الوحدة : 13-4-2020
أكد المهندس منذر خيربك مدير زراعة اللاذقية أن فريقاً من الفنيين المختصين سيتوجهون إلى قرية حوران البودي في ريف جبلة للتحري عن حالة نفوق ١٢ بقرة وإصابة حوالي ٢٥ آخرى بمرض الجدري جراء حصولهم على لقاح فاسد من طبيب بيطري في وحدة سيانو استلمه من الوحدة البيطرية في جبلة ما أدى لإصابة كافة أبقار القرية بالمرض ونفوقها وتعرض المربين لخسائر تقارب الثلاثين مليون ليرة.
ولفت م. خيربك أن اللجنة المذكورة ستتبين أسباب النفوق ومدى صحة المعلومات التي تقدم بها أصحاب الأبقار لاستجلاء السبب الحقيقي وتفنيده علمياً ومعاقبة المسؤولين عنها في حال ثبات مسؤوليتهم.
وبين خيربك أن مديرية زراعة اللاذقية تتابع بشكل دائم ومستمر حالة قطيع الثروة الحيوانية، ومن خلال المتابعة الدقيقة لوضع قطعان الأبقار وخاصة في مناطق جبلة والقرداحة كان قد تم وخلال الأشهر الثلاثة من هذا العام تسجيل ظهور بؤر إصابة بداء الجلد الكتيل على عدد من رؤوس الأبقار وبدرجات متفاوتة (شديدة، متوسطة، خفيفة) على الرغم من أنه قد تم تحصين كامل القطيع في المحافظة خلال شهري ١١ و ١٢ من عام ٢٠١٩ بلقاح جدري الغنم والماعز (العترة الكينية) بالإضافة لمتابعة الوضع الصحي للحيوانات بعد التلقيح حيث لوحظ وجود إصابات لبعض الحيوانات بعد شهر من تحصينها، ونوه أنه مع بداية فصل الربيع وارتفاع درجات الحرارة يزداد نشاط الحشرات الماصة للدم وخاصة ذبابة الناعرة والتي تلعب دوراً كبيراً في نقل عدوى التهاب الجلد الكتيل، وقد قام كادر دائرة الصحة الحيوانية خلال شهر آذار بتنفيذ حملة تحصين ضد مرض الحمى القلاعية و تزامنت هذه الحملة مع فترة نشاط هذه الحشرة مما أثار مخاوف بعض المربين وقاموا بالربط بين عملية التحصين و الاصابة بمرض التهاب الجلد الكتيل، وأكد أن لقاح الحمى القلاعية المستخدم من قبل كوادر الصحة الحيوانية والمعتمد من قبل وزارة الزراعة يعد من أفضل اللقاحات على مستوي العالم وليس له أية آثار جانبية و يتم استخدامه في القطر من أكثر من خمس سنوات، وقد تعاملت مديرية زراعة اللاذقية في عام ٢٠١٦ مع جائحة التهاب الجلد الكتيل عندما تسرّب الوباء عبر الحدود التركية وكانت الجائحة أشد شراسة وأكثر قوة وانتشاراً من حيث نسبة الإصابات وشدتها وتمت السيطرة على الجائحة بأقل الخسائر وأسرع وقت.
كما قامت مديرية الزراعة بحصر بؤر الإصابة على مستوى المحافظة وسيتم إطلاق حملة رش في هذه المناطق لمحاصرة الجائحة و منعها من الانتشار إلى مناطق أخرى، وأشار إلى أن عملية مكافحة الحشرات الماصة للدم تعد الحل الأمثل والأسرع في الحد من انتشار العدوى بين قطيع الثروة الحيوانية كما وتنصح دائرة الصحة الحيوانية الأخوة المربين في المناطق المصابة باتخاذ إجراءات الأمان الحيوي وعزل الحيوانات المصابة والاستعانة بالكوادر الفنية البيطرية في معالجة الحيوانات المصابة علماً أن فترة العلاج طويلة نوعاً ما إلا أن نسب الشفاء جيدة خاصة مع وجود الغذاء المناسب من العلائق الخضراء.
وأكد مدير الزراعة على المربين على أهمية عدم إدخال رؤوس جديدة للقطيع (خاصة في حال استقدام رؤوس غير معروفة المصدر) إلا بعد التأكد من سلامتها وعزلها لمدة ٥ إلى ١٠ أيام وهي فترة حضانة المرض.
جدير بالذكر أن القضية أثيرت من قبل المربين في قرية حوران البودي بإرسالهم شكوى موقعة بأسمائهم لمحافظ اللاذقية للوقوف على هذه الحالة ومعاقبة المخالفين وإنصافهم.
ميساء رزق