة – النزل البيئية – أبراج المراقبة – غرف الحراس داخلها وعلى البوابات الرئيسية) وترميم وصيانة الممرات البيئية والمسارات الموجودة ضمنها، وإعادة تأهيل فريق المحمية ليتمتع بقدرات مهنية وفعالة في تحقيق أهداف الإدارة المتكاملة للمحمية، ويتم العمل على تأمين دعم للمجتمع المحلي المحيط بالمحمية عن طريق اقتراح مشاريع تنموية مختلفة كمشاريع السياحة البيئية التي تساعدهم على تحسين مستواهم المعيشي وتأمين دخل بديل من أجل تخفيف الضغط على الموارد الطبيعية في المحمية.
كما يقوم العاملون في دائرة الحراج حالياً بإجراء الدراسات والمسوحات الجديدة للأنواع النباتية والحيوانية المتواجدة فيها بغية تحديث البيانات.
محمية الفرنلق
تقع في ناحية ربيعة وقد تم إعلانها منطقة محمية بيئية حراجية (منتزه وطني) عام 1999 بمساحة 1500 هكتار وتم العمل على زيادة مساحة المحمية وأصبحت حالياً 5360 هكتاراً، وهناك مقترح لتوسع المحمية إلى منطقة بلوران لتصبح مساحتها 8000 هكتار وتأسست المحمية بهدف حماية النظام البيئي الحراجي الأوجي المشكل من الصنوبر البروتي وبقعة السنديان شبه العذري المتواجدة على ارتفاع منخفض خارج نطاق تواجدها الطبيعي، إضافة إلى حماية التنوع الحيوي.
المحمية حالياً خارج نطاق الخدمة في بعض المناطق بسبب الأزمة حيث تمت عودة الأهالي للجهة الجنوبية للمحمية ولكن رغم ذلك استمرت المحمية وفريقها بدعم المجتمع المحلي من خلال بعص المشاريع الاستثمارية الإنتاجية نذكر منها:
– وحدات التصنيع الخاصة بمحمية الفرنلق والمقامة في منطقة بلوران (وحدة الكونسروة – وحدة الألبان – وحدة صناعة الصابون).
– مركزان لتسويق منتجات المحمية مقرهما في (مديرية الزراعة – مركز بلوران) وقد بلغت مجمل المبيعات خلال الربع الأول من العام الحالي لمنفذ البيع في مديرية الزراعة بعشرين مليون ليرة.
– المطعم البيئي في مديرية الزراعة.
– زراعة عدد من النباتات الطبية والعطرية بالقرب من وحدات التصنيع لغايات علمية وتجريبية.
– توزيع شتول الزعتر البري والخليلي على عشرة مزارعين.
محمية البسيط
تقع في ناحية قسطل معاف وتم إعلانها عام 1999 بمساحة 3000 هكتار، بهدف حماية النباتات الحراجية والحيوانات والطيور البرية وخاصة المهاجرة والتنوع الحيوي والبيولوجي، حالياً غير مفعلة وتحتاج لرفدها بالكادر المهني وتأمين البنى التحتية اللازمة لها.
محمية أم الطيور
تابعة لناحية قسطل معاف وأعلنت محمية بيئية حراجية عام 1999 بمساحة 1000 هكتار بهدف المحافظة على الطيور المهاجرة التي تقصد الموقع والأشجار الحراجية السائدة.
حالياً غير مفعلة وتحتاج لرفدها بالكادر المهني وتأمين البنى التحتية اللازمة لها.
محمية سولاس
تابعة لناحية عين البيضا وأعلنت محمية بيئية حراجية عام 2009 بمساحة 7760 هكتاراً، بهدف المحافظة على النظام البيئي في المنطقة بصفته نظام غابات أوجية صنوبرية تتضمن عريضات أوراق وعلى التنوع الحيوي بشكل عام، وأيضاً الحفاظ على المناظر الطبيعية الموجودة وحماية الأنواع الخاصة والمنتشرة في الموقع ذات الأهمية مثل دراسة أنواع الغزلان المتواجدة بشكل طبيعي في المنطقة وموائلها الطبيعية بغية الحفاظ عليها وممارسة الأنشطة الخاصة بالسياحة البيئية والشعبية.
حالياً غير مفعله وتحتاج لرفدها بالكادر المهني وتأمين البنى التحتية اللازمة لها.
أهميتها والهدف منها
الهدف من إنشاء المحميات الطبيعية هو جني فوائد متعددة بما يحفظ البيئة ويكوّن دعامة حياة الإنسان ورفاهيته وذلك من عدة نواحٍ: البيئية من خلال المحافظة على النظم البيئية بما تحتويه من تنوع حيوي وتحقيق التوازن الطبيعي في بيئتنا الطبيعية.
الاقتصادية: تتعدد القيم الاقتصادية للمحميات الطبيعة من خلال عوائد مباشرة وغير مباشرة والمتأتية من الاستثمار السياحي والأنشطة السياحية المختلفة ضمن المحمية والتي ينتج عنها استقطاب السياح وتشغيل العمالة في النشاطات السياحية.
الاجتماعية: إن مشاركة المجتمعات المحلية في إدارة المحميات الطبيعية وحمايتها وكسب الرزق من الأعمال.
يشكل نقطة تحول لتغير السلوك الاجتماعي السلبي الموروث إلى سلوك إيجابي ومستدام تجاه البيئة الطبيعية.
التراثية: عن طريق المحميات يمكن الاحتفاظ بالتراث الشعبي والقومي سواء من خلال المحافظة على الآثار والأنواع النباتية والحيوانية الأصلية فيها.
الأكاديمية: تعد المحميات ميداناً علمياً للباحثين وطلاب العلم في شتى الميادين لإجراء البحوث والتجارب العلمية لتحسين السلالات النباتية والحيوانية الداجنة مع أصولها البرية.
مريم صالحة