العدد : 9552
الثلاثاء : 17 آذار 2020
من خلف نوافذ دور الرعاية ينتظر الآباء المسنون زيارات أبنائهم لهم وفي جعبتهم آلاف الحكايات التي تسرد معاناتهم الطويلة مع الزمن وصعوبة تأمين لقمة العيش لأبنائهم عندما كانوا أطفالاً صغاراً.
لم يكترث الآباء المسنون آنذاك لمعوقات الحياة وصعوباتها فقد آنستهم لمات الشمل الصباحية وضجيج ابتسامات أبنائهم كل ألوان التعب في سنين سابقة مرت ليستفيقوا من كابوس انتظارات بلا لقاء دام أياماً وشهوراً أو سنيناً، وراء تلك النوافذ على صوت نداء أحد المرافقين الموجودين في تلك الدور مردداً: يا خال أو ربما يا خالة حان موعد تناول الدواء فأبناؤك لن يأتوا اليوم وموعد الزيارات قد انتهى، فأُسدِلت ستارات النوافذ والتي أسدلت معها آمال انتظاراتهم.
لم تمل الانتظار
* في دار رعاية العجزة والمسنين التابعة لجمعية المواساة الخيرية الإسلامية لمدينة اللاذقية تقضي السيدة حنيفة البالغة من العمر 90 عاماً معظم وقتها بالجلوس على ذاك الكرسي الأحمق الذي لم يمل الانتظار رغم كل الخيبات فربما يأتي أحد أبنائها لزيارتها في دار الرعاية التي وضعوها فيها ظانة نفسها أنها في المشفى بقصد العلاج كما أخبرها أبناؤها وقد مضى شهران ولم يأتِ أحد، تقول حنيفة: منذ 6 أشهر أنا هنا وقد اشتقت لأبنائي وتشكو معاناتها من أمراض عدة كالقلب والضغط ورغم ذلك لا يعنيها الأمر، كل ما يعنيها رؤية أبنائها بأقرب وقت.
* أما السيدة إلهام والمتواجدة أيضاً في دار المواساة الخيرية تقول: أنا هنا منذ 8 سنوات بعد أن أهرمتني الحياة والظروف قبل سن العجز المتعارف عليه، فقد تزوج زوجي من امرأة أخرى وقام بإحضارها للعيش في منزلي الذي أقطن فيه وبرفقة أولادي الأربعة لتبدأ المشاكل الزوجية التي أوصلتني لانهيار عصبي فلم أجد مكاناً مريحاً لي بعد طلاقي منه وتخلي إخوتي عني بسبب زوجاتهم إلا دار العجزة لكن أبنائي لم يتخلوا عني فهم يزوروني باستمرار ويؤمنون لي كل احتياجاتي رغم ذلك أفضل البقاء هنا خشية أن أصبح عبئاً عليهم بعد زواجهم أو أكون سبباً في حدوث مشاكل مع زوجاتهم.
* السيدة بديعة تعيش في دار الراحة للمسنين الكائن في مشروع ياسين تسرد قصتها قائلة: بعد وفاة زوجي وبعد خسارة منزلي الذي كنت أسكن فيه ضمن مدينة حمص ونتيجة تدميره من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة لم يبقَ لي مكاناً للعيش فيه فقررت العودة إلى اللاذقية مسقط رأسي والمكوث في دار الراحة للمسنين وعندما سألناها عن إخوتها أو أقاربها قالت: يوجد لديّ أخوان اثنان ولكن ظروفهما سيئة جداً ولا يمكنني الاعتماد عليهما لتسبق دموعها عبارات أرادت البوح بها حول وضعها السيئ ومعاناتها مع الأمراض من قلب وضغط وديسك إضافة لمعاناتها من الوحدة وصعوبة الاعتماد على نفسها في هذه المرحلة المتأخرة من العمر.
* آجيا منصور بعمر 82 عاماً والتي التقيناها في دار الراحة للمسنين أيضاَ تقول آجيا: أنا هنا منذ 7 سنوات والراحة والخدمة التي أتلقاها تفوق التصور فبعد وفاة زوجي قررت بنفسي العيش في دار الراحة كوني لم أنجب أولاداً إلا أن ابن أخي يزورني بشكل مستمر ويدفع عني آجار الدار إضافة إلى أنه يؤمن لي المصروف والدواء، وترى آجيا أن دار الراحة هي سند وسترة للمسن مؤكدة إن راحتها وفرحتها الكبرى تكتمل بخلاص وشفاء بلدنا الحبيب سورية من الحرب الإرهابية الراهنة التي تعرضت لها متمنية من الله أن يحمي سورية ويحرسها بحمايته.
تعددت حالات وأحوال وظروف المسنين الذين التقيناهم وهذا مرتبط بمتغيرات مختلفة متعلقة بمؤثرات معينة لابد من تفسيرها وتحليلها للبحث في أسباب وجود هذه الظاهرة في مجتمعاتنا الشرقية والتي لا عاداتها ولا دياناتها ولا حتى قيمها تقر بعيش الأبناء في وادٍ وآبائهم في وادٍ آخر فما هذه المؤثرات والمسببات التي سرقت من مجتمعاتنا أرقى المبادئ ألا وهي صلة الرحم وبر الوالدين والتماسك الأسري الذي تحاكت به دول الغرب جمعاء.
خدمات متكاملة
كشف رئيس جمعية المواساة الخيرية الإسلامية في مدينة اللاذقية عبد الرحمن غريب أن الجمعية تأسست عام 1959 منوهاً إلى أنها تقوم بأعمالها ونشاطاتها تحت إشراف مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل إذ توجد 31 نزيلة مسنة بين (50-95) عاماً وعن شروط قبول المسنات في دار المواساة الخيرية يضيف غريب لابد من بلوغها سن (50) وألا تكون مقعدة أو تعاني من تخلف عقلي أو ذهني (زهايمر مثلاً)، أن تكون موافقة على العيش في الدار، وبالنسبة لأجور الدار هي أجور رمزية مع مراعاة بعض الحالات الإنسانية وبالتالي عدم تقاضي أجور وهناك مواعيد للزيارات تتراوح بين (11-1) ظهراً و(3-5) مساءً مع عدم السماح للمسنين بالخروج من الدار إلا بمرافقة الكفيل حرصاً على سلامتهن.
وأشار غريب إلى وجود مستوصف ضمن الجمعية وبأسعار رمزية مع طبيب خاص مناوب في الدار يوم في الأسبوع للكشف والاطمئنان وبشكل دوري على أحوال المسنات الصحية وبالنسبة للخدمات جميعها مجانية كتقديم وجبات الطعام (فطور، غداء، عشاء) مع وجود فريق كامل لمتابعة أمور النظافة والطبخ وغيره منوهاً إلى فعاليات الدعم النفسية والترفيهية التي تقيمها الجمعية بين الحين والآخر وبالتعاون مع فرق الكشافة وفريق الدعم النفسي للهلال الأحمر وتبرعات المجتمع الأهلي.
وعن كيفية قبول المسنات في الدار أوضح غريب أن تسجيلهن يتم بتوجيه كتاب من مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل أو بموجب ضبط من قيادة الشرطة يتم تسجيله لاحقاً في الدار.
دعم مجتمعي
الأستاذة سيلفا كرابيت نائبة مدير دار الراحة لرعاية المسنين بيّنت أنه تم تأسيس الدار عام 2002 وهي تابعة لجمعية الرحمة المسيحية والتي شعارها (كن عوناً للفقير) ومن أحد أعمالها بناء هذا الدار المؤلف من 3 طوابق، طابق للرجال وطابقين للنساء وفي كل غرفة يوجد نزيل أو اثنان ومن أهم شروط القبول في الدار أن يكون المسن قادراً صحياً وجسدياً ولا يعاني من حالة إعاقة أو زهايمر أو ما شابه ذلك وأن يكون العمر فوق 60 مع قدومه للدار بإرادته ورغبته، وعن برنامج الدار كشفت كرابيت يوجد 3 وجبات طعام يومياً إضافة إلى تخصيص مسؤولين عن رعاية المسنين صحياً وطبيب مناوب بشكل دائم وبالنسبة لأوقات الزيارات تكون بين (10 -12) ظهراً و (5-7) مساءً، كما يتم تنظيم أنشطة وفعاليات وبرامج ترفيهية ورحلات سياحية بالتعاون مع المنظمات والجمعيات المرخصة أصولاً كالأمانة السورية للتنمية والهلال الأحمر وجامعة الأندلس وغيرها وبإشراف مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل.
رأي مختص اجتماعي
رندة إسماعيل دكتوراه في قسم علم الاجتماع كلية الآداب جامعة تشرين ترى أن المسنين يمثلون شريحة هامة من المواطنين الذين يتسمون بطبيعة وسيكولوجية خاصة تستلزم الفهم والوعي الكامل لاحتياجاتهم ومتطلباتهم من حيث العوامل المرتبطة بهذه المرحلة العمرية من خلال إيجاد أفضل وسائل الرعاية التي تكفل الحفاظ على كيانهم المعنوي والمادي وتوافقهم الشخصي والمجتمعي مضيفة أنه كلما ازداد عدد كبار السن كلما ازداد ظلمهم واستغلالهم وإهمالهم وتعتبر قضية رعاية كبار السن من القضايا التي يوليها العالم المعاصر اهتماماً خاصاً نظراً للتزايد العددي لشريحة المسنين في معظم دول العالم.
وفي ظل التحولات العالمية الجديدة عموماً والتغييرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في مجتمعاتنا خصيصاً كانت هناك تأثيرات سلبية في محيط العلاقات الاجتماعية وخاصة محيط الأسرة وما نتج عنها من تفكك وتحلل للروابط الأسرية، وتؤكد الدكتورة إسماعيل أن شريحة المسنين من الجنسين هي صاحبة السبق بما يتحقق لأي مجتمع من عوز وتقدم خلال مسيرة الإسهام البناء والمتصل عبر الحقب والازمنة المتعاقبة.
وتشير الدكتورة رندة إلى الآثار السلبية للحرب الإرهابية الكونية التي تعرضت لها البلاد وما نتج عنها من سوء الأحوال الاقتصادية نتيجة التخريب والتدمير من قبل المجموعات الإرهابية التي عاثت فساداً في البلاد وهذا ما أدى بدوره إلى تفكك في العلاقات الأسرية وبالتالي تخلي الكثير من الأبناء عن آبائهم لعدم قدرتهم على إعالتهم والعناية بهم في ظل العولمة وتطور التكنولوجيا وبالتالي تبادل المشاعر والعواطف والمبادرات عبر الواقع الافتراضي الذي أصبح المعلم والمرشد الأول لهم في ظل غياب الأم والاب وهذا ما تحاول استغلاله الدول المستعمرة للسيطرة على عقول الشباب.
وتضيف الدكتورة إسماعيل: بدأت في الآونة الأخيرة ظاهرة تخلي الأبناء عن آبائهم وأمهاتهم لملاجئ دور الرعاية للمسنين نتيجة للحرب الراهنة والظروف الاقتصادية الناجمة عنها إلا أنه وفقاً للعادات والتقاليد تعتبر هذه الظاهرة دخيلة على مجتمعاتنا العربية التي تتميز عن غيرها من المجتمعات بالتراحم والتعاضد والتماسك الاجتماعي، وبدأت هذه الظاهرة بالتغلغل وصار لها مؤيدوها ورافضوها إلا أن نتائجها وخيمة كالقضاء على أواصر المحبة والإخوة التي تجمع بين أفراد المجتمع وتنوه الدكتورة رندة إسماعيل إلى أن علم الاجتماع لا يحبذ انطلاقاً مما سبق ترك الأهالي في دور الرعاية لأن هناك بدائل مثل جليس مسن في ظل غياب الأبناء لحين عودتهم كذلك يمكن للدولة أن تخصص راتباً للمسن كضمان اجتماعي مثل دور الأطفال تستقبل المسنين خلال غياب الأبناء في العمل وتعيدهم وقت عودتهم وهكذا نبقي على التكافل والتضامن والتماسك الاجتماعي.
ربط المسن بأسرته
نهلة خضيرة أخصائية اجتماعية بدور رعاية المسنين ومشرفة على دور رعاية المسنين سابقاً في مدينة اللاذقية تقول: إن مرحلة العجز الكبر هي مرحلة حساسة وتختلف درجة الحساسية حسب الشخص وحالته المهنية والاجتماعية قبل الشيخوخة منهم من تضعف قدراتهم الجسدية مع الحفاظ على قدراتهم العقلية وبعضهم يفقد قدراته العقلية وقد يبقى صحياً جيداً وفي كلا الحالتين نكون أمام صعوبات كثيرة ونحتاج إلى خبرات وقدرات عند الفرد الراعي للمسن إضافة إلى خبرات نفسية وعلاجية ودعم معلوماتي حول المسن والتطورات التي طرأت عليه لاتباع الأساليب والسبل الأفضل لرعايته.
وتضيف خضيرة: إن الرقم العمري للشيخوخة والمحدد عالمياً هو (60 عاماً) فما فوق إضافة إلى أن المشاكل والظروف التي يمر بها الشخص قد تنتهي به إلى حالات مرضية وعجز نفسي وجسدي قبل السن المحدد وبالتالي إهمال أسري ومجتمعي وفي مثل هذه الحالة لابد من التوجه إلى دار تحتضنه بدلاً من الأسرة مؤكدة أن هناك فرقاً شاسعاً بين المسن الذي يعيش ضمن أسرته والمسن الذي يعيش ضمن الدور، فالشخص الذي عاش ضمن أسرة وقد كان الراعي وصاحب أمر ونهي على أفراد أسرته سيتعرض لأزمة نفسية عند فقدانه لهذا الدور وتجريده منه وهنا لابد من استيعابه من قبل أسرته والتعامل معه بطريقة سليمة تناسب المرحلة العمرية التي يمر بها وقبول آرائه وأفكاره وإن لم تنفذ وعند احتضان المسن ضمن أسرته سيؤدي هذا حتماً إلى تجنب الاضطرابات النفسية والجسدية وسيشعر بالسعادة عندما يحيطونه باهتمامهم، وتوضح الأستاذة نهلة خضيرة أن الطريقة الأفضل لزيادة فعالية دور الرعاية والوصول إلى نتائج إيجابية ومرجوة من تأسيسها هو ربط المسن بأسرته واستمرار التواصل والود والزيارات وتمكين قدراته النفسية والفكرية من خلال فعاليات مجتمعية تناسب عمره، وحسب خبرة خضيرة تكشف لنا أن المسن قولاً واحداً لا يعيش سعيداً في دور الرعاية ويفضل العيش ضمن أسرته إلا أن تقبل الواقع والظروف تجعله يعبر عن سعادته ضمن الدار وخاصة الذين منهم ظروف أبنائهم وذويهم سيئة مقارنة بظروف الدار التي يعيش فيها.
دين ووفاء
الشيخ إبراهيم يوسف، خطيب جامع في مديرية أوقاف اللاذقية يقول: إن الإحسان للضعفاء ورعاية حقوقهم من المكارم والفضائل العظيمة التي حض عليها الإسلام ويعتبر المسن من الضعفاء في المجتمع ومرحلة الكبر مرحلة ضعف عام التي تظهر فيها علائم الترهل الجسدي كالتجاعيد وتراجع السمع والبصر وجميع الحواس عند المسنين إضافة إلى الضعف الفكري والعقلي كالنسيان وهذا بدوره يتطلب الرعاية الخاصة بهم واستشهد الشيخ يوسف بقول رسول الله (ص) من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا، منوهاً إلى ثواب العمل الحسن والتعامل برأفة واحترام مع الكبار والمسنين، قال تعالى (هل جراء الإحسان إلا الإحسان) ويضيف الشيخ إبراهيم يوسف قائلاً: يجب علينا احترام المسن لأنه سيأتي اليوم الذي سيكون جميعنا في نفس المرحلة العمرية، ومن يضيع حقوق المسنين في كبرهم سيأتي اليوم الذي يضيع أبناؤه حقوقه في كبره، وهنا لابد من التأكيد على ضرورة احترام الآباء المسنين ومراعاتهم وإلقاء السلام عليهم بكل أدب ووقار وتقدير وأن نقوم بتقديمهم دائماً في المجالس وعند الطعام والدخول والخروج وغيره.
وأشار الشيخ يوسف إلى الآثار السلبية لتوجه الأبناء نحو ظاهرة دخيلة وغريبة عن مجتمعاتنا الشرقية ألا وهي وضع آبائهم عند كبرهم في دور المسنين بلا رقيب ولا رفيق وهذا بدوره سيؤدي إلى القطيعة مذكراً بأن الله تعالى توعد العاق بتعجيل العاقبة في حياته قبل مماته مستشهداً بقول رسول الله (ص) /كل الذنوب يؤخر الله ما شاء منها إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإن الله تعالى يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات/.
ويوجه الشيخ يوسف رسالة لأبناء المجتمع مشدداً على أن البر والإحسان للآباء والمسنين والقيام بواجباتهم والسعي لغزالة وإقالة همومهم وأحزانهم من أعظم أسباب التيسير والبركة لصرف البلايا عن العبد.
أخيراً
لما نلقي اللوم في تفكك العلاقات الاجتماعية وضياع القيم في مجتمعاتنا والتي أهمها بر الوالدين التي تعتبر الركيزة الأولى لتعاضد الأسرة والمجتمع على الظروف الاقتصادية أو الحروب وغيرها، ألم يكن المرء في العهود السابقة يعيش أسوأ مراحل المعيشة والظروف الصعبة وسط أسرة تجمعهم بالكامل في منزل صغير بسيط تزينه قصص وحكايات الجد والجدة لتزيح هموم ومتاعب الحياة من قلوب أبنائهم وأحفادهم الذين لم يشعروا آنذاك بأي عبء تجاههم أليس البعد عن الوصايا الإلهية كالبر والإحسان والصدق والحب والخير وغيره السبب الأكبر لقساوة القلوب وضياع وتشتت القيم والمبادئ التي اعتادت عليها ومجتمعاتنا منذ عصور إذاً هنالك ثغرة واضحة وهي الضمير الذي يقتل شيئاً فشيئاً مع بعد الإنسان عن خالقة فالمرء الذي تغلغل رضا الله في قلبه محال أن يتخلى عن الوصايا التي ترضي خالقه والتي أعظمها (بر الوالدين) وطاعتهما فرضا الله من رضا الوالدين ومن تخلى عن والديه تخلى عنه الله.
جراح عدرة