دور الآباء في الحد من مشاكل المراهقة لدى الأبناء

الوحدة : 13-4-2020

يعاني الكثير من أولياء الأمور من كيفية التصرُّف مع أبنائهم المراهقين، نتيجة افتقادهم الثقافة الكافية حول خصائص تلك المرحلة، وعدم اهتمامهم بالتبدلات الجسمية والنفسية التي تنعكس على سلوكياتهم، وهذا ما يؤدي إلى حدوث المشكلات ما بين الآباء والأبناء المراهقين، وتزداد الصعوبات بفعل سيطرة الآباء وإصرار الأبناء على التمرُّد والعصيان.

قبل كل شيء هناك مسألة ينبغي أن نتنبه إليها، وهي ضرورة الاهتمام المدروس بجوانب شخصية الابن كافة منذ طفولته، كي يجتاز فترة المراهقة بأمان ودون تعقيدات، يرى التربويون أن المشكلات التي تظهر في مرحلة المراهقة تعود إلى عدم الاهتمام بالمراهق منذ طفولته، ومن الجدير ذكره أن هناك الكثير من الرجال الذين يهملون أبناءهم الصغار بحجة أن مرحلة الطفولة تقع على عاتق الأم، واعتقاداً منهم بأن دور الأب يبدأ حين يكبر هؤلاء الأبناء، وهنا تحصل المشكلة لأن الابن حين يصل إلى المراهقة، يجد أن هناك الكثير من الحواجز النفسية والاجتماعية والعاطفية التي تحول بينه وبين والده، وتمنعه من إمكانية التواصل المطلوب معه.

إنه من الطبيعي أن تصدر بعض السلوكيات السلبية عن المراهقين وإن كانت متفاوتة ما بين مراهق وآخر، وهذه السلوكيات يكتسبونها من البيئة المحيطة، أو من الأصدقاء، أو من الإعلام، ومن هنا يرى التربويون أن الاهتمام بأبنائنا منذ بداية مراحلهم الحياتية ضروري، من أجل عدم استفحال أي سلوك سلبي لديهم، فتفاعل الآباء دائماً مع أبنائهم يتيح الفرصة للتعامل الحسن معهم، وتفهُّم ما يجول في أذهانهم، وما يصدر عنهم من تصرفات سلبية، فنحن حين ندرك أن مرحلة المراهقة تؤدي إلى ظهور بعض السلوكيات الغريبة لدى صاحبها، فهذا يعني أننا ينبغي أن نبرر له ونعرف كيف نتعامل مع تمرده أو إهماله لدراسته أو خموله أو أسلوبه الغاضب في الحديث.

يجب أن تكون مهمة أولياء الأمور في هذه المرحلة متحددة في التحلي بالصبر والحكمة، وعدم الدخول في خلافات مع أبنائهم، إنه من الواجب على الأهالي القراءة الدائمة ضمن هذا المجال، وحضور دورات التنمية البشرية كي يعرفوا الطرق المثالية التي توصلهم إلى الحلول الناجحة أمام أي مشكلة يصادفونها مع الابن المراهق.

د. رفيف هلال

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار