العـــــدد 9551
الإثنــــــين 16 آذار 2020
أكدت إحدى الدراسات أن تسعين بالمئة من الأطفال حتى الثالثة من عمرهم وعشرين بالمئة حتى السابعة وعشرة بالمئة حتى الثامنة هم موهوبون، وهذا يعني أن مواهب الأطفال أمانة في أيدي آبائهم، لأن الطفل يولد وهو غالباً ما يحمل بذور موهبة معيّنة، فإما أن يقوم الأهل بتطويرها ورعايتها وتنميتها بالأساليب الصحيحة المدروسة، وإما أن تندثر وتتراجع وتخمد بفعل إهمالهم وسخريتهم، إن الطفل يحتاج دائماً إلى الدعم والتشجيع بطريقة إيجابية، تشعره بإمكان وصوله إلى مستقبل مرموق، وعلينا أن نتذكر دائماً أن الطفل بطبيعته شديد الحساسية، وإن أي نقد أو تجريح أو استهزاء لا بد من أن يُلحِق الضرر بشخصيته، ومن الجدير ذكره أن أي موهبة يتم إهمالها وعدم تنميتها، فإنها تتحول حين يكبر صاحبها إلى مشكلة سلوكية، أو نوع من الكبت، إذ إنه يدافع عن نفسه من خلال حيل غير شعورية، فينتقص من تلك الموهبة التي كان يحبها، أو يلجأ إلى التعويض، وذلك من خلال إجبار أبنائه مثلاً على الانخراط فيها، وإن كانوا غير منجذبين إلى ما يحبه هو، إن المتابعة للطفل على درجة عالية من الأهمية، فهي التي تنبهنا إلى وجود بعض الإشارات لموهبة ما، كأن يقوم وهو في الرابعة من عمره برسم وجه بملامح وتفاصيل واضحة، لكن من الضروري أن يتنبه الأبوان إلى عدم الإصرار على أبنائهما، وعدم إجبارهم على ممارسة هواياتهم بطريقة منفّرة قاسية، ذلك لأن أغلب الأطفال يكرهون الانضباط، فالطفل الموهوب موسيقياً على سبيل المثال، ينبغي أن نصنع له المستقبل من خلال الكلمات التي تنطوي على التعزيز الإيجابي، كأن نقول له أنت عبقري، أنت مبدع، ستصل إلى تحقيق حلمك، فهذه الطريقة من شأنها أن تشجع الطفل، وتحفز قدراته، فالموهبة ينبغي أن نجعلها تأتي بسلاسة وارتياح، دون قيود أو شروط أو ضوابط.
د. رفيف هلال