في دائرة الحوار

العدد: 9298

الأحد-24-2-2019

 

 

تتعدد الأحاديث وتتنوع اللقاءات نتيجة تعدد الأهداف المطلوب تحقيقها والقضايا المطلوب معالجتها.
وإذا كان الحوار هو عملية تبادل الأفكار والمعلومات، ويختلف باختلاف مناهج التفكير والموضوعات المتداولة، واختلاف الجماعات أو الأفراد القائمة به، لكن في النهاية يبقى الهدف منه هو الوصول إلى قناعات ونقاط تقاطع أو توافق مشتركة ما أمكن ذلك في شأن الموضوعات التي يتم التحاور حولها، وما يجري ويقوم من حوار بين الناس بعضهم بعضاً يبقى وسيلة للتواصل واستمرار اللقاءات.
وإن كان الحوار ليس كما يجب أن يكون، كما نرى هذه الأيام، لا شك له أسبابه ومبرراته، من ذلك الإحساس بالعجز والقنوط من امتلاك القدرة على الحوار أو اللقاء والاستماع لما يقوله الآخر أو عجز الآخرين أيضاً على إنجاز الحوار ثمَّ عدم التوصّل إلى قواسم مشتركة أو نقاط تفاهم ترضي الطرفين.
ما يدور في أجواء الحوار وجهات النظر وأفكار هي وسيلة للفهم والتبادل رغبة في الوصول إلى التوافق حول ما هو مطلوب، إنه طريقة جديدة في عملية التفكير تجعل المحاور يخرج عن نمط التفكير في ثقافته، ويأخذ بالحسبان نمط التفكير في ثقافة الآخر الذي يحاوره، لا أن يعتاد على تفكيره الذاتي فقط.
طريقة وأسلوب الحوار أو ما يمكن أن نسميه (منهجاً) شيء مهم في سير الحوار وإقامته لطرح الأفكار والمفاهيم وما يراد نقاشه، إذ يتطلب طرح ذلك بصورة منسقة تخلو من المتناقضات بشكل متسلسل، تتراتب من خلاله الأفكار والموضوعات من حيث الأهمية والهدف، ليتم ترابطها وتنظيمها مع بعضها بعضاً بصورة موضوعية منطقية للوصول إلى النتائج المرجوة.
في أيامنا هذه كم نحن بحاجة إلى دائرة الحوار البَّناء وطاولة النقاش وضرورة استعداد كل طرف للانفتاح على الآخر، وعدم التمسك والوقوف عند الخصوصية المطلقة لكل طرف مكتفياً بذاته دون توسيع الدائرة وانفتاحها..

بسام نوفل هيفا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار