جــــنون الأســـــعار بـ «خـاتــم رســـــــمي»… البيض تجاوز الألفي ليرة والفروج بلا ضوابط

العدد: 9557

الأربعاء: 25 آذار 2020

 

كدنا أن نكون في مشكلة مع صاحب محل فروج، حين حشرنا أنفسنا من باب الواجب والفضول وسألنا عن سعر الفروج، وفوجئنا بأنه قفز إلى (1450) ليرة للفروج الحيّ مع أنه كان قبل يومين بـ (1150) ليرة، وفي بعض المحلات بـ (1100) لكنه أسرع إلى الدرج ليرينا الفاتورة التي اشتراه بموجبها (1400) ليرة، ومع هذا اتهمنا من ورّد له الفروج بأنه شريكه في امتصاص دم المواطن، لنفاجأ بعد ساعة أن مديرية التموين وحماية المستهلك في اللاذقية سعّرته بـ (1425) ليرة..
تركنا الفروج، وقلنا من لا يستطيع أن يأكل لحماً فعلى الأقل يأكل بيضاً، وأيضاً تكرر المشهد من السجال، صحن البيض بألفي ليرة وهو نفس السعر الذي حددته مديرية التجارة و(لا حماية مستهلك)، ومع أنّها تدرجت في سعر البيض حسب حجم صحن البيض ووزنه إلا أنّه كلّه عند التجار بيض!

لن نعرّج على بقية المواد التي تضمنتها التسعيرة التموينية والتي رفعت من خلالها أسعار جميع المواد، بل أنّها سبقت السوق بذلك، ولو أنها لم تصدر تسعيرتها لربما بقيت الأسعار في حدود مقبولة..
(حماية المستهلك) تدخلت هذه المرة لصالح التجّار، ربما لأن المواطن اعتاد أن يلتزم الصمت حيال السوق، بل أن ارتفاع الأسعار يغريه بشراء المزيد، وبالتالي تكريس المشكلة بدل أن يفعل أي شيء لمصلحته كأن يقاطع البضائع التي ترتفع بشكل جنوني!
كل شيء باهظ الثمن، حتى الجلوس في البيت له ضريبته، ومن أول تباشيره عودة الكهرباء إلى نظام الـ (3 بـ 3) بعد بضعة أيام على (4 بـ 2)، والكمّامة بـ (300) ليرة لمن يريد أن يلتزم بالتعليمات والإجراءات المتخذة بينما في معظم دول العالم توزع مجاناً، وعلبة مطهّر للجلد والجروح نوع (ميديكوسيبت 100مل) شُطب سعرها الأساسي وكُتب عليها بخد اليد (1300) ليرة سورية، وإذا أرادت حماية المستهلك فسأمضي معها إلى الصيدلية التي اشتريتها منها..
لا نستطيع أن نرصد حركة وأسعار السوق، لأن ما نقول إنه بألف حين نستقصي سعره، يصبح بـ (1100) عندما ننشر عنه!
بالعودة للفروج والبيض، فقد جرت العادة دائماً أن تنخفض أسعارهما هذه الأيام بسبب الدفء، وبالتالي انخفاض سعر تكلفته، لكن وكأن هناك اتفاقاً بين المنتجين والتجار وجهات عامة توفّر لهم المبرر الدائم لرفع السعر كرفع سعر العلف، أما المواطن فآخر همّ الجميع!
حتى في صالات السورية للتجارة، وضعنا عيننا على بعض السلع يوم الخميس الفائت، وحين توفّر قليل المال عدنا إليها لنرى أن الأسعار ارتفعت قليلاً واقتربت أكثر من أسعار السوق وفارق الـ (25) ليرة) ليس فارقاً مغرياً لقصد هذه الصالات..

 غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار