رهام التزة: حكايات ســــورية تســتحق أن نخلدها ســينمائياً

العدد: 9298

الأحد-24-2-2019

 

بعيداً عن المحاولات الفنية الخجولة في المدارس تعتبر انطلاقة الفنانة رهام التزة ابنة الساحل السوري متميزة أثناء دراستها الجامعية في كلية التربية حيث قدمت عملاً مسرحياً اختارها لبطولته المخرج شاكر شاكر، وقتها اكتشفت تلك الفنانة القابعة في داخلها وعرفت أن عليها أن تكمل في طريق الفن لأن لديها ما تقدمه، فتنقلت ما بين شواطئ الفن لنعرفها مخرجة تارة، وتارة مؤلفة وغالباً نجدها ممثلة متألقة.

* رهام التزة، شاركت في بداياتك في ورشة عمل مسرحية مع الفنان الراحل نضال سيجري، ما الذي استفدته من هذه التجربة؟
** مشاركتي مع الراحل نضال أفادتني كثيراً لأنه قبل أن يعلمنا أساسيات المسرح علمنا كيف يكون واحدنا إنساناً وهذا ضروري مهم جداً، كما هي العلاقة الروحية التي جمعتنا معه.
لقد تعلمت كل المبادئ الأساسية للعمل المسرحي في هذه الورشة حتى طريقة تفكير المخرج وإدارة الممثلين واختيار الموسيقا.
نضال سيجري علمني أن أحارب لأجل تحقيق أحلامي، أن أكون ككرة الثلج التي تكبر كلما وقعت وتدحرجت، أن أستغل ضعفي وأحوله إلى قوة على المسرح، كان مدرسة وكنت محظوظة لأني نهلت من علومها وخبراتها، وكل عرض مسرحي أقدمه في حياتي الفنية سيكون مهدى لروح نضال سيجري.
* نلاحظ أنكم جيل المخرجين الشباب تقدمون أنفسكم للجمهور بأكثر من صورة, فالمخرج ممثل ومؤلف ومعد، برأيك ما سبب هذه التعددية في شخص الفنان الواحد، وعلام يدل ذلك؟
** أنا لا أقدم نفسي كمخرجة، أنا ممثلة أخرجت بعض الأعمال وكتبت، وأجد أن من المهم للممثل أن يتعرف على كافة المهمات التي تتعلق بعمله من إضاءة وصوت ومع التجربة يكتسب الخبرة فإن كانت لديه موهبة الإخراج ستظهر وتتبلور، وفي الحقيقة ليس من السهل أن تكون ممثلاً ومخرجاً في العمل المسرحي ذاته لأنك بحاجة من يقوم عملك ويوجهك لذا تكون مهمة صعبة فإن نجح الفنان فيها يدل ذلك على وعيه وثقافته ومعرفته بأدوات المسرح.
وهذا أمر إيجابي إذا وظف بطريقة صحيحة بدون مبالغة ونرجسية أو أخطاء.

* نلت العديد من الجوائز كجائزة أفضل ممثلة في مهرجان المسرح الجامعي عن دورك في مسرحية (شوية غسيل)، وجائزة أفضل ممثلة في أكثر من عرض ما بين المهرجان الجامعي الأول في ليبيا ومهرجان فلاديفيا في الأردن، ما الذي أضافته هذه الجوائز إلى حياتك وشخصيتك الفنية؟
** الجوائز أمر إيجابي ومحفز للفنان تدفعه لتطوير أدواته وصقل موهبته ليحقق نجاحاً أكبر، إنها دافع للعمل إذا فكر فيها بعيداً عن الغرور الذي يقتل الإبداع، وحصولي على جائزة أفضل ممثلة بعد تنافس مع ممثلات عربيات قديرات يدعو للفرح العارم الذي لا يشبهه فرح آخر ولكنه أيضاً أمر مخيف ومتعب لأنه حملني عبئاً فأصبحت دائمة البحث والعمل والمقارنة، أنا أقارن نفسي بنفسي كل سنة بالتي قبلها هل تطورت، أكنت أفضل؟
لذا أظل في حالة سعي دائمة لتطوير أدواتي على مستوى الجسد بممارسة الرياضة والرقص، والصوت واللغة وأي أمر يجعلني أقدم الأفضل للجمهور الذي كان سبباً مباشراً لنيلي الجوائز.
* نال فريق صدى الروح المركز الثالث على مستوى القطر ضمن فعاليات تمكين اللغة الفرنسية في وزارة التربية عن مسرحية من إخراجك (جان دارك)، هل تعاملت مع التجربة بشكل عادي كأي نص مسرحي، أم أن للغة الفرنسية خصوصية جعلتك توسعين آفاق بحثك الإخراجي؟
** (جان دارك ) لم يكن عملي الإخراجي الأول، شاركت في إخراج جماعي لعمل بعنوان (وجوه) لكن مع جان دارك كان التحدي كبيراً فأنا المسؤولة لوحدي عن الإخراج وإدارة الممثلين والإضاءة والصوت والملابس، كنت أقدم ممثلين شباباً يقفون لأول مرة على خشبة المسرح ليمثلوا باللغة الفرنسية، هذه اللغة التي جعلتني أتعامل بطريقة مختلفة أجمع الوثائق والروايات المختلفة حتى أصل لنقاط واضحة لشخصية جان دارك، وكأي لغة فلهذه اللغة طابعها الخاص وعلاقتها مع جغرافيا المكان والتاريخ وطريقة النطق والمفردات المرتبطة بحقب زمنية معينة، كل ذلك سنطبعه على عناصر المسرحية وكل ذلك أثر على طريقة تفكيري بالعمل المسرحي ككل متكامل وأرهقني على الرغم من الدعم المقدم من قبل المشرفين على اللغة الفرنسية.
* على الرغم من شغفك بالمسرح إلا أن التمثيل التلفزيوني نال نصيبه من سيرتك الفنية، ما هي أبرز الأدوار التي قدمتها، وما هو الدور التلفزيوني الذي تنتظرينه وتعتقدين أنه سيشكل نقطة التحول في مسيرتك؟
** تجربتي في التلفزيون كانت قليلة، لكن لكل دور قدمته نكهة خاصة ومحببة بالنسبة لي، حيث حاولت تقديم شخصيات مختلفة متنوعة بطريقة جديدة، بالنسبة للدور الذي أنتظره إنه الدور الذي سيؤرقني وسيكون تحدياً صعباً لذاتي، شخصية مختلفة عن كل ما قدمته.
* قدمت دور البطولة مؤخراً في مسرحية (جيوفرينا) في عدد من المحافظات ونال صدى إيجابياً في الأوساط الإعلامية والفنية، ما سر نجاح هذا العمل، وما الذي يميزه عن غيره بالنسبة إليك؟
** (جيوفرينا) تأتي أهميته من كونه عملاً جماعياً بامتياز تميز بالتشاركية والتعاون والحب والعذاب الذي عانيناه ليبصر النور، كان عملاً قريباً من الواقع السوري بطريقة بسيطة معبرة قريبة من الروح تحدث عن الانفصام الذي نحياه في زمننا،
كل تلك الأشياء جعلت هذا العمل يلقى النجاح، وفي ذات الوقت قدم لي الكثير حيث قدمني للجمهور بطريقة جديدة، شخصية لم أقدمها سابقاً غريبة بانفعالاتها النفسية والعاطفية، جيوفرينا أعطتني فرصة حقيقية لإظهار مكامن القوة في شخصية رهام الممثلة.
* وماذا عن عالم السينما الذي حضرت فيه بأفلام قصيرة وفيلم طويل؟
** السينما هي غاية كل ممثل فالسينما خالدة، نعم بدأت بأفلام قصيرة قبل عشر سنوات مع كادر شبابي في المحافظة وكانت تجربة رائعة سعينا من خلالها لتطوير السينما المحلية بمبادرة شبابية ثم انتقلت للعمل مع احترافيين بخبرات عالية ومؤخراً عرض فيلمي (طريق الجلجلة)..
السينما للأسف تراجعت بسبب ظروف البلد لكننا كما نأمل بنهضة سينمائية سورية كبيرة بوجود مواهب فنية كبيرة وحكايات عشناها في سورية تستحق أن نخلدها سينمائياً، لدينا كل المقومات لصناعة سينما سورية تنافس العروض العالمية وسنفعل بإذن الله، فأعمال المخرجين السوريين ترشحت لجوائز عالمية ونالت عدداً منها.

نور نديم عمران

تصفح المزيد..
آخر الأخبار