الوحدة:2-4-2020
المظلّة الاجتماعية تخيّم فوق رؤوس العمالة غير المنظمة، ستصدر التعليمات قريباُ، وربما تسبق موعد نشر هذه المادة، المهم في الأمر هو جملة (غير المنظمة)، ونؤكد أنها خارج التنظيم العمالي الذي أوكل إليه إحصاء أعدادها كي يتسنّى للشؤون الاجتماعية والعمل إدراجها في برنامج الحماية، لكن ماذا لو أن قوائم النقابات لم تكن شاملة، ماذا لو أنّ اقتصاد الظل الذي تنكّر لوزارة المالية، يتنكّر لعمّاله؟، ستمطر بشدة على أولئك، لا هم داخل الحماية ولا خارج الإصابة الملعونة، خليك بالبيت، كنت عاملاً من الفعلة، عتالاً، تعتاش على كولبة أو عربة جوّالة، تعمل تأكل، (تقعد) تجوع ويجوع أولادك!.
معونة (تعطل) من الصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية، تكرّم وتفضّل هذا الصندوق الذي ينتمي إلى (الفصيلة) الإنسانية، يشعر كالبشر يتألّم لألمهم وبحزن لحزنهم، يشاركهم أتراحهم وأفراحهم، كله نخوة يمد يده لجيبه في الملمات.
لكن الخشية أن يضيّع من يمسكه البوصلة فلا تكتمل قاعدة بياناته إلا ببيانات جزئية لا تغطي الجميع، كم من العمّال غير مسجل بالتأمينات، وكم منهم غير منتسب للنقابات، وكم، و كم مثلما يعيش على باب الله مسلم للسبحانية؟!.
إحصاء للمهن الأقل دخلاً والأكثر تضرراً، غاب عنه الرقم الإحصائي، ودخل في الحساب الاعتباطي، رأس الحربة في كل ما سيؤخذ هو التوثيق كيلا تذهب معونة التعطّل لغير مستحقيها، وشدة الحرص إما ستنعكس إفراطاً في التقييد وحرمان فئة مستحقة قد تكون قصرت في مرحلة ما بتحصين نفسها إجرائياً، أو انفلاتاً من المعايير وهو أحلى المرين، بأن يكون الصندوق للمحتاجين، وليس عليهم.
إن كانت (الشؤون) تبحث عن المتعطلين عن أعمالهم الحرّة فلن تجد منحتها من يدلها إلى ضالتها مثل لجان الأحياء والمخاتير، أولئك يملكون تفصيل التفصيل، ولا ننس هم يجهدون للعمالة غير المنظمة، ولو كان فعَلتها منتسبين لتنظيم لانضووا تحت مسمى (المنظمة) أم نحن مخطئون؟!.
خديجة معلا