الوحدة : 7-4-2020
أثبت أزمة وباء كورونا العالمية مدى أهمية وضرورة القطاع الزراعي ليس باعتباره أحد روافد ومرتكزات الاقتصاد الوطني فحسب بل أهميته كعامل أساسي ومحوري في تحقيق الأمن الغذائي للوطن والمواطن معاً خاصة في حالة الازمات ، فالقطاعات الاقتصادية الاخرى تتأثر بشكل مباشر وغير مباشر بالعوامل الخارجية مثل الأزمات الاقتصادية والسياسية والحروب وأخرها الأزمة الصحية العالمية ، فعلى سبيل المثال أصيب اقتصاد الخدمات والسياحة بحالة جمود وشلل تام في مختلف بلدان العالم والاقتصاد الإنتاجي تضرر بشكل كبير نتيجة انخفاض الاستيراد والتصدير بين الدول بسبب خوف انتقال الفيروس عبر المنتجات أو عبر المواد الأولية الضرورية للصناعات ، بينما بقي الاقتصاد الزراعي صمام الأمان وطوق النجاة رغم كل الظروف ، ومن هذا المنطلق يجب إعادة التأكيد والتركيز على دعم القطاع الزراعي وتأمين متطلباته الإنتاجية من بذور وأسمدة، واستصلاح الأراضي، وتأمين السقاية والعمل على تسويق المحاصيل بأسعار تتناسب مع التكلفة والجهد الذي يبذله المزارع ، ودعم الثروة الحيوانية وتأمين القروض للمزارعين ، ونشر ثقافة استثمار المساحات الصالحة للزراعة مع التركيز على المحاصيل الاستراتيجية الأساسية ودعم الصناعات الغذائية .
عندما نأكل مما نزرع ، ونحقق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي ، سنكون قادرين على مواجهة الأزمات مهما اشتدت ، إن التأكيد على أهمية الزراعة والأرض لا يدل فقط على ثقافة الانتماء بل يدل ويعكس أيضاً ثقافة الوعي ، هذا الوعي المبني على حقائق اقتصادية وتجارب حياتية واخرها تجربة وباء كورونا.
هالة كاسو