الوحدة : 20-4-2020
تلعب زراعة القمح دوراً اقتصادياً واجتماعياً مهماً كونه يستخدم غذاء هاماً للإنسان وتنتج عنه أعلاف للحيوانات، وهو نبات حولي من الفصيلة النجيلية، ويزرع مرة واحدة في السنة وله أنواع متعددة منها ما يصلح لصناعة رغيف الخبز والآخر لصناعة المعكرونة ويزرع في كثير من المناطق بالاعتماد على ماء المطر والآخر على الري، ويمكن أن يزرع في كل الأجواء سواء المعتدلة أو الدافئة أو الباردة، وقد أدت التغيرات التي طرأت على الأراضي الساحلية من خلال تشجيرها وانتقال أهالي القرى للمدن إلى انحسار زراعة هذا المحصول الهام في المنطقة الساحلية ولذلك فإن المساحات المزروعة مقارنة مع المناطق الداخلية والشرقية قليلة جداً أي أن هناك اكتفاء ذاتي للقرى التي يتم زراعتها بالقمح.
المساحات المزروعة بالقمح ونوعيته
ولرسم الخطوط الصحيحة لزراعة القمح في المنطقة الساحلية ومعرفة المساحات المزروعة ونوعيته وكيف يتم تسويقه حدثنا السيد هيثم الحاجي رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية زراعة اللاذقية: يعد القمح من أقدم الحبوب غذائياً وأول محصول زراعي ينتج منذ قرون ويزرع في كافة المناطق والمحافظات سواء كانت الساحلية منها أو الداخلية، وهناك أنواع من القمح تستطيع النمو في المناطق الباردة، أما المناطق ذات الحرارة العالية لا تلائم إنتاج القمح الجيد، فالحرارة مع الرطوبة العالية تؤذي نبات القمح، أما في المناطق الباردة فيزرع في أواخر الشتاء لكي يستفيد من الحرارة في الربيع وينضج في الصيف ثم يتم حصاده، والقمح يحتاج إلى ما يقارب الـ١٦٠سم من المطر لكي تعادل التبخر وقدره من ٤٠ـ٥٠سم في السنة، وقد يترتب على اختلاف الظروف الطبيعية التي ينمو بها القمح اختلاف في أنواعه والاختلاف يأتي حسب كمية المطر، فالمناطق القليلة المطر تنتج قمحاً يسمى الصلب (القاسي) والقمح اللين في المناطق كثيرة الأمطار، ولكل نوع له استخداماته الخاصة فالقمح اللين يستخدم في إنتاج الطحين وصناعة الخبز بينما القاسي يستخدم في صناعة كافة أنواع المعكرونة.
ومن حيث المساحة المزروعة للقمح أوضح الحاجي: نجد في ظل الظروف الحالية تناقصاً في إنتاجه، أما بالنسبة للزراعة الساحلية فقد استقرت مساحة القمح المخططة على ٣١٨٨٥ هكتاراً المزروع منها ٢٢٤٧هكتاراً، وفي واقع الأمر أن ما تم ذكره حول المساحات المذكورة أولية لحين انتهاء الجولة الإحصائية الأولى، وغالباً تتميز المنطقة الساحلية بزراعة القمح القاسي وهو يزرع على مستوى المحافظة أما بالنسبة لمكافحة الأمراض فتتم بواسطة المبيدات الحشرية المختلفة، كما أن هناك بعض الأمراض يمكن علاجها بواسطة استنبات أنواع جديدة من المحصول مقاومة لكثير من الأمراض.
وفي هذا النطاق نقول أن محصول القمح في المنطقة الساحلية (اللاذقية وطرطوس) يعتبر إنتاجاً محلياً من شأنه أن يوفر اكتفاء ذاتياً للمنطقة فقط للمزارعين والفلاحين والقائمين على زراعته، حيث يتم تسويق قسم بسيط منه إلى مؤسسة الحبوب وتقدر القيمة التسويقية ٣٠ـ٤٠ ٪
ولفت الحاجي فيما يخص محصول القمح وإنتاجه: لا يعتبر من المحاصيل الاستراتيجية كون المساحات المزروعة محدودة وتقدر بالدونمات وبالتالي فإن انتشاره وتوزيع إنتاجه محدود بشروط يتعلق بأن المناطق الساحلية غالبية أراضيها مشجرة، وعلى هذا الأساس فأن زراعته مرتبطة بالمحصول الموسمي بالإضافة إلى مستلزمات الإنتاج من حراثة ومبيدات حشريه وغيرها، ولهذا نلاحظ أن المناطق الساحلية تعطي محصولاً واحداً في السنة ولا يمكن الحصول على محصول يمكن تسويقه بكميات كبيرة، لذلك فإن هذا المحصول يوفر الحاجة المنزلية لأهالي القرى والمزارعين وأهم الملاحظات التي تترتب على زراعة محصول القمح هناك شكاوى متكررة تأتينا بشكل مستمر من الفلاحين حول ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات الحشرية.
وأضاف الحاجي: نشأت زراعة القمح في حوض البحر المتوسط وعليه عاشت حضارات وهو المصدر الأساسي الذي تم صناعته للاستهلاك البشري في كافة أرجاء العالم، وأن القيمة الغذائية للقمح أعلى من الذرة أو الشعير و القمح أعلى سعراً من الأنواع الأخرى ولذلك يقترن بالثروة الوطنية للبلاد.
بثينة منى