العدد : 9547
الثلاثاء 10 آذار 2020
أكد يوسف مويشة رئيس غرفة سياحة طرطوس تمكّن الغرفة وعلى مدى الأشهر القليلة من إحداثها من تقديم خدمات جيدة للعاملين في القطاع السياحي في المحافظة، مكنتهم من مواجهة الظروف الصعبة التي تواجه عملهم، ولا سيما من النواحي المتعلقة بتأمين مستلزمات الإنتاج في ظل ظروف حصول بعض الاختناقات على صعيد توفير بعضها، ومنها على سبيل الذكر موضوع المحروقات الذي أبرمت الغرفة لأجله عقداً مع شركة ps لتقديمه للمنشآت، لاستخدامه في عمليات التدفئة والتبريد وغيرها بأسعار وزارة النفط والثروة المعدنية، وذلك بغية تخليص هذه المنشآت من الابتزاز الذي قد تتعرض له لتأمين هذه المواد من السوق السوداء، وهو الأمر الذي لاقى استحسان أصحاب المنشآت السياحية في طرطوس، كما وتم في ذات السياق مؤخراً وفي ظل الاختناق الذي حصل على مادة الغاز والناجم عن الحصار الاقتصادي الظالم المفروض على قطرنا الحبيب والهجمات الإرهابية التي تمت على منشآتنا الغازية، والتي أدت إلى نقص في عرض المادة في السوق، وهو ما انعكس سلباً على عمل المنشآت السياحية، ولا سيما منشآت الإطعام والمبيت، وهو الأمر الذي قامت الغرفة، ومن أجل معالجته بتقديم طلب إلى محافظ طرطوس من أجل مساعدة أصحاب هذه المنشآت على تأمين مادة الغاز بشكل إسعافي واستثنائي لحين معالجة الأمر بشكل نهائي، وهو ما تمت الموافقة عليه من قبل السيد المحافظ، الذي أبدى تعاوناً كبيراً في هذا الجانب، موجهاً بتشكيل لجنة لدراسة احتياجات المنشآت من المادة وفقاً لطاقتها الاستيعابية واحتياجاتها الشهرية، وذلك بغية تأمين المادة لها، وهو الأمر الذي انعكس بدوره على القطاع السياحي.
مصرون على أخذ دورنا
ونوّه م . مويشة في هذا الجانب بالدعم الذي تقدمه الجهات الوصائية، إن كان على المستوى المحلي المحامي صفوان سعدى محافظ طرطوس، أو على المستوى الحكومي وخصوصاً وزير السياحة وهو ابن القطاع السياحي والرئيس السابق لاتحاد غرف السياحة السورية، والذي يتعاون مع العاملين في القطاع السياحي، ويسعى لتأمين متطلباتهم، وتجاوز كل العقبات التي تعترض عملهم، مؤكداً في المقابل سعي الغرفة، وهي الممثلة للعاملين في القطاع السياحي في المحافظة، لتفعيل دورها سواء في المرحلة الراهنة أو في المرحلة القادمة بعد إعلان الانتصار النهائي على الإرهاب وداعميه، وذلك من خلال المساهمة في تطوير هذا القطاع، وضمان استمراره داعماً أساسياً لاقتصادنا الوطني، وكذلك المساهمة في مسيرة إعادة الإعمار، وكل ذلك من خلال استراتيجية علمية واضحة المعالم، لافتاً في هذا الجانب إلى الاتفاقيات التي تمت مع جامعة طرطوس الحكومية لتأمين الكوادر الخبيرة القادرة على تلبية احتياجات المنشآت السياحية من العمالة، ومؤكداً إصرار الغرفة على المساهمة في إعداد أجيال مختصة مهنياً تواكب قطاعنا السياحي واحتياجاته، وتسهم في تأمين فرص العمل لأجيالنا القادمة.
وأضاف مويشة إلى جملة الأنشطة التي تقوم بها غرفة السياحة ما تعلق بالعمل للقيام باستقصاء لكافة المنشآت السياحية العاملة في طرطوس، يتضمن دراسة واقع كل منشاة على حدة من النواحي المتعلقة بالعمالة والأداء والخبرات والمتطلبات اللازمة لعملها، واستحقاق حصولها على تصنيفها بشكل عملي، وذلك بغية إقامة دورات تنسجم مع احتياجات السوق السياحي في المحافظة، وتزويدها بما ينقصها من كوادر بالاستفادة من خريجي كلية السياحة بعد إخضاعهم لدورات بناء ذاتي ترفع كفاءاتهم المهنية، وتساعد في صقل المعلومات النظرية التي أخذوها في الجامعة لتتماشى مع احتياجات السوق الفعلية.
نتائج مؤتمر الاستثمار
وفي حديثه عن النتائج الإيجابية التي تمخض عنها مؤتمر الاستثمار السياحي الذي أقيم في طرطوس مؤخراً قال م . مويشة: بأنها تمثلت في الاتفاق على استثمار العديد من المشاريع السياحية مثل مارينا طرطوس ومبنى فرع الخرب (فندق سما طرطوس) والعديد من المشاريع الأخرى التي يتم البحث للتعاقد عليها والتي تحفّظ مويشة عن الإعلان عنها بانتظار أن يتم ذلك من قبل وزارة السياحة والشركات ذات الصلة لاحقاً، مؤكداً أن هذه الاستثمارات ستنعكس إيجاباً على القطاع السياحي في طرطوس على الخصوص وعلى مستوى القطر بشكل عام.
أما بالنسبة للمشاريع الاستثمارية المتعثرة فقال رئيس الغرفة إنه تم طرح البعض منها خلال ملتقى الاستثمار، وإنه تم حلّ جزء من أسباب تعثر بعضها ذاتياً، في الوقت الذي يتم دراسة حل مشاكل الباقي بالتعاون مع أصحابها.
بعيداً عن نظرة الجابي
ونوّه م . مويشة في حديثه بالإيجابيات التي حملها قرار إحداث غرفة سياحة طرطوس ولا سيما بعد زيادة أعداد المنشآت السياحية في محافظتي اللاذقية وطرطوس وحاجة العمل السياحي في كل منهما لمتابعة أكثر فعالية ولا سيما في ظل اختلاف ظروف العمل ومتطلباته من محافظة لأخرى، مؤكداً أن تركيز غرفة سياحة طرطوس يتم على خدمة الفعاليات السياحية بعيداً عن نظرة الجابي وحل المشاكل التي تعترض العمل السياحي في المحافظة وتعزيز مساهمته في دعم الاقتصاد لوطني مؤكداً حاجة سياحة طرطوس للتسويق الصحيح ولا سيما في ظل اقتصاد موسم السياحة فيها على موسم الصيف (3 أشهر) فقط، لافتاً في هذا الجانب إلى الدراسات التي تتابع للتغلب على هذا الأمر، ولاسيما المتعلق منها بتفعيل السياحة الشتوية من خلال برامج وخطط متكاملة وواضحة المعالم، وتتماشى مع مسيرة الانتصار وإعادة الإعمار التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد، داعياً إلى دعم القطاع السياحي، وتوفير متطلبات عمله، وتخليصه من القيود التي تعيق عمله، وذلك بغية تعزيز دوره مساهماً في مسيرة التنمية وإعادة الإعمار.
نعمان أصلان