خلّيك بالبيت..

العـــــدد 9555

الإثنــــــين 23 آذار 2020

إن لم أحصل على مخصصاتي من الخبز من الدفعة الأولى فكلّ السباب والشتائم على من اتخذ هذه الإجراءات، وحتى ونحن ننتظر وصول الخبر إلى الكشك أو البقالية لا ننتظر فرادى، نجتمع ونلعن الإجراءات!
ما الذي فعله بالعالم هذا (المخلوق المجهري)، وكيف استطاع أن يحيّد دولاً كبرى حتى عن التفكير بمصيره وبكيفية التصدي له بعد أن وصلت حافة اليأس؟ ولماذا لا نصدّق أي شيء تقوله مؤسساتنا الحكومية ونأخذه بـ (اللامبالاة)؟ يا سيّدي المواطن، ما هُدر من خبز خلال الأيام القليلة الماضية يكفي لأسبوع قادم، استغلال الوضع، وضخّ الخبز بشكل مستمر كان فرصة للبعض لتوفير علف مواشيهم من (دم قلوبنا)، وانضم إليهم عن غير قصد بعض الذين لا يعرفون ما معنى (الخبز) وما أهمية أن يبقى متوفراً!
نقول ونكرر دائماً: الإجراءات ومهما كانت مثالية لن تكون كامل الحلّ ما لم يتعامل المواطن مع هذه الإجراءات بكثير من الوعي والإحساس بالمسؤولية، وهذا ما يفتقده كثيرون، ونحن نراقب ونتابع ولو في محيطنا الضيّق (الجيران في الشارع أو الحيّ)!
هناك ما يشبه (النكتة)، حيث يتزاحم الناس على شراء المعقمات والكمامات والكفوف، ولكن نسبة قليلة جداً تلك التي تستعمل ما اشترته!
الكلّ يتحدث عن ضرورة الالتزام بالتعليمات التي تصدر تباعاً لكن مشواراً قريباً يعطيك صورة عن مدى التقيّد، وإن ذهب كثيرون إلى إرجاع ذلك إلى عدم ترافق تلك الإجراءات بما يدعم التقيّد بها.
على المقلب الآخر، ما تزال الوحدات الإدارية وكافة مؤسسات القطاع العام تنجز ما يفرضه الواقع الصحي الحالي عليها، من خلال حملات التنظيف والتعقيم، بالتوازي مع تخفيف نسب وساعات الدوام، واقتصاره على المديرين ومعاونيهم وعدد قليل من الإداريين، كما تابعنا حداً معقولاً من الالتزام بما صدر من تعليمات تخصّ المقاهي والكافيتريات والمطاعم وغير ذلك، وتمّ تأجيل دفع الفواتير والأقساط وكلّ ما من شأنه تخفيف الازدحام.

غانـــــم محمـــــد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار