الوحدة : 9-4-2020
لطالما افتقدت شوارع وأحياء مدينة اللاذقية لمظاهر النظافة، بشكل بات الحديث عن غياب هذه الظاهرة يتصدر أغلب صفحات جريدتنا بشكاوى ومطالب متكررة لم تلق في أغلب الأحيان الآذان الصاغية والأيادي الفاعلة لإزالة أكوام القمامة.
ولكن مع ظهور أزمة وباء كورونا بات من المؤكد العمل على حل هذه المشكلة كون النظافة هي العنصر الأهم في إزالة وتخفيف هذا الأمر.
ونحن هنا لن نبخس الجهات المعنية حقها بما قامت به من إجراءات احترازية لدرء خطر الوباء بحملات النظافة والتعقيم التي شملت أغلب أرجاء المحافظة، مع التأكيد على الدور الشخصي لكل فرد بالقيام بالمثل حفاظاً على صحته وسلامته.
وبالفعل التزم أغلب الناس بتلك الإجراءات باتخاذ تدابير الحماية من استخدام الكمامات والكفوف وسواها من الوسائل الشخصية، ولكن ما غفلوا عنه هو استمرارهم بالاستهتار بقواعد النظافة العامة والمتابعة بعادات كان من المفترض أن تكون في طي النسيان مع سن قانون معاقبة على مفتعلي هذا العمل وهو رمي المخلفات في الطرقات بعد الانتهاء من استخدامها ،فأصبحنا نلحظ وبشكل واضح الكفوف والكمامات والمناديل تغزو الشوارع وترتاح على أطراف الأرصفة محملة بالوباء المخفي المحتمل دون أي رادع أخلاقي أو إنساني من راميها الذي استهتر بصحة كل عابر ممكن أن يحتك بها ويحمل آثارها بين طيات ملابسه ونعلَي حذائه إلى بيته وأسرته.
لقد غفل هؤلاء أن مسؤولية سلامة البلد مشتركة فلا يجوز إلقاء اللوم دائماً على الجهات المسؤولة بل يجب دعمها والمساعدة بحمل راية الخلاص يداً بيد لأن الخطر أيضاً مشترك ويحوم بظلاله على الجميع دون أن يفرق بين ملتزم وغير ملتزم ،مع التأكيد بأن عمال النظافة يقومون بعملهم في ظل ظروف صعبة وخطر مؤكد ، فلماذا لا نعمم المسؤولية ونمد له يد العون بإلقاء هذه المخلفات الضارة بحاويات القمامة أو وضعها بأكياس محكمة الإغلاق لحصر الأذى وضمان عدم انتقال العدوى لأناس أصحاء ذنبهم الوحيد أنهم لمسوها دون قصد بطريقهم.
إنه وقت الوقفة الواحدة في وجه عدو صامت يتسلل بهدوء غادر إن تمكن الولوج لحياتنا سيصعب الفرار، وعندها لا ينفع الندم.
ميساء رزق