العدد: 9557
الأربعاء: 25 آذار 2020
على الرغم من أهمية الموقع المميز لها على الخارطة السياحية الوطنية فإن الواقع الخدمي في البسيط وبعض القرى التابعة لها بحاجة لمزيد من الاهتمام ولاسيما في المناطق الواقعة على الشريط السياحي والتي تخضع للاستملاك السياحي منذ حوالي 45 عاماً، هذا الاستملاك الذي أبقى المناطق التي يشملها بعيدة عن الكثير من الخدمات وحتى عن التنظيم دون أن يستثمر النطاق الجغرافي الذي يشغله من أجل الغاية التي صدر من أجلها قرار الاستملاك الذي تتعالى الأصوات المطالبة برفعه من أجل فسح المجال واسعاً استثماره وهو الأمر الذي لا يزال بانتظار القرار الحاسم حوله.
وإذا كانت القرى التابعة لبلدية البسيط قد نالت خدمات جيدة في مجال الصرف الصحي فإن البدروسية والبسيط بقيتا خارج هذه الخدمات معتمدة على الجور الفنية في تصريف المياه المالحة وهو الأمر الذي قد يتسبب في تلوث مياه البحر القريبة وفي زيادة الحشرات وإحداث الروائح الكريهة في المناطق القريبة من هذه الجور والتي تشكل جزءاً من نسيج سياحي تتسم به المنطقة ككل، وهو واقع وصلت إليه المنطقة بنتيجة الخلاف ما بين وزارة السياحة ومؤسسة الصرف الصحي التي كانت تنوي إقامة محطة معالجة للصرف الصحي في المنطقة وهو الخلاف الذي أبقى الوضع على ما نتحدث عليه حتى الآن، ولا يقف الأمر عند الصرف الصحي بل إن إشارة الاستملاك السياحي التي شملت نحو 1300 عقار من المنطقة قد أبعدتها عن خارطة التنظيم كونها مستملكة سياحياً والكل يعلم تأثير غياب التنظيم على حياة المدن والبلدات ولاسيما في ظل التطور الاجتماعي والسكاني والطبيعة السياحية الخاصة للمنطقة التي نتحدث عنها والتي تمتد معاناتها أيضاً إلى حدود الواقع السيء جداً للطرقات الرئيسية الواصلة إليها ولاسيما طريق البدروسية البسيط الذي يقارب طوله الـ 11 كيلو متراً والذي يعاني من واقع سيء يستدعي قشطه وتزفيته من جديد وهو الأمر الذي طالبت به بلدية البسيط كما يقول نهاد طوالو رئيس البلدية الذي أشار إلى وعد الخدمات الفنية بتلبية هذا الطلب ولكن لا حياة لمن تنادي حتى الآن علماً بأن هذا الطريق بحاجة إلى ترقيع على الأقل حتى يصبح أكثر قدرة على تلبية الغاية المرجوة منه.
في ضوء الواقع السيء له والذي زاد سوءاً مع حركة القلابات التي كانت تعمل في مشروع الميناء والتي أدت إلى إحداث الكثير من الحفر فيه، وعن حال شبكات مياه الشرب قال رئيس البلدية بأنها قديمة جداً وتعاني من كثرة الأعطال بما يسببه ذلك من هدر للمياه ولكثرة أعمال الصيانة والحفريات التي تتم في أغلب الأحيان دون تزفيت وهو ما زاد وضع الطرقات سوءاً في مناطق مرورها، أما خدمات الكهرباء والهاتف فهي جيدة بشكل عام لكن موضوع النقل والمواصلات بحاجة إلى مزيد من الدعم على الرغم من أن عدد الباصات التي تعمل على البسيط يحصل إلى 47 ميكروباصاً إلا أن العدد الكبير من السكان في المنطقة ولجوء الباصات للاتفاق مع طلاب المدارس في أوقات الصباح والمساء يؤدي إلى حصول اختناق في المواصلات وهو ما يتطلب رفد المنطقة بباصات للنقل الداخلي من أجل حل هذا الاختناق والحد من تحكم أصحاب الميكروباصات في الفترة المسائية في كراجات اللاذقية لتقاضي أجور زائدة من المواطنين.
وفيما يشكل الحصول على المواد المدعومة من السورية للتجارة معاناة للسكان فإن اقتراح بلدية البسيط بإقامة غرفة مسبقة الصنع في الساحة القريبة منها لم يلق الاستجابة المطلوبة من السورية للتجارة حتى الآن وذلك على الرغم من وعد البلدية بتقديم الخدمات المطلوبة لهذه الغرفة في حال إحداثها وعلى الرغم أيضاً من اسهام مثل هذا الأمر في التخفيف من المعاناة على المواطنين في الحصول على مستحقاتهم كون مقر البلدية يتوسط القرى التي تتبع لها ولا يتخلف الوضع كثيراً بالنسبة لموضوع الخبز الذي كان عدد الربط التي تزود به المنطقة يصل إلى 4500 ربطة يومياً وذلك قبل إحداث فرن اتحاد العمال الذي لا تزيد طاقته عن 3 أطنان وهو الأمر الذي ولد زيادة في الضغط على الفرن وحاجة لزيادة مخصصاته لتلبية النقص الحاصل الذي يعوض جزء منه من فرن خربة الجوزة حالياً وهو حل بحاجة لتدعيم ولاسيما في الفترة القادمة (فترة الموسم السياحي) الذي يزداد فيه عدد السكان ويزداد فيه الطلب على الخبز بضرورة علماً بأن عدد سكان البسيط يصل حسب الأحوال المدنية إلى 6700 نسمة، وحسب الواقع إلى ضعف هذا العدد تقريباً ولاسيما في المرحلة الحالية ووجود عدد من المهجرين في المنطقة.
وفي ضوء ذلك كله فإن الخطة الخدمية للبلدية تعاني من الحاجة للتمويل اللازم لتنفيذ العديد من المشاريع الخدمية المطلوبة حيث اقتصر التمويل الموعود حتى الآن على 2 مليون ليرة سورية وهو المبلغ الذي سيخصص وبحسب طوالو للصرف الصحي، أما في المجال المتعلق بالمشاريع التنموية فإن لبلدية البسيط مشروع لتربية الأبقار يعود تاريخه إلى 2017 وهو المشروع الذي يشغل 3 عمال ويؤمن بعض الموارد المالية للبلدية التي تسعى للارتقاء بالخدمات التي تقدم للمواطنين من خلالها.
نعمان أصلان