بــــلاد وعبـــــاد.. كورونا؟

العـــــدد 9551

الإثنــــــين 16 آذار 2020

حدثني صديقي الذي جاء من رحلة تجارية منذ فترة ليست ببعيدة من الصين قبل ظهور الوباء كورونا، صديقي وضّح لي الإجراءات التي قامت بها الحكومة هناك طبعاً ـ بيّن ما سمعناه على الإعلام ـ الإجراءات فعلاً أدهشت العالم بالنجاح في ضبط سلوك مليار ونصف مليار مواطن بكل يُسر من خلال الإيمان بالعلم.
قال صديقي: الشعب الصيني شعب صامت وهادئ ويُواجه المشاكل بالحلول والأبحاث العلمية وليس بالصراخ والمقالات والبرامج الفضائية التي تملأ الدنيا صخباً وجنوناً دون فائدة.
نعم تم حظر التجوال في العديد من المدن الصينية (وأقل المدن عدداً يصل إلى نحو 12 مليون نسمة)، وعلى الفور التزم الصينيون بالأوامر وأغُلقت المدارس والمطارات وتوقفت السيارات والتزم الناس في بيوتهم وأغلقوا النوافذ وقد أعدوا طعاماً يكفي لأسبوعين، وللحق لم نسمع عن معارضة صينية تستغل الوباء وتخرج للصراخ والنعيق وتحرّض السكان على خرق حظر التجوال، وفي عدة أيام تم بناء أكبر مستشفى على بعد 9 كم من أول تجمع سكني وتم تجهيز المشفى بالمعدات والمختبرات والأطباء وطواقم التمريض وبدأ العلماء هناك فوراً على إيجاد علاج ولم ينتظروا منظمة الصحة العالمية أو غيرها أن ترسل لهم العلاج.
ما جعلني أعجب بالحديث وأنقله إلى هنا للقراء الأعزاء هو القرار الحكومي . . في بلدنا الحبيب سورية ـ الذي تم اتخاذه من قبل الحكومة بتعطيل المدارس والجامعات وأيّ تجمّع وهنا لبُّ الموضوع والمطلوب من الجميع التحلّي بالصبر والابتعاد عن التجمعات المكتظة وترجمة ثقافة صحية سبقتنا إليها شعوب وشعوب واتخاذ الحيطة والحذر هو جزء من الحماية ولا نقول هنا إنّ الفيروس موجود، بل حتى لو كان موجوداً يجب ألاّ نخشاه فمن السهولة حماية أنفسنا منه باتباع التعليمات التي باتت حديث الناس على كافة وسائل التواصل وإن شاء الله يعود أبناؤنا الطلبة إلى مقاعد الدرس في الفترة المحددة والموظفون والناس إلى أعمالهم كالمعتاد وأن نُثبت للعالم أننا شعب صامت وصابر وينتصر على كلّ الأزمات.

منير حبيب 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار