ما بين الوزارة والمواطن (حل وسط)!

الوحدة : 13-4-2020

ما إن أعلنت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك عن البدء بتطبيق بيع الخبز عبر البطاقة الذكية في دمشق وريفها بشكل تجريبي تمهيداً لبدء تطبيقها في باقي المحافظات حتى تسارعت الآراء الرافضة لهذه الفكرة من شريحة كبيرة مستندة في رأيها على الفشل الذي رافق البطاقة في توزيع باقي المواد وتحديداً الغاز المنزلي..

وزارة التموين رأت في البطاقة الذكية حلاً لمشاكل الهدر في عملية توزيع الخبز المدعوم  بينما وجد المواطن هذا الأمر محاربة للقمة عيشه وأن الخبز كان دائماً خطاً أحمر يمنع العبث به فكيف تجرؤ الوزارة على تحديد عدد أرغفة الخبز لكل مواطن يومياً ؟!

بين إصرار الحكومة على تطبيق بيع الخبز عبر البطاقة وبين الرفض الشعبي هل يمكن إيجاد حل وسط مرضي للطرفين؟!

نعم يمكن هذا الأمر ولعل أحد المقترحات في هذا الشأن تتمثل بإنشاء تطبيق أندرويد مرتبط بالبطاقة الذكية، آلية عمله تكون كالتالي: يدخل المستخدم من خلال هذا التطبيق رقم البطاقة الذكية واسم المعتمد أو اسم الفرن الذي يريد الحصول على الخبز منه مع عدد الربطات على ألا تتجاوز 3 ربطات خبز بشكل يومي وبالسعر المدعوم..

هذا الاقتراح يوفر للوزارة بشكل يومي قاعدة بيانات عن الحجم الأقصى لعدد ربطات الخبز المراد استهلاكها وبالتالي يتم معرفة حاجة كل فرن  يومياً من الطحين والخميرة وغيرها وعليه يتم إعطاؤه المخصصات التي يحتاجها فقط  دون زيادة أو نقصان بشكل يومي وأيضاً يمنع معتمدي الخبز  من المتاجرة بالمادة كون الكميات المسلمة لهم محددة مسبقاً ولا يمكن وجود أي كمية زائدة عندهم والأهم أن هذا الاقتراح يتيح لكل مواطن الحصول على حاجته اليومية وبشكل مرن دون أن يكون عدد ربطات الخبز مقيد بعدد أفراد الأسرة..

ويمكن أيضاً مناقشة الحالات الخاصة وتوفير الخبز لها و كمثال:

– شخص عازب لا يملك بطاقة ذكية ويسكن بشكل فردي: يحصل على بطاقة ذكية بناء على سند الإقامة ويحصل على ربطة خبز واحدة يومياً..

– في حالات الاستهلاك الزائد: أيضاً من خلال التطبيق يتم إتاحة خيار (الحصول على استهلاك زائد) على ألا يتجاوز 6 ربط أسبوعياً وأن يكون سعر الربطة في هذه الحالة 200 ليرة…

ويمكن مناقشة الحالات الخاصة الأخرى والوصول لتطبيق يرضي حاجات جميع المستهلكين…

الانترنت موجود في كل منزل والهواتف الذكية موجودة عند كل فرد من العائلة تقريباً والخبرات العلمية القادرة على إنشاء مثل هذا التطبيق موجودة وبكثرة فهل يلقى مثل هذا المقترح آذان صاغية ؟!

علي محمد

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار