رغيف الخبز والبطاقة الذكية وحكاية ألف ليلة وليلة

الوحدة : 13-4-2020

رغيف الخبز المادة الأساسية التي يتساوى فيها جميع أبناء المجتمع، لا فرق بينهم بالاسم لكن بالجودة والنوعية هناك فوارق ومع هذا المواطن العادي أو الفقير مقتنع وراضٍ، المهم رغيف يطعمه و يطعم أطفاله ويغنيه عن الحاجة، رغيف يمكنه أن يقدمه في ظل هذه الظروف الصعبة لأبنائه.

أسئلة كثيرة تجول في رأس كل مواطن عن رغيف الخبز ونوعيته ووزنه النظامي ونوعية الخميرة التي يعجن بها، كلها أسئلة تصبح وراء ظهره في حال توفر فهو أصبح زادهم.

على ما يبدو فإن الذين طرحوا فكرة توزيع الخبز على البطاقة غاب عن ذهنهم أو تناسوا أن هناك أشخاص غير حاملين لهذه البطاقة الذكية باسمها، الظالمة بأفعالها كشاب يعيش بعيداً عن أهله أم بحكم الدراسة أو البحث عن عمل أو امرأة مطلقة أو طلاب جامعة يعيشون في المدينة الجامعية بعيدين عن أسرهم…

الاستاذ رائد عجيب رئيس دائرة تموين ريف جبلة يقول: حتى الآن بخصوص توزيع الخبز على البطاقة لم تأتنا أي تعليمات لتنفيذها، حالياً يتم العمل بها في دمشق فقط مبدئياً كتجربة.

وحتى ينجح العمل بها بشكله الصحيح يجب توفر أسباب نجاحها من تجهيزات وتسهيلات على أسس نظامية ومدروسة وهذا يحتاج إلى جهد كبير جداً وأسس متينة وقوية بعد ذلك نضمن لها نجاحها من تأمين معتمدين بالإضافة لعمليات التوزيع أين ستتم هل بالأفران بشكل مباشر  لضمان وصول الخبز بجودته منعاً لتكديسه، وأيضاً دراسة مخصصات كل عائلة بشكل منطقي وسليم أكيد ربطة خبز في اليوم لا تكفي حاجة أسرة مؤلفة من ثلاثة أشخاص أو مخصصات الأسرة المؤلفة من سبعة أشخاص هذه تحتاج لدقة عالية في الدراسة والتحديد.

أما فكرة توزيع الخبز على البطاقة جيدة جداً، تساعد في توقف الأذى والجشع عند البعض وتخلق نوعاً من المساواة بين الناس هناك حالات من الناس تأتي بشكل يومي إلى الفرن وتأخذ بـ (٣٠٠-٤٠٠) ليرة وأكثر من مرة ماذا يفعلون به، حكماً ليس للاستهلاك البشري كله.

فكرة يجب أن نتساعد جميعاً على تطبيقها بأفضل الطرق ومنعاً لظهور أي نتائج سلبية في توفرت جميع مقوماتها الصحيحة.

رغيف الخبز حاجة يومية وأساسية ولا يمكن الاستغناء عنها، يجب أن تكون هناك آلية مدروسة وبشكل دقيق حتى لا يكون هناك مجال لخلق مشاكل ومنغصات مع المواطنين، نحتاج لتروي وهدوء لتنفيذه ونحن ننتظر التعليمات التي سنعمل عليها.

المواطنون جوهر المشكلة وأساسها فكان لهم شجونهم وأوجاعهم على لقمة على مصير لقمة عيشهم لتصبح أداة تضع قيودها على أعناقهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة جداً.

المواطن هيثم علي يقول: أنا لست مع فكرة توزيع الخبز على البطاقة الذكية فهذا سيخلق صعوبات ومشاكل كثيرة، كل شيء يمكن أن يتساهل المواطن فيه إلا رغيف الخبز لكن مع الأسف هناك حالات في المجتمع تجعلك في حالة من الحزن على هذا الوضع، كنت في زيارة لأحد الأصدقاء في قرية الحويز لكن عندما وصلت إلى منزلهم وجدت كميات كبيرة من الخبز وبنوعيته الممتازة مفروشة على الأرض تحت أشعة الشمس حتى تيبس ليصار إلى بيعها علف للحيوانات.

سألت الشاب لماذا تتلف هذه الكميات ومن أين تحصل عليها فقال: هذه مخصصاتي اليومية، أنا أعمل بالفرن.

لماذا لا يتم استبدال هذه المخصصات بقيمتها مبالغ مادية وترك الخبز لمن هو بحاجة إليه من المواطنين.

نحن كأسرة ولا يمكن اعتبارنا قاعدة لجميع الأسر ويجب تعميمها يكفينا ما نحصل عليه بشكل يومي ووضعه على البطاقة يحد من هدره بطرق غير صحيحة.

المواطنة هالة جعفر تقول: أنا أسرتي مؤلفة من ثلاثة أولاد وأنا أي أربعة أشخاص لكن المفارقة العجيبة ابنتي طالبة في الجامعة وتسكن في السكن الجامعي في اللاذقية لغكمال دراستها تأتينا نهاية كل اسبوع كيف ستحصل على مخصصاتها من الخبز ومن أين؟.

هل يعقل أن تشتري خبزاً سياحياً لتأكل، ماذا استفدنا من وجودها إذاً بالسكن من أجل التوفير المادي، هذا بالإضافة لا يوجد قانون ثابت لاستهلاك أي أسرة لمادة الخبز بشكل يومي، أحياناً يزيد وأحياناً نحتاج  هذا كأفراد أسرة فكيف في حال جاءك ضيف ماذا نقول له (تفضل أنت وخبزاتك) أم نرفض زيارته لتكون هذه الخطوة ناجحة يجب توفير جميع مستلزمات نجاح هذه العملية حتى لا نصل إلى المستوى الذي وصلنا إليه في توزيع الغاز هل يعقل مضى تقريباً شهران وحتى الآن لم يأت دوري للحصول على جرة غاز، سؤال برسم من يهمه الأمر ويعمل في شركة تكامل وأمثالي كثر.

السيدة فتاة ميا تقول: نحن بالأساس نعاني بالنسبة لمادة الخبز من نوعيته، تأمين رغيف الخبز أصبح صعباً علينا نحن أفراد أسرة عددها ستة، المخصص لنا فعلاً إذا طبق لا يكفينا سوى وجبتين في اليوم أي بمعدل رغيف وأقل من ربع رغيف حصة كل فرد، الغني لاهم له، هو بالأساس اعتماده على الخبز السياحي، اتركونا على طبيعتنا ورغيفنا الذي هو سبب وأساس وجودنا استغنينا عن اللحمة والجبنة والفروج من موائدنا.

المواطن غيث مهنا يقول: فكرة توزيع الخبز على البطاقة أنا معها (مية بالمية) فهي خطوة إيجابية في حال تم تطبيقها بأدق تفاصيلها من نوعية وكمية مناسبة لكل أسرة بالإضافة لطريق حصول المواطن عليها، توزيع الخبز على البطاقة وسيلة لضبط تهريب الطحين وعدم هدره والدعم الموجود عليه يخصص لدعم مادة ثانية.

السيدة سهام محمد تقول: أنا أم لخمسة أولاد وأنا وزجي أصبحنا سبعة أشخاص وأولادي في فترة من العمر تطلب طعاماً أكثر، عندما سمعت بهذه الفكرة أصبت بخوف شديد، أنا وضعي المادي تحت الوسط والخبز هو المادة الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها وتوفيرها ضروري بشكل يومي لاعتماد اولادي عليه، نحتاج يومياً بقيمة (٢٠٠) ليرة سورية على الأقل وأحياناً أكثر ودائماً (السندويش) سيد المائدة عند هم وكوننا جميعاً نتعامل بهذه الطريقة في حال الحاجة للخبز بشكل مفاجئ يضطر للاستعارة من عند جاره في قدوم ضيوف أو استهلاك زائد.

غانه عجيب

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار