الرجل يفضل زوجة فاشلة

الوحدة : 1-4- 2020

قد يختلف اثنان على تعريف الجمال وقد يكون الحق إلى جانب كل منهما، فالجمال نسبي أولاً وكلي ثانياً وإذا كانت العيون الواسعة من آيات الجمال، فليست كل صاحبة عينين واسعتين هي امرأة جميلة وكذلك الأمر بالنسبة إلى كل مواصفات الجمال الأخرى.

ومن زاوية ثانية فإن ما يراه الشخص جميلاً قد يراه آخر غير ذلك، لهذا فإنه مهما بلغ البشر في تحديدهم مواصفات الجمال الثابتة يبقى عنصر الجمال غير الحسي هو الحاسم.

خذوا مسابقات ملكة الجمال مثلاً، فلو كان الأمر يتعلق بمقاييس العين والأنف والسمنة إلخ.

لماذا يتعين على كل متسابقة أن تتحدث أمام الكاميرا ووراء الميكرفون عن موضوعات لا علاقة لها بالجمال ولا بالمسابقة نفسها؟

هل تعرفون لماذا؟ إنه أمر يتعلق بالثقة بالنفس؟

نعم إن المرأة تزداد زينة عندما تكون واثقة بنفسها إنها تزداد حضوراً وجاذبية وتأثيراً ونفوذاً كما أن المرأة الواثقة بنفسها هي الأكثر قدرة على تحقيق السعادة الزوجية ليس لقدرتها الفائقة على أن تلفت نظر زوجها وإنما لأنها ليست من النساء اللاتي تهزهن المشكلات الصغيرة والهفوات هذه المرأة ليست من النوع المهزوز

إنها سنديانة عملاقة لا تهزها ريح، المرأة الواثقة بنفسها تستطيع أن تغير خارطة الأفكار في رأس زوجها لأنها تنفذ إلى أعماقه وتؤثر فيه بطريقة لا يمكن إلا ملاحظتها هذه المرأة تحافظ على درجة عالية من الإبهار في التعامل مع الآخرين من خلال الحديث الطيب وحسن الخلق والرقي في اختيار الموضوعات والذكاء في توقيت طرحها ومهارة الدخول في النقاش والخروج منه بمرونة وانسيابية عند اللزوم قد لا تكون هذه المرأة جميلة جداً من الناحية الشكلية لكن التعامل معها لبعض الوقت سيدفع المرء إلى تغيير رأيه اذ سيكتشف أن الجمال أبعد غوراً مما تلتقطه المرأة الصماء.

الرجل يحب المرأة الجميلة و لكن اسأل أي رجل هل ترغب في الزواج بامرأة تجمع بين الجمال واللا حضور امرأة تبدو كدمية أنيقة لكنها لا تترك أي أثر يدل على وجودها وتفاعلها مع المحيط.

 لماذا يلجأ رجل ما إلى الخيانة أو الزواج الثاني أو الطلاق على الرغم من ارتباطه بزوجة يتمنى الآخرون الارتباط بها لأنه سرعان ما يكتشف أن صدمته في الزواج كبيرة وأنه تزوج من مجرد شكل لا يحمل أي مضمون لقد تزوج من مجرد حيز أجوف لا كتلة ولا وزن ولا إشعاع ولا تأثير.

من بعيد يبدو الأمر كالتالي ما أجمل أن يتزوج المرء بامرأة هانئة البال لا تطالب ولا تشكو لا تحتج ولا تعترض لا تجادل ولا تشاكل بل لا تفتح فمها إلا عند الضرورة القصوى .ولكن الأمر يختلف عندما تكون الصورة قريبة (وهي الحالة التي يصفها بعضهم بوقوع الفأس في الرأس ).في هذه الحال يدرك الرجل وإن كان متأخراً أنه يريد امرأة تشاركه التوتر لكي تعرف ما معنى التوتر وتشاطره القلق والتحسب واليقظة لكي تدرك معنى المسؤولية .

إنه يريد امرأة تعرف أشياء أبعد من مجرد (التبصيم ) وهز الرأس وتلبية الحاجات الأساسية وغير الأساسية، يريد امرأة تناقش زوجها من أجل مساعدته على الوصول إلى استنتاجات صحيحة وحلول سديدة.

لا أحد يكره الجمال ولكن من في هذا العالم المختزن بالقلق واللهاث والتعب والمصاعب المادية يجد ساعة من وقته اليومي ليتأمل جمال زوجته ويتغزل في اتساع عينيها ونعومة شعرها؟

بل قل من في هذا الزمن المثقل بالهموم ينتبه إلى تلك المواصفات الحسية للجمال، اللهم إلا إذا ما مرت بشكل عابر على شاشة التلفزيون.

المرأة الواثقة بنفسها لديها ما هو أقوى من كل تلك المواصفات إنها تستطيع التعامل بحنكة ولباقة مع الظروف الواقعية ومع الناس من حولها وبالتالي فإنها تلفت النظر إليها ليس من واقع امتلاكها بصمات الجمال الحسي وإنما لكونها حاضرة وقادرة على ملء الخير الذي تعيش فيه والتأثير فيه وإيجاد الحلول للمشكلات.

ترى متى تتفوق المرأة المهزوزة على المرأة الواثقة في مسابقات الجمال؟ فقط عندما تكون المسابقة على أساس الصورة ولو أتيح للاثنتين أن تتنافسا بحضورهما الكامل أمام الناس لأدركت الواثقة بنفسها سر الكنز الذي تمتلكه وعلى الرغم من تنامي الحضور النسائي على مسرح العمل والإنجاز في العالم فإن الأبحاث العلمية تشير إلى أن الرجل ما زال متفوقاً وسيظل كذلك عبر المنظور ويعود جزء كبير من السبب في ذلك إلى أن المرأة أضعف من الرجل في مواجهة القلق و بالتالي فهي تقع في الارتباك وتبدو غير واثقة بنفسها.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار