الوحدة : 14-4-2020
بضعة قرى ، منها ما يغفو على رأس جبل يلامس الأفق، وثانية ممتدة على خصر جبل آخر، لتتربع الأخرى بالحضن.
تمتاز بطبيعة خلابة ترتفع حوالى 800م عن سطح البحر وتبعد حوالى 28 كم عن مدينة جبلة.
بيت العلوني يمكن الوصول إليها من خلال الطريق العام المار بقرية الرصيف مروراً بالزويبة – المنصورة – أو من مفرق الطواحين بنزلة قرى الكريدية وبطشاح وبنزله والمنصورة وبيت لوحو تتبع لبلدية بيت العلوني، وكلها قرى جميلة تشتهر بزراعة التبغ وبعض الأشجار المثمرة والخضار الصيفية -إذا ما كانت المياه جيدة – تمتد لمساحة 28 ألف هكتار يسكنها 6000نسمة كما ذكر رئيس بلديتها السيد حبيب اسماعيل الذي حدثنا عن القرية والقرى التابعة لها والخدمات التي تقدمها البلدية مبتدئا بالهاتف الأرضي، فقد تتطابق كلامه مع مجموعة من أبناء القرية والقرى التي ذكرت، فلا تكاد نسبة الهواتف العاملة فيها 5% ومعظم من تواصلنا معهم حول هذه النقطة أكدوا سوء الخدمة فمن مجمل مائتي خط لا يعمل أكثر من خمسة منها، وحتى التي تعمل تتعطل باستمرار، فيما أكد آخرون أن هناك خطوط معطلة منذ أشهر أو سنوات و التي تعمل كثيرة الأعطال وقد نسي الناس هذه الخدمة وصار الموبايل هو البديل الدائم متحملين الكلف المضاعفة وقد تم تنفيذ كبل ضوئي لكنه لا يعمل وبالتالي لا توجد لديهم بوابات ولا أنترنت والجميع أكد أن السبب هو بعد المسافة عن المركز في الدالية وطالبوا أن يتم تخديمهم من مركز دوير بعبدة كونه أقرب إليهم وطبعاً مشكلة خدمة الهاتف هذه تعاني منها كل القرى المذكورة.
ونأتي إلى الخدمة التي تؤرق الأهالي بالدرجة الأكبر وأيضاً في نفس القرى وهي مشكلة مياه الشرب التي وإن تباينت مستويات الرضى عنها، لكنها كانت الهم الأكبر لديهم من حيث قلة ساعات الضخ الأسبوعية والتباعد فيما بينها وعدم وجود عدالة في التغذية حتى بين منازل نفس الحارة، فكيف بالقرية والحال هذه؟ وهنا سنلجأ لبعض التفصيل.
السيد وهيب زاهر هو الوحيد الذي أثنى على وضع مياه الشرب ومن خلال كلامه استشفينا أن وضع المياه تتحكم به الطبيعة الجغرافية -الانحدار- والحل بزيادة المراقبة ووضع أكثر من سكر ليتمكن الجميع من حصولهم على حصتهم بشكل عادل.
في قرية بيت العلوني نبع عين العسل يشتهر بمائه العذبة ويقصده الناس من أماكن بعيدة، يعتمد عليه السكان كثيرا في مياه الشرب يأملون بشق طريق وتزفيته تصل للنبع.
المواطن جلال ديوب قال: تمديد الشبكة غير صحيح وهذا يؤثر على التغذية بنسبة 60% للأهالي، بينما قال مواطن آخر -رفض ذكر اسمه – من قرية المنصورة: منذ ثلاثة أشهر لم أحصل على قطرة ماء من الشبكة ولولا أني أملك خزانا تجميعيا أملؤه من تجميع مياه المطر لكان الوضع صعبا جدا علي، أما بالنسبة لمياه الشرب فأعتمد أنا والكثيرون على النبع الموجود في القرية.
مواطن آخر أكد أنه كل أسبوع تأتي المياه ساعة – وأنت و حظك – وحسب قوله هناك تلاعب بالتغذية والخطوط ينتج عنها غزارة بمكان وضعفا بآخر هذا بالشتاء، أما في الصيف فالوضع كارثي.
علي جنيدي -الكريدية: تأتينا الماء كل أسبوع ساعة ووضعها غير جيد والهواتف لدينا بالقرية كلها معطلة منذ زمن.
في إحدى حارات القرية توجد رامة تتجمع فيها مياه الأمطار وإذا ما ازدادت غزارتها فإنها تفيض في البيوت المجاورة ومؤخرا ونتيجة هطول الأمطار بغزارة دخلت أحد المنازل وغمرت الأثاث وسببت لصاحبه خسائر.
في الصرف الصحي أكد رئيس البلدية أن قرية بيت العلوني مخدمة بالصرف الصحي بنسبة 40% فقط وهذه الشبكة قديمة ونفذة ببواري بيتونية وهناك تسرب في أكثر من مكان لذلك من الضروري صيانتها، من جهة ثانية أكد المواطن جلال ديوب أن الشبكة ورغم عمرها البالغ 15 عاماً إلا أن ميه الصرف لم تصل بعد على نهاية الشبكة التي من المفروض أن تصب في الوادي المتوضع بين القرية والطواحين وهذا إن دل على شيء فإنها سيئة وتسرب وبحاجة للصيانة، فيما اكد المواطن علي جنيدي أن الصرف الحي في مزرعة الكريدية يقتصر فقط على المنازل المتوضعة على الطريق العام ووضعها مقبول إلى حد ما.
في الكهرباء هناك أيضاً عدة مشاكل من ضمنها لا توجد أية إنارة والأهم قدم الشبكة والأسلاك التي تتعرض للقطع المستمر عند هبوب الرياح، وفي قرية بيت العلوني بحاجة لمحولة ووعدوا بذلك منذ فترة، كما وهناك أسلاك المنيوم وأسلاك نحاس ما يحدث خللا في معظم الأحيان بعضها يحتاج للتبديل، وفي بطشاح أكد المواطن وهيب أن الشبكة مهترئة في بعض الأماكن فعند شد الأسلاك من قبال عمال الصيانة تتقطع فورا لوجود الأكسدة واللمخة وهذه بدورها تؤدي لضعف التيار.
وفيما يخص الطرق في هذه القرى فقط الطريق العام وضعه مقبول لصيانته العام الماضي، والباقي فحاله ليس بأفضل من الخدمات السابقة، فهناك طريق يمتد من الثانوية وحتى مقام الشيخ جامع السلطان وضعه سيء جداً وبحاجة لتوسيع وتزفيت وأغلب الطرق الباقية محفرة ولا تكاد تصلح إلا لمرور الجرار الزراعي تحتاج للصيانة ولا توجد طرق زراعية والعام الماضي حدثت حرائق ولم تتمكن سيارات الإطفاء الوصول لإخمادها.
وحول أراضي قرى البلدية فكلها محددة ومحررة وأكد الأهالي ضرورة توسع المخطط التنظيمي لأنهم يعانون في الاستحصال على رخص البناء والرخص الزراعية ومعاملات الأراضي العقارية.
وأما خدمة البلدية من حيث جمع القمامة وترحيلها فالجميع أكد على أنها تجمع بشكل دوري ولا يوجد أي تأخير أو مشكلة بذلك.
آمنة يوسف