العدد: 9298
الأحد-24-2-2019
بين الحرف والكلمة، الفاصلة والنّقطة، المفرد والجمع، الاسم والجملة، ضاعت هويّة الثقافة، وتاهت خطوط اللغة العربية بين الرقعة والفارسي و . .
في غابر الزّمان كانت إشكاليات الحرف ولغته وطرق كتابته تطفو على السّطح الثقافي، أما اليوم فقد تماهت تلك الإشكاليات وتلاشت ليطفو ما هو أكثر تماهياً وتماشياً مع مفرزات الواقع الأدبيّ والنحويّ والثقافيّ.
فما كان يصلح لأدب العصور الماضية نراه غير ملائم، لا بل مناقضاً في كثير من الأحيان لمبادئ وقواعد عصرنا الرّاهن.
تطورات وتعديلات عدّة طرأت على بعض قواعد اللغة العربية تحديداً مع الاحتفاظ بالأصيل منها، لاسيّما مع ظهور وتداول مصطلحات جديدة فرضت ألفاظها ومعانيها بقوّة، ما أوجد لغطاً في تفسيرها وقواعد إعرابها، ووقع النحويون في مغالطات وإشكاليات استدعت أخذاً وردّاً، تصحيحاً وتصويباً، وإلغاءً وإبقاءً، فضاعت معها أسس اللغة ومبادئها، ووقع طلّابها ضحيّة هذه المنازعات والمناوشات اللفظية والقواعدية.
ليبقى المرجع الأساس في حلّ هذه المعضلات فقهاء اللغة وعلماؤها، الذين ما فتئوا يبحثون وينقّحون ويصوّبون أخطاء وهفوات من تاهت بهم سُبل العربية وطرائق النّحو فيها، ولتبقى معاجم العربية وقواميسها، الكنز الأساس الذي نغرف منه درر النّحو وجواهر الإعراب بعيداً عن مصطلحات الواقع اللغوي المعاصر ومفرزاته اللّا عربية، لتكون اللغة العربية الأمّ الرؤوم لكل الآداب والعلوم الإنسانية.
ريم جبيلي